ذكرت وسائل إعلام عبرية، اليوم الثلاثاء، أن هناك تقديرات لمخابرات الاحتلال الإسرائيلي، باحتمالية الدخول في خضم حربٍ حقيقية وواسعة النطاق على عدة جبهات خلال العام المقبل.
جاءت ذلك وفقًا لتقديرات شعبة المخابرات في هيئة الأركان العامة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، أوضحت صحيفة "هآرتس" العبرية في عددها الصادر اليوم، أن سلسلة الأحداث الأخيرة على مختلف الجبهات، قد تدفع باتجاه هذه الحرب حتى وإن كان عن غير قصد، رغم الاعتقاد السائد أن إيران وحزب الله وحماس ليسوا مهتمين بصراع مباشر وشامل، لكنهم على استعداد بالمخاطرة والمقامرة من خلال الجرأة على تنفيذ المزيد من العمليات الهجومية، لأنهم يرون في أن إسرائيل قد ضعفت بسبب الأزمة الداخلية والتي قلصت مساحة المناورة الاستراتيجية.
وأكدت على أن المسجد الأقصى لا زال مصدر الانفجار الرئيسي الذي أشعل النار خاصة بعد اقتحامه من قبل شرطة الاحتلال ومهاجمة المصلين داخله، ما دفع إلى إطلاق الصواريخ من لبنان وسوريا وغزة، وتنفيذ عمليتي الأغوار وتل أبيب,
وبينت أن المسجد الأقصى، سيظل محط الأنظار حتى نهاية شهر رمضان خاصة أنه يتقاطع مع أعياد الديانات الثلاث، عيد الفصح اليهودي، والفصح المسيحي، وعيد الفطر للمسلمين.
ولفتت إلى أن "التصعيد الأخير جاء في ظل تغير البيئة الاستراتيجية لإسرائيل، بسبب تقليص الاهتمام الأميركي بما يحدث في الشرق الأوسط، وزيادة الثقة الإيرانية بالنفس والتي يتم التعبير عنها في المحاولات المباشرة لتحدي إسرائيل، وزيادة عدم الاستقرار في الساحة الفلسطينية".
وادعت صحيفة "هآرتس"، أن "حركة حماس تتجنب المواجهة العسكرية بغزة، لكنها تحاول إشعال جبهات أخرى من خلال التركيز على الهجمات من القدس والضفة، وتشجع على شن تلك الهجمات، في وقت تضعف فيه السلطة الفلسطينية بسبب الفساد والانغماس في الصراع المتزايد على خلافة الرئيس محمود عباس، والذي تحركه بشكل نشط العوامل الخارجية ومنها الأميركيون، يضاف إلى كل ذلك الإحباط في أوساط جيل الشباب في الضفة الغربية ما فاقم من حدة الهجمات خاصة مع توافر الأسلحة على نطاق واسع واستعدادهم للقتال والخروج بأسلحتهم عند كل عملية إطلاق نار لاستهداف القوات الإسرائيلية ما زاد من الاحتكاكات وزاد معه عدد الضحايا الأمر الذي يساهم في إشعال الأوضاع".
واعتبرت الصحيفة أن "التطورات غير العادية التي حدثت مؤخرًا تتمثل في إطلاق الصواريخ من لبنان، والهجوم في مجدو"، مؤكدةً على أن "هذه الأحداث وقعت بموافقة حزب الله على الرغم من أن المخابرات الإسرائيلية تصر على أنه ليس كذلك".
وحسب ما أوردته الصحيفة، أن وزراء الكابينت الإسرائيلي، أبلغوا بأن إطلاق الصواريخ تم بمبادرة من حماس في لبنان ويبدو بتعليمات صالح العاروري، وخالد مشعل، ويبدو أن حسن نصرالله لم يكن يعلم مسبقًا، كما أن هناك شكوك بعلم القيادة بغزة برئاسة يحيى السنوار ومحمد الضيف بهذه الخطوة".
وأشارت إلى احتمال أن "اللقاء الذي عقد بين نصرالله، وإسماعيل هنية وصالح العاروري، كان الهدف منه التوافق على إدارة الصراع مع إسرائيل".
واعتبرت الصحيفة أن "القاسم المشترك في هذه التطورات القادمة من لبنان، هو الاستعداد للانحراف عن معادلات رد الفعل السابقة والاستعداد للمخاطرة بإجراءات أكثر صرامة، على الرغم من احتمال أن ينتج عن ذلك رد قاس من إسرائيل".
ولفتت إلى أن "الرد الإسرائيلي كان محدودًا في لبنان، وموسعًا في قطاع غزة، بناءً على توصية من قيادة الجيش التي فضلت عدم الدخول في مواجهة مع حزب الله خاصة مع تأكيدات أنه لم يكن متورطًا بإطلاق الصواريخ".
ونوهت الصيفة إلى أن "وزراء اليمين المتطرف منهم إيتمار بن غفير، وبتسلئيل سموتريتش، صوتوا لصالح القرار مثل بعض وزراء الليكود الجدد الذين بدأوا يدركون حدود السلطة، وأن ليس كل ما يرغبون به يمكن فعله، خاصة حينما تكون جالسًا في الغرفة التي تتخذ فيها القرارات".