في خطابه القصير والحاذق، أعلن وزير الدفاع، يوآف غالانت، بشجاعة عن حالة طوارئ وطنية.
وكمريض في حالة انهيار للأجهزة، علقت دولة إسرائيل في ورطة تبدو في هذه المرحلة غير قابلة للحل. حالات الطوارئ تكون غير مسبوقة. لا يوجد إنسان اختبرها في الماضي، ولهذا السبب فإن التصدي لها يستدعي الاعتراف بأنه مطلوب استيضاح حديث محرر من الجمود. في نقطة المنطلق تحتاج حالة كهذه تشخيصاً فكرياً "حديثاً وذا صلة".
تجاوزت قوة الهزة منذ الآن مسألة الإصلاح في جهاز القضاء. وحتى البحث السريع لبلورة توافق على مخطط الرئيس أو أي مخطط آخر لتسوية صلات الكنيست وجهاز القضاء لن يؤدي في هذه اللحظة إلى وقف الهزة. سمعت من أناس يشاركون في قيادة الاحتجاج انه في ضوء زخم الاحتجاج يعتزمون السير حتى النهاية في كل المسائل الأساس المتعلقة بمستقبل دولة إسرائيل.
لكل المؤيدين للائتلاف يجب أن يكون مفهوما أنه في الوضع الذي علقت فيه الدولة، فإن مجرد استمرار وجود الحكومة متعلق بشعرة. في مثل هذا الوضع فإن الائتلاف مطالب بتقويم للوضع معمق ومتجدد.
نوصي أعضاء الائتلاف أن يتعلموا من رئيس الوزراء ليفي أشكول الذي درج على أن يقول: "أساوم وأساوم إلى أن يقبل رأيي". من يفهم سياسة واستراتيجية يحذر من أن يعلق في وضع لا يترك له مجال مناورة لاتخاذ خطوة إلى الوراء. فالتصرف في واقع كهذا دون مرونة يشبه قيادة شاحنة في شوارع المدينة دون قدرة على الرجوع إلى الخلف. لمن يعرض استجابة لدعوة وزير الدفاع وقف التشريع كاستسلام لابتزاز المتظاهرين ملزم بأن يشرح أن الكبح أيضا والسير إلى الوراء هو أحد أشكال المعركة التي تكون أحيانا حيوية للغاية. فالانسحاب التكتيكي بالتأكيد ليس استسلاما.
من جهة أخرى، فإن قادة الاحتجاج ملزمون بأن يحذروا من السير أسرى خلف سحر الهزة الكبرى التي نجحوا في أن يحدثوها. ففي السعي لمواصلة زخم الاحتجاج، ترقبا لإخضاع نصف شعب إسرائيل بدون شروط، يكمن خطرا رهيبا في إحساس الإهانة والعنف الشديد.
إذا كان لدى قادة الاحتجاج مسؤولية وطنية، فأمام الخطوة الزعامية لوزير الدفاع يجب أن تكون جاهزية لاستيضاح مشترك شامل ومحترم مع التطلع إلى وحدة إسرائيل.
عن "إسرائيل اليوم"