يديعوت : لماذا خرج غالانت ضد "الإصلاحات القضائية؟

ناحوم-برنياع.jpeg
حجم الخط

بقلم: ناحوم برنياع

 

 



في كتلة "الليكود"، وربما أيضا في كتل أخرى في الائتلاف، انتظروا الرجل الأول الذي سيتجرأ على القفز في المياه.
أخذ يوآف غالانت هذه المهمة على عاتقه، وفعل ذلك حسب طريقته، وحيدا، دون أن يعتمد على آخرين، ودون أن يدّعي الضحية.
في غضون دقائق رحب بفعله ثلاثة أعضاء آخرين في كتلة "الليكود" – يولي أدلشتاين، دافيد بيتان، وآفي ديختر.
ليس صدفة أن قال غالانت: "لن أُعطي يدي (للتصويت على القانون هذا الأسبوع)". إذا كنت أقدر على نحو سليم، فهذا يعني أن غالانت سيصوت ضد أو يمتنع.
إذا سار ديختر، أدلشتاين، وبيتان في أعقابه، فمن المشكوك فيه أن يكون لمشروع القانون 61 صوتا في الكنيست.
سيتعين على نتنياهو أن يعيد احتساب المسار، أو أن يستخدم ضغطاً استثنائياً، إلى حدود الابتزاز، على الأربعة وربما أيضا على آخرين.
أربعة مقابل أربعة - نتنياهو، لفين، روتمن ودرعي ومقابلهم غالانت، ديختر، بيتان وأدلشتاين.
لكل واحد توجد في هذه الدراما دوافع خاصة به، لكن السطر الأخير واضح: التمرد انطلق على الدرب، والجبهة الموحدة التي عرضها الائتلاف تحطمت.
هذا يحصل ليس بسبب انعطافة أيديولوجية بل بسبب المدى غير المسبوق للاحتجاج وتأثير المواجهة الداخلية على الأمن، الاقتصاد، والمجتمع.
كانت لغالانت، بحكم منصبه، أسباب وجيهة للخروج ضد التشريع. فقد دخل جيش الاحتياط في أزمة معنوية خطيرة، وتنتقل الأزمة إلى الجيش الدائم.
تفكك وحدات نخبة في الجيش، في "الشاباك"، وفي أذرع أمنية أخرى على الطريق.
ما كان يمكنه أن يسلم بإمكانية أن يحصل الخراب في ورديته.
وعليه فلم أفكر في أنه عندما أجل خطابه يوم الخميس كان قد "تأرنب".
لقد أتاح لنتنياهو أن يلقي خطابه، وبعد أن تبين للجميع أن نتنياهو يواصل السير في الطريق الهدام الذي اختاره ألقى خطاب الصد خاصته، خطاب الراشد المسؤول.
ما قاله لنتنياهو في حديثهما في الأسبوعين الأخيرين قاله، أول من أمس، للجمهور.
لم يتغير أي شيء.
يوجد وزير آخر في الحكومة بحكم منصبه كان يتعين عليه أن يدعو إلى وقف تسونامي لفين وروتمن: وزير المالية. استمرار الثورة النظامية يجبي بل سيجبي أثمانا اقتصادية باهظة للغاية.
التهديد الكبير هو تهديد مالي: المال سيهرب من هنا بل أكثر من هذا؛ الاستثمارات لا تأتي ولن تأتي. الصناديق التي تحتفظ بالمال تنتظر هذه اللحظة على الجدار. إقرار القوانين سيقنعها نهائياً ألا تستثمر هنا.
لكن سموتريتش هو سموتريتش. هو ليس وزير مالية، هو مشعل نيران.
التظاهرة في تل أبيب، أول من أمس، كانت تشبه في حجمها وحماسة المتظاهرين التظاهرات السابقة ولعلها فاقتها.
يخيل أن الاحتجاج ينتقل مرحلة – من أقوال معظمها سلبية إلى أقوال تشدد على ما تؤيده.
يقول المتظاهرون في واقع الأمر إننا دولة إسرائيل الحقيقية: نحن الكمية، النوعية، التراث، والجوهر. هم يتبنون بن غوريون، بيغن، رابين، شامير، السلام، الحروب، الشرق والغرب.
نحن لسنا أقلية قليلة، نحن أغلبية مهددة. لا أعتقد أن هذه الرسائل تمر بسهولة لدى مؤيدي الحكومة القائمة، لكنها تعبر بإخلاص عن أجواء التفاؤل والقوة التي في التظاهرات.

عن "يديعوت"