هل سيؤكد اجتماع الوفد الفلسطيني مع نتنياهو على عبثية المسيرة التفاوضية مع دولة إسرائيل؟!

12626164_10206918675818614_1894417745_n
حجم الخط

يعقد وفد فلسطيني صباح اليوم، اجتماعاً مع رئيس حكومة الاحتلال "بنيامين نتنياهو" في مدينة القدس المحتلة.

وقال عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" محمد اشتية في تصريح صحفي، إن الوفد الفلسطيني سيبلغ الجانب الاسرائيلي بضرورة وقف الانتهاكات المستمرة اتجاه الشعب الفلسطيني، كما ستبلغهم تحديد العلاقات مع "اسرائيل" بعد قرارات المجلس المركزي الفلسطيني.

وأشار اشتية إلى أن الوفد الفلسطيني يتكون من وزير الشؤون المدنية حسين الشيخ ورئيس جهاز المخابرات الفلسطينية اللواء ماجد فرج ومدير جهاز الأمن الوقائي اللواء زياد هب الريح.

وأوضح المحلل السياسي ناجي شراب أن هذا اللقاء بطبيعته الأمنية يؤكد على أن الوفد الفلسطيني يحمل رسالة من السلطة الفلسطينية موجهة إلى الحكومة الاسرائيلية بأنه لم يبق أمام السلطة إلا تنفيذ قرارات المجلس المركزي المتعلقة بالتنسيق الأمني وإدارة العلاقات مع اسرائيل بشكل عام، مشيراً إلى أن تنفيذ هذه القرارات يسبب تداعيات خطيرة على الجنابين الفلسطيني والاسرائيلي، وقد تدخل المنطقة في العديد من المواجهات العسكرية.

واعتقد شراب أن اسرائيل ستتعامل مع هذه الزيارة بما يخدم مصالحها وموقف الحكومة الاسرائيلية بشكل عام، كما أنها ستستغل الوضع الضعيف للسلطة، لافتاً إلى احتمالية وجود بعض الحلول الجزئية التي لا ترقى إلى مستوى الاستجابة الكاملة للموقف الفلسطيني وتنفيذ قرارات المجلس المركزي الفلسطيني.

وقال المحلل السياسي حسام الدجني لوكالة "خبر"، إن هذا اللقاء يأتي في وقت تمارس فيه اسرائيل أبشع الجرائم ضد الشعب الفلسطيني، وفي وقت يدافع فيه الشباب الفلسطيني عن أراضيهم ومقدساتهم الاسلامية، وفي وقت يعاني فيه قطاع غزة من حصار، يأتي هذا الاجتماع كخنجر في خاصرة الشعب الفلسطيني، نظراً لأنه يغلب البعد الأمني على البعد السياسي.

وأشار الدجني إلى أنه عند الحديث عن قادة جهاز المخابرات في الأمن الوقائي فهذا يدلل على توجه السلطة لوأد وإجهاض الانتفاضة المباركة، ما يؤثر على المشهد الفلسطيني الداخلي وينعكس سلباً على ما يجري في الدوحة واسطنبول من قرارات للمصالحة الفلسطينية، نظراً لأن هذا اللقاء خارج عن قرارات المجلس المركزي الذي يعبر عن فصائل منظمة التحرير وعن الأغلبية الفلسطينية، وأيضاً ضد توجهات عباس الذي تحدث عنها صراحة في خطاب الأمم المتحدة، وهذا يؤكد على أن السطلة في توجهاتها الجديدة ضد المزاج العام الفلسطيني.

وأضاف المحلل السياسي عمر جعارة لوكالة "خبر"، أن هناك معطيات وثوابت لدى الوفد الفلسطيني والاسرائيلي، فعلى الوفد الفلسطيني أن يتمسك بهذه الثوابت، ويدرك بأن المسيرة التفاوضية مع دولة إسرائيل هي مسيرة عبثية.

وأشار جعارة إلى أنه على الوفد الفلسطيني أن يثبت إسلامية المواقع الدينية والاسلامية بما فيها المسجد الابراهيمي والمسجد الأقصى فهو ليس موقعاً سياحياً ولا أثرياً ولا مكاناً لزيارة اليهود، لذلك يجب إدراك عبثية التفاوض مع الاسرائيليين، كما على الوفد الفلسطيني المطالبة بتفكيك الاستيطان، مضيفاً بانه يجب التركيز على عدم شرعية وجود أي اسرائيلي عسكري أو مدني في أراضي الـ67، فيجب التخلص من الحصار المفروض على قطاع غزة ومن الاستيطان في الضفة الغربية.

واعتقد الدجني أن أجندة اللقاء لم تخرج عن التوافق على انسحاب اسرائيل في مناطق الاحتكاك، والتخفيف من حواجزها في الضفة الغربية والقدس، مقابل أن تمنع السلطة الفلسطينية تنفيذ العمليات، فمن المؤكد أن يكون هناك توافقات على تخفيف الحصار المفروض على الضفة الغربية وقطاع غزة كصفحة كاملة متكاملة في بعدها الأمني.

وطالب شراب اسرائيل أن تلتزم باستحقاقات العملية التفاوضية والسلمية، وأن تقوم بمبادرات فيما يتعلق بالوضع الأمني والسياسي لوقف الاستيطان. منوهاً بأن الكرة في ملعب اسرائيل ويجب أن تتحمل مسؤوليتها كاملة.

في حين طالب جعارة بعدم تكرار عبثية التفاوض مع اسرائيل، ودعا الوفد الفلسطيني بالتمسك بهذه الثوابت التي تجعلنا نأخذ قليلاً من مصداقية القضية الفلسطينية.