أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أن روسيا لا تنشئ تحالفا عسكريا مع الصين، مشيرًا إلى أنها لا تهدد أي بلد.
جاء ذلك ردًا على سؤال لقناة "روسيا 24"، حول تشكيل التعاون بين موسكو وبكين تهديدًا للغرب، اليوم الأحد، قائلًا: "لا، هذه المزاعم لا تتطابق بتاتا مع الواقع".
وأضاف: "نحن لا نشكل أي تحالف عسكري مع الصين. نعم، لدينا أيضا تعاون في مجال التعاون العسكري -الفني، ونحن لا نخفيه، لكنه شفاف، ولا يوجد سر هناك".
وأشار بوتين إلى أنه رغم شفافية العلاقات بين موسكو وبكين، تتخذ الدول الغربية محاولات لتشكيل "ناتو عالمي" يضم مناطق جديدة، منوهًا إلى أن الناتو أقر مفهوما استراتيجيا جديدا له.
وأعلن "عالميته" وخططا لتطوير العلاقات مع دول منطقة آسيا والمحيط الهادئ، في توجه يذكّر بالكتلة العسكرية لدول "المحور" خلال الحرب العالمية الثانية.
وفي هذا السياق تطرق الرئيس الروسي إلى الاتفاقية التي توصلت إليها بريطانيا واليابان مطلع هذا العام بشأن تطوير العلاقات في المجال العسكري، وقال: "هذا هو السبب الذي يدفع سياسيين غربيين أنفسهم للقول إن الغرب بدأ في بناء محور جديد شبيه بالمحور الذي شكله في ثلاثينيات القرن الماضي النظامان الفاشيان في ألمانيا وإيطاليا واليابان ذات السياسة العسكرية".
وعلى صعيد آخر، أكد بوتين، على أن موسكو سترد على تزويد الغرب أوكرانيا بقذائف اليورانيوم المنضب، مشيرا إلى أن روسيا تمتلك الكثير من الأسلحة التي لم تستخدمها بعد.
وصرح بوتين: "يجب أن أقول إنه لدى روسيا، بالطبع، ما ترد به. وبدون مبالغة، لدينا مئات الآلاف، مئات الآلاف، من هذه القذائف. ولم نستخدمها بعد"، معتبرًا أن أولئك الذين يستخدمون مثل هذه الأسلحة سيعملون في الواقع ضد شعوبهم ويلوثون المناطق المزروعة.
ولفت إلى أن ذخائر اليورانيوم المنضب التي سيرسلها الغرب إلى كييف لا تعتبر من أسلحة الدمار الشامل، لكنها تترك غبارا مشعا، وبالتالي فهي خطيرة جدا.
وفيما يتعلق بتطورات العملية العسكرية على أوكرانيا، أشار بوتين إلى أن موسكو ومينسك اتفقتا على نشر أسلحة نووية تكتيكية على أراضي بيلاروس، مبينًا أن موقع تخزين الأسلحة النووية قيد الإنشاء في بيلاروس، وسيصبح جاهزا اعتبارا من يوليو المقبل.
وأكد على أن نشر هذه الطائرات لا ينتهك الالتزامات المنصوص عليها في معاهدة ستارت، مشددًا على أن سبب هذه الخطوة إعلان بريطانيا نيتها إمداد أوكرانيا بذخيرة اليورانيوم المنضب، مشيرا إلى أن بيلاروس طلبت نشر أسلحة نووية روسية على أراضيها منذ فترة طويلة.
ولفت إلى أن ذخائر اليورانيوم المنضب التي سيرسلها الغرب إلى كييف لا تعتبر من أسلحة الدمار الشامل، لكنها تترك غبارا مشعا، وبالتالي فهي خطيرة جدا.
كما وأعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم الأحد، أن قواتها تمكنت من القضاء على نحو 400 جندي أوكراني على خمسة محاور قتال أساسية خلال يوم.
وأوضحت الدفاع الروسية في تقريرها اليومي أن العدو خسر 55 جنديا على محور كوبيانسك، وأكثر من 85 جنديا على محور كراسني ليمان، وأكثر من 155 جنديا على محور دونيتسك، و70 جنديا على محوري جنوب دونيتسك وزابوروجيه، إضافة إلى 35 جنديا على محور خيرسون.
وشملت خسائر القوات الأوكرانية على المحاور المذكورة مدفع هاوتزر D-20 واثنين من طراز D-30 ومدفع هاوتزر ذاتي الحركة "غفوزديكا" وعددا من المدرعات والمركبات العسكرية الأخرى.
وذكر تقرير الدفاع الروسية أنه تمت إصابة 76 وحدة مدفعية أوكرانية في مواقع إطلاق النار وقوات ومعدات عسكرية في 112 منطقة.
واعترضت القوات الروسية 6 قذائف من راجمات الصواريخ HIMARS و"أولخا" وصاروخا مضادا للرادار من طراز HARM، كما دمرت 11 طائرة بدون طيار بينها واحدة من طراز Bayraktar TB-2.
وبلغ إجمالي ما تم تدميره منذ بداية العملية العسكرية الخاصة 404 طائرات، و224 مروحية، و3573 طائرة بدون طيار، و414 منظومة صواريخ مضادة للطائرات، و8399 دبابة ومدرعة أخرى، و1072 راجمة صواريخ، و4428 قطعة من المدفعية الميدانية ومدافع الهاون، و9114 مركبة عسكرية خاصة.
وأفاد مراسل "نوفوستي"، بأن القوات الروسية سيطرت بالكامل على مصنع معالجة المعادن (AZOM) في أرتيموفسك، الذي زاره فلاديمير زيلينسكي في ديسمبر الماضي.
وتجول المراسل في إحدى ورش المصنع وتحقق بنفسه بأن كل أراضي مؤسسة AZOM باتت تحت سيطرة مقاتلي مجموعة فاغنر.
ووفقا للمقاتلين الذين اقتحموا المصنع، توجد في ورش هذه المؤسسة الكثير من الملاجئ تحت الأرض وفيها يمكن الاختباء من القصف المدفعي ومن الضربات الجوية، لكن بالنسبة للقوات الأوكرانية، كان ظهور القوات الروسية غير متوقع.
وقال قائد مجموعة الاقتحام للمراسل: "دخلنا بهدوء تام دون أن يلاحظنا أحد، كان هناك عسكري حراسة أوكراني لكنه لم ينتبه لاقترابنا. سمعت وجود مجموعة معادية تتحدث خلف الجدار. أمرت عناصر قوة الاقتحام بالهجوم. المجموعة الأوكرانية كانت تنتظر هجومنا من الطرف الآخر المعاكس حيث حاولنا قبل ذلك اقتحام الورشة".
وفي محصلة القتال، تمكنت قوة الاقتحام الروسية من قتل العديد من العسكريين الأوكرانيين بما في ذلك أحد الضباط، ووقع في الأسر أحد أفراد العدو.
وأشار قائد قوة الاقتحام إلى أن فلاديمير زيلينسكي زار في ديسمبر 2022، مصنع AZOM ومنح الأوسمة والميداليات للعديد من العسكريين الأوكرانيين هناك.
وأضاف قائد فصيلة الاقتحام: "هذا هو المكان ذاته الذي تحدث فيه السيد زيلينسكي وأجرى مقابلات تلفزيونية وسلم الجوائز لعناصر جيشه الذي زعم أنه دافع ببسالة عن هذا المصنع. هنا التقطوا صورة جماعية".
يشار إلى أن الوحدات الروسية تمكنت في 17 مارس من التمركز في المباني الواقعة على أراضي مصنع "فوستوكماش"، الذي يقع في الجزء الشمالي من مصنع لمعالجة المعادن غير الحديدية (AZOM) في أرتيموفسك.
وتقع أرتيموفسك في الجزء الذي تسيطر عليه كييف من جمهورية دونيتسك الشعبية شمال مدينة غورلوفكا، وهي محور نقل مهم لتزويد المجموعة الأوكرانية في دونباس. وتدور معارك ضارية خارج المدينة خلال الأشهر الستة الماضية.
ووفقا لأحدث البيانات، قطعت القوات الروسية جميع الطرق المعبدة أو سيطرت عليها ناريا، وأدى ذلك إلى بدء عملية سقوط المدينة، وتعقيد تسليم الذخيرة وتجديد موارد القوات المسلحة الأوكرانية بشكل جدي.