على هامش الهزة الأرضية في إسرائيل من الجدير الانتباه إلى الدراما التي تحدث في اليمين بشكل عام وفي "الليكود" بشكل خاص.
معظم الوزراء وأعضاء الكنيست من "الليكود" يؤيدون رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، الذي هو نفسه ظهر مشوشاً. قال الجميع إنه إذا أراد نتنياهو أي شيء فهم يؤيدونه.
أول من أمس كانت هناك كبسولة زمنية، جسدت إلى أي درجة نتنياهو ضائع.
بعد ليلة "الشاباك" في أيالون أراد نتنياهو الإعلان عن وقف التشريع، لكنه ببساطة لم ينجح في إيصال نفسه إلى هذا الموقف. وللتحلية فقد اضطر إلى الخضوع (مرة أخرى) للشخص الأكثر شقاوة في الحكومة.
النكتة التي يتم تداولها هي أن اسمه إيتمار بن غفير. نتنياهو ليس فقط لا يسيطر على الوضع، بل هو أيضا لا ينجح في صياغة سلوك متماسك: في لحظة قام بإقالة وزير الدفاع، يوآف غالانت، بشكل وحشي، وبعد لحظة توسل من أجل وقف التشريع.
في لحظة أعلن أنه "دخل إلى الحدث، وهو يمسك بالمقود. وبعد ثوانٍ ينحني أمام كل ولد وقح يتجول في محيطه".
في "الليكود" اليوم يتهمون اليسار، الطيارين، الأشكناز، قساة القلب وكل من لا يؤيد التدمير المدوي الذي يقوده الانقلاب النظامي والفوضى السائدة في الدولة.
لن تسمعوا تقريبا، باستثناء من يؤيدون يولي أدلشتاين الذين ما زالوا أقلية صغيرة، أي كلمة سيئة عن نتنياهو أو عن وزير العدل، ياريف لفين.
صحيح أنكم تسمعون أصواتا بأن الأمر سيستغرق جيلا آخر إلى أن "يسيطروا" وبحق، وأنه في المرة القادمة سيأتون إلى محاولة الانقلاب – الإصلاح القضائي حسب تعبيرهم – وهم منتصبو القامة وأكثر صلابة.
ولكن من وراء الالتفاف الليكودي التقليدي حول الزعيم يمكن أن نشاهد عدا ضعف نتنياهو أيضا مشكلة معينة يوجد فيها معسكر لفين، الذي علّق كل الآمال على تطبيق "الإصلاح". باستثناء لفين نفسه، الذي نجح في قيادة الدولة إلى حرب أهلية وأيضا دون أن يمرر خطته، أيضا أشخاص مثل شلومو قرعي وتالي غوتلب وغاليت ديستل اتبريان، سيدفعون ثمنا سياسيا عندما سيتلاشى غبار المعركة.
الآن هم يظهرون كمن يضربون على الحديد الساخن للقاعدة، لكن جمهور "الليكود" الواسع – ليس الذين يتنافسون بالشتائم في الواتس اب، ويتجولون في أروقة الكنيست، وبالأساس يسمعون الكثير من الضجة – سيعاقبهم على هذا الاندفاع، لأنهم حددوا بتصرفهم ما أصبح عليه "الليكود" الآن: حزب جريح يستسلم لكل أزعر متطرف، ويتحطم في الاستطلاعات.
يتآكل "الليكود" الآن من الجانبين. فالمعتدلون وأتباع الحوار يهاجرون إلى بني غانتس. ولكن المتطرفين ومن لهم ميول كهانية والمحبة المحدودة للديمقراطية يغازلون بن غفير. بعد أن يكتشفوا بأنه لا شيء، إذا أدار الشرطة الخاصة التي وعد بها مثل الأمور الأخرى التي هي تحت رعايته، فإن المتظاهرين بالتأكيد يمكنهم أن يهدؤوا، فهم سيجدون على الأغلب شعبوياً يمينيا آخر. لن يذهبو إلى الأستاذ سموتريتش. في أرض "الليكود"، العميقة جداً والصقورية، يتهمونه بالمماطلة في المفاوضات الائتلافية، التي جعلت، حسب رأيهم، "اليسار ينتظم في معسكر ضد الإصلاح". الأمر المشترك لكل الأصوات في "الليكود" بالمناسبة هو أن الحكومة مع هذين الشخصين هي في وضع كابوسي مستحيل.
ربما أن ما نراه الآن كان في الواقع هو الهدف غير المدرك (أو المدرك) للفين، عندما انطلق بمغامرته الهستيرية: تصفية نتنياهو؛ الإظهار للقاعدة التي تحب الكهانية، أنه "يميني حقيقي" من جهة، والإظهار للمعتدلين أن نتنياهو وبحق هو ديكتاتور مناهض للديمقراطية. فقط في الطريق هو أيضا قام بالقضاء على نفسه. ولكن ماذا يقولون هناك؟ ثمة صنف آخر.
عن "هآرتس"
