هارتس : تحدي نتنياهو للرئيس الأميركي .. خطر وجودي

حجم الخط

بقلم: يحزقيل درور

 

 



لا أعتقد أنه يجدر تغيير قواعد تعيين القضاة، لكن حسب تقديري فإنه لا يوجد في "تسييس" العملية نوع من الخطر على الديمقراطية. في الولايات المتحدة مثلا، اختيار قضاة المحكمة العليا مع قوتهم الكبيرة، هو عملية سياسية، وليس في ذلك أي مس بجوهر الدولة الديمقراطي.
لا أعتقد أيضا بأن هناك خوفاً من حرب أهلية في إسرائيل. كما تم الإثبات في الولايات المتحدة وفي إسبانيا فإن الحرب الأهلية الحقيقية تقتضي المواجهة بين جيشين، وهو الوضع غير المحتمل في إسرائيل.
تشكل إيران النووية خطرا كبيرا، لكن كما تثبت العلاقات بين الهند وباكستان، فإنه بمساعدة "ثبات شمشون" (نوع من "عليّ وعلىّ أعدائي" – حتى لو تم تدميرنا فإن من دمرنا سيتم تدميره ولن يبقى منه أي شيء)، يمكن أن نصل إلى ردع متبادل مستقر تماما.
رغم كل ذلك إلا أن تخريب العلاقة مع الولايات المتحدة يعتبر خطراً وجودياً. لا يوجد مكان للأوهام. إسرائيل هي ذات سيادة رسمياً، لكن وجوديا تعتمد على المساعدات السياسية والأمنية الأميركية. لذلك، لا يوجد أي خيار إلا أن نرى في الرد المتحدي لرئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، على الرئيس الأميركي جو بايدن، أن إسرائيل هي "مستقلة"، نوعا من الخطر الوجودي الحقيقي.
من غير الواضح إذا كان نتنياهو تملكه الوهم القاتل أم أنه يكذب على الجمهور ويضلله بشكل متعمد. أو أن الحديث يدور عن خليط ما من الأمرين. سأبقي لأخصائيين نفسيين مستقبليين حل لغز تطوره النفسي، رداً على الضغوط التي يتعرض لها. ولكن لا يمكن، ومن المحظور، أن نرفض استنتاجات عملية من اليمين ومن اليسار على حد سواء، من تصرف رئيس الحكومة الذي يعرض وجودنا للخطر.

عن "هآرتس"