إسرائيل تجاوزت ما فوق الخطوط الحمراء كثيرا..فماذا أنتم فاعلون!

1638599527-781-3.jpg
حجم الخط

كتب حسن عصفور

 دون أي قيمة لكل ما كان من "تهديدات" رسمية فلسطينية (حكومات وفصائل)، وبعض دول عربية، أقدمت دولة الاحتلال على تنفيذ خطتها المعلنة، باقتحام المسجد الأقصى، والتطاول على المعتكفين بداخله، كجزء من الحماية الشعبية، وسط محاولات القوى الإرهابية اليهودية، الذاهبة لتدنيسه سياسيا ودينيا بغطاء شامل من جيش العدو الاحتلالي.

عملية اقتحام المسجد الأقصى ليلة الثلاثاء / الأربعاء 4، 5 أبريل 2023، جاءت لتؤكد، ان حكومة التحالف الفاشي بقيادة نتنياهو، لا تقيم وزنا لأي من "رسائل الكلام" التي صدرت ما قبل الاقتحام، ومضت في خطتها ونفذتها، كونها تعلم يقينا، أن حدود الفعل الرسمي الفلسطيني، وكذا الرسمي العربي، لن يتجاوز أبدا "حدود البيان" الممكن، وربما تختلف تعابيرها بكلمة تسخينيه مضافة، عما سبقه من بيانات باتت أجهزة التسجيل تعيدها دون أن تنطق بها جهاتها.

ولعل التعبير الذي احتل قمة "الهرم الكلامي"، ما يتصل بـ "لو تجاوزت حكومة الاحتلال الخطوط الحمراء..سيكون ويكون"..والحقيقة الوحيدة المطلقة في المشهد القائم، أن دولة الكيان، حكومة وأجهزة أمنية رسمية وفرقا إرهابية استيطانية، وميليشيات خاصة بدأت في التشكيل مؤخرا، تجاوزت ما فوق "الخطوط الحمراء" كثيرا، وتستعد لإنتاج "خطوط ما فوق الأشعة البنفسجية" لتكريس مشروعها التهويدي في الضفة والقدس والمسجد الأقصى، ساحة وجدارا، دون أن تلفت تحت قدميها، كونها ضمنت تماما "العقاب الممكن".

وبداية، لن يذهب النظام الرسمي العربي، أي كان موقفه من "تجاوز الخطوط الحمراء" مع دولة الكيان، ما دامت الرسمية الفلسطينية، تقف أمام المشهد وكأنها مصابة بحالة من "فقدان الذاكرة الوطنية"، كونها هي وليس غيرها، من يتحمل مسؤولية المواجهة للعدو ومخططاته، ومشاريعه التي تنفذ ولم تعد خططا تنتظر، فالحركة العربية أي كانت رغبتها الخاصة، تحتاج موقفا فلسطينيا، ليس بالضرورة "موحدا" كما الذريعة الساذجة التي تردد هروبا، فقط تنتظر فعلا من صاحب التمثيل تجاه العدو، الذي داس كل ما يمكن اعتباره خطا وخطوطا.

اختباء "الرسمية الفلسطينية" وراء بيانات كلامية تجاوزت بها كل الخطوط الهزلية، فلم تبق خلفها ما يمكن وصفه بالهزل يفوق ما تقوله في تصريحات متلاحقة، لا تترك غبارا فوق حذاء جيش المحتلين، بعدما سقطت في كل اختبارات الامتحان الكتابي المقاوم، فليلة اقتحام الحرم القدسي كشفت أن "الصراخ الكلامي" لا أثر ولا تأثير له سوى ضمن تغطية إعلامية لحدث ساخن.

بعد لقاءات العقبة وشرم الشيخ، وبديلا عن تصعيد سياسي – شعبي عام ضد حكومة فاشية عنصرية بامتياز، تعيش حالة من الارتباك غير المسبوق داخليا، وقرفا عالميا لم يكن يوما في زمن سابق، تلجأ الرسمية الفلسطينية الى حالة من "السكون السياسي"، بل بدأت عمليا برفع "الراية البيضاء"، وتتنحى جانبا عن واجبها المطلوب، سوى ما يمكن أن يمس "مصالح مكوناتها" الخاصة وليس الوطنية العامة (حادثة إفطار بعض أهل الخليل مع قيادة جيش الغزاة بداية).

إذا مر يوم الأربعاء 5 ابريل 2023، دون ان تصحو "الرسمية الفلسطينية"، وتفيق من "سكونها الوطني" وتذهب الى ما عليها تنفيذه، فالنهاية السياسية لها بدأت موضوعيا، وبذلك تمنح إشارة "ضوء أخضر" للتفكير فيما بعدها تمثيلا ودورا، وقد يكون بأسرع من قدرتها على التفكير، وبشعارات "فوق ثورية"، وربما بتوافق نسبي مؤقت مع دولة الاحتلال، تمهيدا لشكل جديد معاصر من "التقاسم الوظيفي" بين أطراف ما بعد "الرسمية الفلسطينية" الراهنة.

الطرف الوحيد الذي يمكنه أن يغير "المعادلة الراهنة" فقط هو الرسمية الفلسطينية، وتستطيع جدا أن تفرض "خطوطها الحمر" حقا، لو قررت ذلك، ولكن ملامح المشهد لا تقود الى تلك "النقطة الفارقة" في كسر "السكون السياسي"، ما لم تحدث معجزة لتنطق، رغم ان زمن المعجزات فات زمنه.

ملاحظة: فضيحة تسجيلات مفوض شرطة دولة الاحتلال، لم تكشف عنصرية ثقافية مخزونة في وعي هؤلاء ضد العربي كعربي..لكنها فضحت أيضا نذالة وزير يقوم بتسجيل لنشر التسجيل عله يساعده في الخلاص من خصمه اليهودي.. وليس حبا في العرب بل كراهية بآخر..فعل فريد لتحالف فريد في انحطاطه!

تنويه خاص: بكفي لعبة "صواريخ غزة"..اللي وكأنها "فشة خلق"..المقاومة مش هيك ولا عمرها كانت هيك..أما بتقصف بجد أو بتصمت بجد..واترك الناس في الضفة والقدس تقاوم بطريقتها الصح.. وبلاش تشويش لا يخدم سوى العدو وتكريس النتوء الانفصالي.