قال المراسل العسكري في صحيفة "هآرتس"، غيلي كوهين، إن تقديراً للمخاطر العسكرية أمام "إسرائيل" في العام الجديد 2016، أصدره جيش الاحتلال مساء أمس توقّع تصعيداً للعمليات الفلسطينية وتزايد التهديدات على الكيان المحتل.
وبيّن كوهين أن هذا التقرير رسم ما يشبه خارطة تهديدات محتملة من عدة جبهات متوقعة.
وأوضح أن "التهديد الأول لكيان الاحتلال يظهر في الأراضي الفلسطينية، حيث يعتقد الجيش أن هناك احتمالاً كبيراً لوجود تصعيد عسكري في الضفة الغربية المحتلة في ظل غياب عمليات تهدئة الميدان، مع أن توصية الجيش تفيد بأن تحسين الوضع الاقتصادي للفلسطينيين وتوثيق التعاون الأمني مع أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية، كفيل بمنع التدهور الميداني في الضفة الغربية المحتلة".
كما أكد التقدير الأمني الإسرائيلي -الذي حظي بتغطية إعلامية واسعة النطاق في الكيان الاحتلالي خلال الساعات الأخيرة- أنه بعد مرور أربعة أشهر على اندلاع موجة العمليات الفلسطينية ضد الإسرائيليين، منذ الأول من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، فإن الجيش يمتلك تقديراً أمنياً عسكرياً مفاده أن هناك فرصة كبيرة للتصعيد في الضفة الغربية المحتلة.
إلا أن خروج 120 ألفاً من الفلسطينيين للعمل داخل الكيان المحتل، يحقق مصلحة لـ "إسرائيل"، ويعتبر كابحاً لتنفيذ المزيد من العمليات، بحسب رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي غادي آيزنكوت.
تقديرات وتخوفات
ورغم التقديرات السابقة لجيش الاحتلال بوجود انخفاض تدريجي في عدد العمليات، بما في ذلك العمليات الصعبة، وتراجع أعداد الفلسطينيين المشاركين في المظاهرات الشعبية في مناطق الاحتكاك مع الإسرائيليين في الضفة الغربية المحتلة؛ فإن العمليات الأخيرة في مستوطنات عوتنيئيل وتكوع وعنتوت وبيت حورون، تشير إلى وجود تغير في طبيعتها وكيفية تنفيذها، ولا سيما تلك التي تخترق الإجراءات الأمنية في المستوطنات، رغم عدم وجود بنى منظمة وكيانات تنظيمية تشرف على العمليات، إذ لا تزال الهجمات فردية من قبل الشبان الفلسطينيين.
وتشير صحيفة "هآرتس" إلى وجود احتمالية كبيرة لتنفيذ العديد من عمليات إطلاق النار، رغم أن عددها ما زال منخفضاً.
وأرجعت سبب انخفاضها إلى أن مسلحي حركة "فتح" في الضفة الغربية المحتلة ما زالوا غير منخرطين في الهجمات الحالية، وغالبية الشارع الفلسطيني لا يخرج للمظاهرات، ولكن هناك احتمالات متزايدة باستخدام السلاح الناري في ظل الواقع الميداني القائم في الضفة الغربية المحتلة.
وبالنسبة للساحة الفلسطينية، "يرى التقدير العسكري للاحتلال أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس فقد بعضاً من قوته عقب خطابه الأخير في الأمم المتحدة، وربما بدا اليوم نادماً على ما ورد فيه، ويحاول استعادة شعبيته التي فقدها".
وبيّن التقرير ذاته أن جيش الاحتلال يستعد لليوم التالي بعد غياب عباس، في ظل تنافس البدائل المتاحة، مرجحاً أن الخيارات في حال غياب عباس هي ثلاثة: شخصية قوية تخلفه في الحكم، وهذا احتمال ضعيف جداً، والخيار الأكثر توقعا أن تشكل مجموعة من القيادات التي تدير السلطة الفلسطينية دون وجود رئيس واحد، وهناك احتمال ثالث يخشاه الجيش الإسرائيلي يتمثل في سيطرة "حماس" على الضفة الغربية المحتلة.