كتائب شهداء الأقصى...ايقونة الفعل المقاوم" يتيمة الأب"!

1638599527-781-3.jpg
حجم الخط

 كتب حسن عصفور 

يوم 11 أبريل 2023، نصبت قوات الاحتلال "كمينا" لمجموعة من مقاتلي "كتائب شهداء الأقصى"، قرب أحد المستوطنات "الون موريه" المقامة فوق أرض بلدة دير حطب شرق نابلس، نتج عنه استشهاد شابين "أحدهما من أبناء المؤسسة الأمنية" وجرح آخرين.

خبر ربما يكون معتادا للفلسطيني، من حيث الفعل والنتيجة، فتلك من ثوابت حياة الشعب في مواجهة الغزو الاحتلالي، وضريبة لا بد منها، واستمرار لمسار الثورة الفلسطينية قديمة الشكل ومعاصرها بعد الرصاصة الأولى في يناير 1965، التي أطلقتها حركة فتح، لتعيد ترتيب الجدول العام، عربيا وإقليميا ودوليا، بعد تقاسم بقايا الوطن، نتاج مؤامرة الاغتصاب عام مايو 1948.

ولكن، ما يجب التوقف أمامه، تلك الظاهرة الفريدة، كتائب شهداء الأقصى، التي تمثل خيطا ثوريا مع ظواهر كفاحية، بدأت تتبلور تطويرا لقوات العاصفة، الجناح العسكري لحركة فتح، فخلال الانتفاضة الوطنية الكبرى شكل شباب الحركة مجموعات مسلحة، حملت مسميات خاصة بها، في الضفة "الفهد الأسود" وفي قطاع غزة "الصقور"، تمكنت من تنفيذ عمليات وسط احتضان شعبي ربما هو الأوسع لظاهرة مسلحة، لعبت دورا محوريا خلال سنوات المواجهة، التي فرضت على دولة العدو فتح باب التفاوض مع منظمة التحرير عام 1993، لتسقط مؤامرة الإدارة الأمريكية وحكومة دول الكيان، وأطراف عربية وفلسطينية طارئة في خلق "البديل الموازي".

بعد قمة كمب ديفيد صيف 2000، وانطلاق مؤامرة تدمير الكيانية الأولى فوق أرض فلسطين، والخلاص من مؤسسها وقائد الثورة المعاصرة ياسر عرفات، ولفرض "البديل الموازي" الذي تم حصاره وطنيا لسنوات، مؤامرة أطلق شرارتها الإرهابي شارون 28 سبتمبر 2000، عندما حاول اقتحام المسجد الأقصى، فكانت رصاصة الفعل الفلسطيني المستحدث، لتبدأ رحلة المواجهة الوطنية الكبرى، الأوسع ضد المحتلين الغزاة، حيث شكلت لوحة مقاومة فريدة، شعبية ومجموعات وأجهزة أمنية، بقيادة الخالد أبو عمار.

وخلالها برز اسم "كتائب شهداء الأقصى" منتج فتحاوي مسلح، ليكون أحد أضلع المواجهة، مجموعات قدمت نماذج كفاحية لا تزال حاضرة في الذاكرة الوطنية، وضعت بصماتها على صدر الكيان وقلبه، ربما كانت هي الأكثر فعلا، استشهد عشرات من قادتها واعتقل المئات الآخرين منهم.

ومع تمكن قوات الاحتلال من اغتيال الخالد ياسر عرفات يوم 11 نوفمبر 2004، وتدمير قواعد السلطة الكيانية، وضربات مؤثرة لقيادة كتائب الأقصى وهيكلها، تعطلت نسبيا لغة الفعل، خاصة مع بدء وجود مسافة ابتعدت عنها قيادة فتح الجديدة عنها، دون أن تفقد فعلها.

خلال عام 2022، عاد اسم كتائب شهداء الأقصى ليحلق في سماء فلسطين، مع فعل مقاوم في قلب الكيان من خلال ضياء حمارشة مارس ثم رعد الخازم أبريل 2022، عمليات عسكرية أربكت الجهاز الأمني الإسرائيلي، نوعا ومنفذين من صلب حركة فتح، التي تقود السلطة السياسية، وأجهزتها الأمنية تحتفظ بما يعرف بـ "تنسيق أمني"، لتفجر عملية تل أبيب مفاجأة غير محسوبة للعدو، ومفاجأة منتظرة من الشعب الفلسطيني.

عادت "كتائب شهداء الأقصى" لتعيد رسم ملامح المقاومة الفلسطينية في الضفة والقدس، منفردة في غالب عملياتها، وشراكة مع أجنحة عسكرية أخرى، وخاصة سرايا القدس (الجهاد)، والتي تربطهما علاقة مميزة منذ الفعل المشترك في مخيم جنين 2002، ولا زال خيط الشراكة قائما، وتداخلا، ونفذت عمليات دفع العدو ثمنا كبيرا ربما هو الأعلى خلال عام منذ 2004.

كتائب شهداء الأقصى، مع أنها بنت فتح ونتاجها، لكنها تعيش حالة التباسية، من تجاهل قيادة فتح الأولى، اعلاما ومؤسسات من تجاهل فعلها، وكأنها باتت يتيمة الأب، هروب يمكن وصفه بـ "جبن سياسي" و"حساب غير مسؤول" وطنيا.

رغم ما تواجهه من "حالة انكار" هذا وذاك لها، فـ "كتائب شهداء الأقصى" عادت لتكون "أيقونة الفعل الفلسطيني المقاوم"..عملا وقولا وشهداء وأسرى..تتصدر المواجهة وتترك غيرها يتصدر الكلام عن المواجهة.

لتلك القبضة الثورية وعشية ذكرى اغتيال رمز الفعل المسلح خليل الوزير "أبو جهاد".. تحية كفاحية فتلك هي "فتح" الرصاصة الأولى..وتلك هي الثورة الفلسطينية المعاصرة التي انطلقت لتنتصر ولا غيره سبيلا.

ملاحظة: موقف قطر مثير للدهشة الكبرى من قضية الشقيقة سوريا..الحديث عن رفضها لإنهاء ملف آثار مؤامرة 2011 يثير الشبهات..يا سادة ما تخاوفوا من فتح الحساب..الشعب السوري ما عنده وقت الآن لهيك..خلاص خدوا كفالة مصر والسعودية والإمارات وحلونا!

تنويه خاص: جبران باسيل بعد أيام من قضية "صواريخ لبنان" بيقلك "فتح لاند" لم تعد موجودة.. ولا نقبل على أرضنا إلا بالسلاح اللبناني..طيب يا "صهر" روح احكي لمن صنعك لتكون طرفا وتتعنطز..أبوها من صواريخ خلت اللي بيسوى وما بيسوى ينطط على الفلسطينيين.