مونيك غيومو Monique Guillemot إمرأة فرنسية هي في السادسة والتسعين من العمر ، أصبحت هذه الأيّام حديث الناس في بلادها بعد إعلانها في تصريحات صحفية أنها لا رغبة لها في التقاعد ، بل هي قررت مواصلة عملها بشغف و قد شارفت على القرن من العمر.
موقف أبنائها
و تعلل "مونيكا غيوم" تمسكها بمواصلة عملها بعدم رغبتها في أن تكون عالة على أبنائها مؤكدة أنهم سعداء بمواصلتها لنشاطها ،وهي ما فتئت تكرر أمام الجميع لكل من يرجوها أن تركن إلى الراحة و أن تترك العمل:"لا أريد أن اذهب"ـ وفق ما ذكرته عديد الصحف الفرنسية على غرار "الفيغارو "و" وSud –Ouest " و "20minutes"
"اليوغا –المشي- العمل"
وفي جواب عن سؤال حول سر طول عمرها تبوح بسرّها قائلة :" اليوغا والمشي والعمل". و فعلا، فهي تقطع كل يوم المسافة بين بيتها ومقر عملها مشيا على الأقدام لفترة في حدود الساعة من الزّمن.،و تقول أن ابنها أهدى لها دروسا أعطاها لها أستاذ في رياضة "اليوغا ّ ،و أنها لا تشعر بالوحدة أو الملل.
هي تدير متجرا "للانتكا" (كلّ ما هو عتيق) وسط مدينة "نانت"(342 كلم جنوب غرب باريس)،و تمارس هذا العمل منذ أكثر من نصف قرن. تستقبل الزبائن والأصدقاء وحتى الفضوليين كامل أيام الأسبوع لذلك لا تشعر أبدا بالملل، وهي تبدو أصغر من عمرها، و يجزم كل من يلتقي بها "أن صحتها من حديد" ، وهي إلى جانب ذلك أنيقة و تتّقد حيوية. لوحات من القرن السابع عشر في متجرها لوحات تعود إلى القرن السابع عشر، و هذا إختصاصها ، و أثاث وتحف و مزهريات عتيقة فاخرة و أواني و تحف مختلفة قديمة من الخزف وكتب مجلدة تعود الى زمن قديم وغير ذلك من معروضات متنوعة.
تأقلمت المرأة المُسنّة مع تطور التكنولوجيا وأصبحت تتعامل مع زبائن من خارج فرنسا عبر الانترنت .تقول : " تعلمت استعمال كل ما هو رقمي ووجدت صعوبة في ذلك في البداية لكني سرعان ما استوعبت الإستعمالات التّي أحتاجها عبر الشبكة العنكبوتية ، و اليوم لي زبائن من كل أنحاء العالم وخاصة من بعض دول الخليج واليابان والسويد والنرويج وبعض الامركيين:::" . لها شبكة من المعارف يصطادون لها اللوحات القديمة والأثاث العتيق والتحف النادرة ، وهي سعيدة بان مبيعاتها ازدادت بفضل البيع عبر الانترنت لدول خارج فرنسا.
و يأتي إعلان " مونيك غيومو" شغفها بمواصلة عملها وعدم رغبتها في التمتع بالتقاعد في هذه الأيّام التّي تشهد فيه فرنسا بأكملها رفضا شديدا مشروع قانون يرفع سن التقاعد من 60 الى 64 عاما بسبب عجز مالي للصناديق الاجتماعية و وجود خلل بين نسبة العاملين و نسبة المتقاعدين ،علما وانّ القانون الفرنسي ينص على حق كل مواطن ومواطنة في التقاعد في القطاع العام و في القطاع الخاص. و "مونيك" تتجاهل هذا الحق المضمون بالقانون و تتنازل عنه بطيب خاطر ، وهو الحق الذي يتمسك به الفرنسيون تمسكا شديدا و ينتظرون اليوم الذي يُحالون فيه على التقاعد لينعموا بالراحة و قضاء ما تبقى لهم من العمرفي دعة وهناء. و لكن مونيك لها رأي مختلف ، فهي تتساءل قائلة :"ألا يشعرمن يتقاعد عن العمل في الستين من العمر بالملل؟"