الحرب مع "حزب الله" ستكون طويلة وأليمة

20162701211401
حجم الخط

يعتقد الجيش الاسرائيلي أن التحدي الأمني الأكبر الذي تقف أمامه اسرائيل في العام 2016 هو الوضع المركب والمتغير في حدودها، والذي ينطوي داخله على مخاطر الحرب، ولكن ايضا على احتمالات الهدوء. هذا الوضع، والذي تعمل فيه في قسم من الحدود منظمات وليس جيوشا تابعة لدول، يضع تحديا استخباريا من أكثر التحديات تركيبا في تاريخ الدولة. وفضلا عن ذلك، ومع أن الوضع الاستراتيجي لاسرائيل تحسن في العقد الاخير، وبينما لا يبدي «حزب الله» و»حماس» اهتماما بالمواجهة معها، هناك تخوف من أن مواجهة كهذه من شأنها أن تنشب هذه السنة نتيجة للأخطاء والتعليمات المغلوطة على خلفية حادثة وحيدة تخرج عن السيطرة وتتصاعد. القلق في الجيش هو ليس من الكمية – اي عدد الصواريخ والمقذوفات الصاروخية الكثيرة التي لدى «حزب الله» – بل من النوعية، فالتركيز هو على دقة هذه الصواريخ، حجم رؤوسها المتفجرة، وقدرتها على الفتك. في الاسابيع الاخيرة كانت الحدود الشمالية متحفزة جدا، وفي إسرائيل تابعوا بحرص قرارات «حزب الله». وفي نظرة عبر الحدود كان يمكن ان نرى الامين العام للمنظمة اللبنانية الشيعية، حسن نصر الله، يتردد كثيرا كيف يرد على تصفية سمير قنطار، المنسوبة لاسرائيل. وحسب التقديرات الاستخبارية، فان لـ «حزب الله» قوة مقاتلة من نحو 7 آلاف رجل، وعددا مماثلا من رجال الجبهة الداخلية. وتتكبد المنظمة خسائر فادحة في الحرب في سورية إلى جانب جيوش الاسد، ايران، وروسيا، فقد قتل لها حتى الآن نحو 1.300 مقاتل – نحو ضعفي عدد قتلاها في حرب لبنان الثانية في 2006 - وأكثر من 10 آلاف منهم اصيبوا. كما شهدت المنظمة الشيعية أزمة اقتصادية بسبب الضائقة التي علق بها سيدها الايراني جراء العقوبات الدولية التي رفعت لتوها فقط. وتقدر ميزانية «حزب الله» بنحو مليار دولار. معظمها (نحو 75 في المئة) يأتي من الحرس الثوري الايراني والباقي من الضرائب التجارية، بما في ذلك تجارة المخدرات. ويمس النقص بالمال بأداء المنظمة، ولكن لا يزال الكثير من الاموال يرصد لبناء قوة وقدرات المنظمة كاستعداد للمواجهة مع اسرائيل اذا ما وعندما تنشب. وكما أسلفنا، فليست وجهة «حزب الله» نحو الحرب، ولكن لنصر الله أيضا توجد خطوط حمراء، واذا ما تم اجتيازها فلن يتردد في توجيه قواته نحو اسرائيل. وحسب سيناريوهات الجيش الاسرائيلي فإنه إذا نشبت حرب مع «حزب الله» فانها ستكون قاسية جدا.  اسرائيل قد تفقد طائرات وطيارين، وستصاب سفن، والصواريخ ستلحق اضرارا في المدن والمناطق المأهولة، ومطار بن غوريون قد يغلق وجنود قد يقعوا في الاسر. كما يعتقدون في الجيش الاسرائيلي أن لـ «حزب الله»، الذي يعرف حفر الخنادق والانفاق لتخزين العتاد، معرفة ايضا بحفر الخنادق نحو الاراضي الاسرائيلية، وحسب خططه الحربية فانه سيحاول ايضا احتلال بلدات ونقل الحرب إلى الاراضي الإسرائيلية. في الجيش الاسرائيلي يشددون على أن مثل هذه الحرب لن تستمر 48 ساعة بل ستكون طويلة. في حالة الحرب، سيكون رد اسرائيل قاسيا جدا وقرى شيعية تحولت إلى مواقع محصنة لـ «حزب الله» قد تدمر تماما. في مثل هذه الحالة ليس «حزب الله» وحده من سيتضرر بشدة بل عمليا كل جنوب لبنان واجزاء واسعة منه ومئات آلاف الاشخاص سيصبحون بلا مأوى ولاجئين. ومع ذلك فالخوف من حادثة تخرج عن نطاق السيطرة كبير جدا في جبهة الجنوب مما على حدود القطاع. فـ «حماس» تواصل اعادة بناء قوتها بالأموال التي تتلقاها من إيران، وفي الجيش الاسرائيلي يعرفون أنه منذ انتهاء حملة «الجرف الصامد» في صيف 2014 تواصل «حماس» حفر الانفاق نحو الاراضي الاسرائيلية وانتاج الصواريخ. أما بالنسبة للتهديد من جانب «داعش»، في الجيش الاسرائيلي على علم بأن فروعا للتنظيم توجد منذ الآن على حدودها، سواء في جنوب هضبة الجولان أو في سيناء، ومع ذلك هناك مؤشرات على أن التحالف برئاسة الولايات المتحدة، وكذا التدخل الروسي في سورية أدى إلى لجم التنظيم والمس بقوته. أما فرع سيناء التابع لـ «داعش» فيعد نحو الف نشيط بدوي، معظمهم في شمال سيناء ووسطها. ليس لـ «داعش» تواجد في جنوب سيناء لان البدو هناك، خلافا لاخوانهم العاطلين عن العمل في باقي شبه الجزيرة، يعملون في السياحة المصرية. وبالتالي فان «داعش» سيناء يركز في هذه اللحظة اساسا على القتال ضد الجيش المصري ورموز الحكم المصري، وبالتالي فإن إسرائيل ليست على بؤرة استهدافه حالياً.