كشف الكاتب الإسرائيلي في صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية أرئيل كهانا، عن قلق شريحة واسعة في "إسرائيل" من التصريحات التي وصفها بالمنفلتة في حكومة الاحتلال الإسرائيلي اليمينية بزعامة بنيامين نتنياهو، والتي تسبب بتدهور علاقات تل أبيب مع العالم.
وأوضح في مقالة نشرها اليوم الجمعة، أن التوبيخ الذي تلقاه سفير "إسرائيل" في واشنطن مايك هرتسوغ، هو المشكلة الصغيرة التي لـ"إسرائيل" مع الولايات المتحدة، الحدث غير لطيف، لكن المنفعة الأمنية – السياسية التي في إلغاء فك الارتباط تستحق انعدام اللطف، فبعد كل شيء، خير أن يعرف الأعداء أننا عدنا لجزء من "الوطن" تركناه بالخطأ"، وفق قوله.
وأضاف، أن: "المشكلة الأساسية أن التوبيخ من نائبة وزير الخارجية ويندي شيرم، لا يقف وحده، فهو يأتي في فترة لا يريد فيها رئيس الولايات المتحدة جو بايدن أن يلتقي برئيس الوزراء الإسرائيلي، وفي رد مضاد أمر نتنياهو وزراء حكومته ألا يلتقوا بنظرائهم الأمريكيين حتى إشعار آخر، وهذا ميل في تدهور العلاقات".
وتابع: "الضربة الأخرى أنه في كل اثنين وخميس توجد مواجهات أخرى، غير ضرورية ظاهرا، مع الإدارة بخاصة، ومع الأسرة الدولية عامة، إسرائيل تدفع أثمانا باهظة فقط لأن وزراء الحكومة لا يحافظون على أفواههم، وهذا أمر غير معقول".
وتساءل الكاتب: "ما هي الحكمة من جانب وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، أن يصرخ بفظاظة أنه "لا يوجد شعب فلسطيني"؟، بل وأن يفعل هذا بعد دقيقة من إشعاله الأسرة الدولية بسبب دعوته إلى "محو حوارة"؟".
وفي تعليق على تصريحات الوزير المتطرف سموتريتش، بشأن الشعب الفلسطيني، فقد وافقه الرأي، زاعمًا أن "مسألة وجود شعب فلسطيني موضع خلاف"، لكنه اختلف مع الوزير المتطرف في طريقة الحديث عن الأمر، حيث رأى أنه "في حال كان الأمر ملحا لأحد ما أن يتحدث عنه، يمكنه أن يكتفي بأمر مقنون من هذا القبيل، لكن لماذا زق سموتريتش أصبعا في العين؟ ماذا يجدي هذا؟".
وفيما يتعلق بوزيرة النقل والمواصلات لدى الاحتلال، الليكودية ميري ريغيف، (مقربة من نتنياهو)، قال: "فـ"كيف يحتمل أن وزيرة تتباهى بأصلها المغربي، وفي ماضيها كانت ناطقة رسمية، تهين دولة هامة جدا بأسلوب ليس مقبولا، لا في الغرب ولا في الدول العربية؟ حيث أوضح أنها كانت في دبي "لكني لا أحب هذا المكان".
وأضاف كهانا: "تخيلوا وزيرا ما في العالم العربي كان سيتحدث هكذا عنا، كنا سنتهمه على الفور باللاسامية"، منتقدا بشدة مشروع قانون النائب موشيه جفني ويعقوب أشير الذي يهدف إلى "تقييد حرية الدين للمسيحيين في إسرائيل".
وفي ختام مقاله، أكد على أنه "لا منفعة من هذه الأعمال الاستفزازية، فهي فقط تتسبب بردود فعل سلسة تمس بالمصالح الدولية لإسرائيل، ويجدر بمن يجلسون في مكاتب الوزراء أن يستوعبوا بأنه يوجد في الخارج عالم، وعليهم مراعاة ذلك".