أكدت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، على أن الولايات المتحدة الأمريكية لا ترى ولا تسمع ولا تلاحظ الهجمات على الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية.
جاء ذلك في منشور لها بقناتها الرسمية على تطبيق "تليغرام"، اليوم الثلاثاء، تعليقًا على تصريح ممثل وزارة الخارجية الأمريكية فيدانت باتيل، قائلًا ردا على طلب من وكالة "نوفوستي" الروسية للتعليق على الهجمات الأوكرانية ضد رعايا ورجال الدين في الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية: "إنه لا يعرف شيئا عنها".
وكتبت زاخاروفا: "أقول لكم هذا هو الثبات على المبدأ. قررنا ألا نعلق، ولن نعلق حتى ولو انقلب العالم رأسا على عقب. هم لا يرون ولا يسمعون ولا يلاحظون. دعونا نتفق أن ذلك في نهاية المطاف يحتاج إلى قدرة فائقة على التجاهل. اضطهاد ضد الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية؟ أين ذلك؟ ما هذا الذي تقوله؟ انتهاك لحقوق الإنسان والحريات الدينية في أوكرانيا؟ لم نسمع عن أي من ذلك حقا".
يشار إلى ان الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية كانت قد ذكرت في وقت سابق إن أنصار الكنيسة المنشقة التي تسمى "كنيسة أوكرانيا الأرثوذكسية" حاولوا مرة أخرى الاستيلاء على الكاتدرائية في مدينة كامينتز بودولسكي بالقوة. ووفقا لاتحاد الصحفيين الأرثوذكس، تم إدخال إحدى أبناء الرعية إلى المستشفى بعد أن دفعها أنصار الكنيسة المنشقة. ويوم السبت الماضي، قام 100 شخص، لا علاقة لهم بالكاتدرائية أو بالكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية، بالتصويت لصالح انتقال الكاتدرائية إلى "كنيسة أوكرانيا الأرثوذكسية".
وتنظم السلطات الأوكرانية هجمات مستمرة على جميع الأضرحة الأرثوذكسية الرئيسية في أوكرانيا، حيث نظمت خلال العام الماضي أكبر موجة اضطهاد ضد الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية في التاريخ الحديث للبلاد، اعتمادا على مزاعم علاقة هذه الكنيسة بروسيا. وقررت السلطات الأوكرانية في مناطق مختلفة من البلاد حظر أنشطة الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية، وتم تقديم مشروع قانون حول الحظر الفعلي لهذه الكنيسة بأوكرانيا إلى البرلمان. كذلك تم فرض عقوبات على عدد من رجال الدين، وفيما بعد أعلن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي تعليق جنسية عدد من رجال الدين في الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية.
وفي الوقت نفسه، تم إنشاء هيكل منشق عن الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية يحمل اسم "كنيسة أوكرانيا الأرثوذكسية"، وهو تجمع منظمتين منشقتين عن الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية، نهاية عام 2018، بمبادرة من الرئيس الأوكراني السابق بيوتر بوروشينكو وبطريرك القسطنطينية بارثولوميو، بالتعارض مع الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية. وفي عام 2018، أعلن المجمع الكنسي للبطريركية المسكونية عن منحه استقلالا لـ "كنيسة أوكرانيا الأرثوذكسية"، ما أدى إلى قطع التواصل ما بين الكنيسة الأرثوذكسية الروسية والبطريركية المسكونية، وفي مطلع عام 2019، وقع بارثولوميو، بطريرك القسطنطينية المسكوني على وثيقة توموس التي اعترفت رسميا بـ "كنيسة أوكرانيا الأرثوذكسية" المشكلة حديثا.
ومع ذلك، فإن "كنيسة أوكرانيا الأرثوذكسية" هي في واقع الأمر تابعة لبطريركية القسطنطينية، ومعظم الكنائس الأرثوذكسية المحلية الخمسة عشر في العالم لا تعترف بقانونيتها.
وعلى صعيد آخر، فيما يتعلق بتطورات العملية العسكرية الروسية على أوكرانيا، صرح رئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما الروسي أندريه كارتابولوف بأنه لا توجد أي خطط للتعبئة في روسيا.
جاء ذلك خلال حديث له في برنامج "سولوفيوف لايف" للإعلامي الروسي البارز فلاديمير سولوفيوف صباح اليوم، قائلًا: "لن تكون هناك تعبئة، ولا توجد خطط لها".
وبحسب النائب، فإن التغييرات المقترحة لنظام التسجيل العسكري، بما في ذلك الإخطار إلكترونيا، لا تعني ذلك بأي حال من الأحوال. وأضاف كارتابولوف: "لا علاقة لذلك بالتعبئة على الإطلاق، وكل ما يتعلق بالتعبئة ينظمه قانون آخر".
وفي جانب آخر، عبرت المنظمة الأوروبية لسلامة الملاحة الجوية عن اعتقادها بأن المجال الجوي لروسيا وأوكرانيا سيبقى مغلقا للرحلات الجوية إلى أوروبا حتى عام 2029.
وجاء في بيان صدر عن المنظمة ونشر في موقعها: "نعتقد في الوقت الراهن أن المجال الجوي لأوكرانيا وروسيا سيبقى مغلقا حتى نهاية أفق التخطيط (عام 2029).
وأشار البيان إلى أن عدد الرحلات الجوية من آسيا عبر شمال أوروبا انخفض بسبب "إعادة توجيه الطرق عبر بلدان الجنوب الشرقي"، مشيرًا إلى أن استئناف مجال الطيران المدني لا يزال مستمرا منذ انتهاء جائحة كورونا.
وأغلقت العديد من الدول الغربية أجواءها أمام الطائرات الروسية بعد بداية العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا في 24 فبراير 2022. وردا على ذلك اتخذت روسيا إجراءات مماثلة وفرضت حظرا على الرحلات الجوية لشركات الطيران من 36 دولة بما فيها بلدان الاتحاد الأوروبي وكندا عبر أجوائها.
كما وأعلن المندوب الروسي الدائم لدى مجلس الأمن الدولي، فاسيلي نيبينزيا، اليوم الثلاثاء، أنّ “الأسلحة التي قامت الدول الغربيّة بتوريدها لأوكرانيا، باتت تظهر في أيدي الجماعات الإجراميّة في أوروبا وأفريقيا”.
وبيّن نيبينزيا، أنّ هذا “الأمر يعترف به مسؤولو الشرطة الأوروبية”، لافتًا خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي، إلى أنّ “الأسلحة التي توردها الدول الغربية لأوكرانيا تنتشر حول العالم وبات بأيدي المسلحين، وخصوصًا في أفريقيا، وهذا أمر سمع عنه الجميع في تصريحات قادة للدول الأفريقية”.
وأشار نيبينزيا إلى أنّ “روسيا منذ فترة طويلة كانت تلفت الانتباه إلى أن تزويد نظام كييف بالأسلحة سيؤدي إلى وقوعها في أيدي المنظمات الإجرامية والإرهابيين. والآن هذا أمر تؤكده الحقائق”.
يُشار إلى أنّ دول “الناتو” قامت بتوريد مساعدات عسكرية لأوكرانيا بقيمة أكثر من 65 مليار يورو، فيما بلغ حجم المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا أكثر من 35 مليار دولار.