أصدرت الفصائل الفلسطينية، اليوم الخميس 30 مارس 2023، بيانات منفصلة في الذكرى الـ47 ليوم الأرض الفلسطيني، والتي استشهد في هذا اليوم 6 مواطنين من الداخل المحتل.
وأكدت "حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين"، على أن مقاومة الاحتلال الإسرائيلي وإدامة الاشتباك معه في كل الساحات والمواقع تمثل الترجمة العملية والتطبيق الحقيقي للمبادئ والشعارات الوطنية التي نشأت عليها الأجيال الفلسطينية المتعاقبة.
وقالت "الجهاد" في بيان بمناسبة ذكرى يوم الأرض: "لن يوقف التغول الصهيوني سوى المقاومة الشاملة وفي مقدمتها المقاومة المسلحة التي نواصل العمل على تعزيزها وامتدادها في كل أنحاء فلسطين ومخيمات اللجوء والشتات".
وأضافت أن "بنادق المقاتلين التي تتوحد في ساحات المواجهة والصمود بالضفة الغربية المحتلة، ترسم لنا الطريق وتنير لنا الدرب لنمضي فيه، نحمي وحدتنا ونحافظ على وجهة سلاحنا ورصاصنا ونواصل قتال عدونا بكل عزيمة وتصميم".
ودعت الحركة إلى شد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك والرباط في ساحاته والاعتكاف في مصلياته وقبابه، وعدم الاستجابة لتلك الأصوات والدعوات التي تحاول إسقاط واجب الرباط والاعتكاف حتى يخلو المسجد لاقتحامات المستوطنين الصهاينة بهدف تمرير مخطط التقسيم الزماني والمكاني.
ووجهت التحية لأسرانا الأبطال وفي مقدمتهم الشيخ المجاهد خضر عدنان الذي يواصل معركة الاضراب المفتوح عن الطعام للشهر الثاني مجسداً بذلك روح الإرادة والصمود في مواجهة الاحتلال،
كما وجهت التحية لأبطال المقاومة في الضفة الغربية وكل مكان، والتحية لجماهير شعبنا في الداخل والشتات، ولكل أحرار أمتنا والعالم الذين يناصرون حقنا ويقفون مع عدالة قضيتنا ويصطفون إلى جانب مقاومتنا ويؤدون واجباتهم بلا كلل ولا ملل من أجل نصرة شعبنا وتحقيق أهدافه بالتحرير والعودة.
وأكدت "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، في بيان أصدرته اليوم الخميس، على تمسك الشعب الفلسطيني بالدفاع عن أرضه ووجوده ومضيه على عهد شهداء يوم الأرض الخالد.
وأوضحت في بيان أصدرته بمناسبة يوم الأرض، أن مواجهة العدوان الإسرائيلي المتصاعد، باتت تجعل الوحدة والمقاومة واجبات لأجل الحفاظ على الوجود الفلسطيني، وليس فقط شروطًا ضروريّةً لتحقيق الانتصار على الغزاة المحتلين.
وأضافت أن ذلك يتطلب مُضيّ المناضلين من أبناء شعبنا على اختلاف انتماءاتهم، لتعزيز وحدتهم الميدانيّة والنضاليّة في مواجهة الهجمة الإسرائيلية، وتصعيد فعل المقاومة بأشكالها كافةً، ضدّ العدوّ الاحتلال، وهو ما يجب أن تعكسه أيضًا الوحدة السياسيّة ضمن استراتيجيّةٍ سياسيّةٍ موحّدةٍ لمقاومة هذا العدوان وهزيمته.
وطالبت الجبهة قوى شعبنا خارج الوطن المحتل، وحركات التضامن والقوى الصديقة للشعب الفلسطيني، بتصعيد ضغطها على الاحتلال ورعاته، وتعزيز نشاطها لمقاطعة الاحتلال وعزله، وملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين أمام المحاكم، وأيضًا رفع مستوى التعبير عن الدعم الواضح لحقوق شعبنا ونضاله التحرّري ودفاعه عن وجوده فوق أرضه.
وتابعت، "إنّ شعبنا الحرّ متمسّكٌ بالدفاع عن أرضه ووجوده، ماضٍ على عهد شهداء يوم الأرض الخالد، والقافلة الطويلة من شهداء شعبنا الذين قضوا دفاعًا عن الأرض والشعب والهُويّة، فالانتصارُ والحريّة والاستقلال هي أهداف مسار النضال والكفاح الذي شقّه شعبنا وماضٍ فيه".
ومن جانبها، دعت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، إلى مغادرة جميع المشاريع الهابطة، من أوسلو إلى العقبة – شرم الشيخ، واحترام قرارات الشرعية الفلسطينية في المجلسين الوطني والمركزي، وتبني خيار شعبنا في مقاومة شاملة بكل الوسائل والأدوات تحت قيادة مركزية موحدة تكفل التأطير والتنظيم وتزويد المقاومة باحتياجاتها البرنامجية والميدانية.
وقالت الجبهة إن "حقيقة المشروع الصهيوني تؤكد كل يوم أن الأرض هي موضوع الصراع التاريخي بين شعبنا وبين الغزو الصهيوني لبلادنا، عبر لجوء العصابات والميليشيات وقوات الاحتلال الإسرائيلية إلى كل أشكال القتل والإعدام والهدم والترحيل والتهجير بقوة الحديد والنار، في ظل استراتيجية همجية تقوم على التطهير العرقي والتمييز العنصري والتهجير الجماعي".
وأكدت على أن تجارب شعبنا ونضالاته، أثبتت أن ما سُلب من أرضه بالقوة، لن يُستعاد بغير القوة، مضيفة أن هذا ما أثبتته تجارب "اتفاق أوسلو"، و"خطة خارطة الطريق"، و"اتفاق البحر الميت – جنيف"، و"مفاوضات أنابوليس" الفاشلة، ووعود بوش الابن، وباراك أوباما، ووعود الإدارة الأميركية الحالية بـ"حل الدولتين" وبحل اقتصادي، ربطاً بما يسمى "أفق سياسي"، وأخيراً وليس آخراً، "مسار العقبة – شرم الشيخ".
وتابعت، "بل والأخطر من هذا، إن مثل هذه المشاريع التفاوضية الهابطة والفاسدة، فضلاً عن أنها لم تقدم لشعبنا مكسباً واحداً، فقد وفرت، بالمقابل، غطاءً سياسياً لدولة الاحتلال، جعلت منها شريكاً في سلام مزعوم، وهي الدولة المارقة، المتمردة على قرارات الشرعية الدولية، وسجلها حافل بالجرائم ضد الإنسانية، وجرائم حرب، ضد شعوبنا العربية وفي القلب منها شعبنا الفلسطيني".
واستطردت، "كما وفرت هذه المشاريع والاتفاقيات لدولة الاحتلال الغطاء السياسي الفلسطيني من أجل إنجاز مشروعها الاستيطاني على معظم أجزاء الضفة الفلسطينية والإسراع في تهويد القدس، أي سهل على دولة الاحتلال إنجاز مشروعها في سلب الأرض الفلسطينية وطرد سكانها".
ودعت الجبهة الديمقراطية القيادة السياسية للسلطة الفلسطينية إلى استخلاص دروس الصمود والمواجهة لأبناء شعبنا في أراضي الـ 48، التي صنعت ليوم الأرض مجده التاريخي، معمداً بدماء الشهداء، الخالدين أبداً في وجداننا.
كما دعت إلى "الكف عن ترويج الادعاءات السياسية الرخيصة، وعلى الأخص ادعاءات مسار العقبة - شرم الشيخ الذي تعترف القيادة السياسية خلف الأبواب إنه لم يحقق لشعبنا أي مكاسب، بل زاد من إضعاف ثقة شعبنا بالمؤسسات الوطنية، ودورها القيادي ومدى حرصها على مصالح شعبنا وحقوقه الوطنية بقدر حرصها على مصالحها الفئوية والاجتماعية، كطبقة حاكمة باتت ترى في السلطة وبقاء السلطة مصلحة خاصة بها، ولو على حساب المصلحة الوطنية وتقدم المسار النضالي".
وأكدت على أن يوم الأرض المجيد، سيبقى واحداً من أبرز علامات وحدة شعبنا ووحدة حقوقه، ووحدة مصالحه الوطنية ما يتوجب على القوى الفاعلة في جناحي الوطن (48 + 67) ابتداع الأساليب والآليات الكفاحية لترسيخ هذه الوحدة فعلاً نضالياً في ميدان التصدي للاحتلال ودولته الفاشية العنصرية.
وبدورها، دعت حركة المقاومة الشعبية في فلسطين، إلى إحياء ذكرى يوم الأرض والتأكيد على حقنا في كل شبر و ذرة تراب من فلسطين.
وأكدت الحركة في بيان بمناسبة ذكرى اليوم الأرض، "على حقنا التاريخي في فلسطين الذي لن تسقطه كل المؤامرات والتي هي جزء من عقيدتنا ورغم كل محاولات التهويد ستبقى فلسطين أرض عربية إسلامية".
وحثت أبناء شعبنا على التلاحم والوحدة ورص الصفوف لمواجهة الاحتلال وتحرير أرضنا، مضيفة "نترحم على شهداء يوم الأرض وكل شهداء فلسطين الذين روت دماؤهم ثرى الوطن لتزهر نصراً وحرية".
ويوافق يوم الخميس، الذكرى الـ47 ليوم الأرض الذي جاء بعد هبة الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 1948، ضد سياسات الاقتلاع والتهويد التي ينتهجها الاحتلال الإسرائيلي.
ويُحيي الفلسطينيون في الداخل المحتل وقطاع غزة والضفة الغربية، والشتات هذه الذكرى، من خلال سلسلة فعاليات وأنشطة.
وتعود أحداث يوم الأرض الخالد إلى 30 آذار/ مارس عام 1976، عندما هب فلسطينيو الداخل، ضد استيلاء الاحتلال على نحو 21 ألف دونم من أراضي القرى الفلسطينية بمنطقة الجليل، ومنها عرابة، سخنين، دير حنا، وعرب السواعد، وغيرها، لصالح إقامة المزيد من المستوطنات، في إطار خطة "تهويد الجليل".
وصاحب ذلك اليوم إعلان الفلسطينيين الإضراب العام، فحاول الاحتلال كسره بالقوة، ما أدى إلى اندلاع مواجهات، أسفرت عن استشهاد ستة فلسطينيين، وإصابة واعتقال المئات.