ذكرت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أن السبب في تسريب وثائق وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" السرية ربما يكون مرتبطا باقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة.
جاء ذلك خلال حديث لزاخاروفا اليوم الأربعاء، لإذاعة "سبوتنيك" مستعينة ببيت شعري بالقول: "لدى (الشاعر والدبلوماسي الروسي فيودور) تيوتشيف قصيدة رائعة، واحدة من أشهر قصائده تقول إنه (في مطلع الخريف هناك برهة قصيرة لكنها بديعة). في الحياة السياسية الأمريكية، قد لا يكون هناك (برهة قصيرة)، إلا أنها من الواضح (بديعة)، يطلق عليها (ما قبل الانتخابات). في هذه البرهة يمكن الاندهاش بلا حدود لكثير من الأمور التي ستحدث، وحدثت من قبل، كل شيء ممكن".
وبينت أن الحياة السياسية الأمريكية "دخلت بالفعل إلى هذه الفترة" وسوف تظهر كثير من الأمور "البديعة"، ولكن ربما "ليس بالمعنى الجيد للكلمة" على حد تعبير زاخاروفا، متابعة: "سوف يكون هناك غموض وكثير من الأمور غير العادية".
يشار إلى أن وسائل إعلام كانت قد ذكرت في وقت سابق أن "البنتاغون" يحقق في تسرب وثائق سرية إلى شبكات التواصل الاجتماعي تصف حالة القوات الأوكرانية، وخطط الولايات المتحدة وحلف "النيتو" لدعمها، فيما أشارت صحيفة "نيويورك تايمز" إلى أن هذه الوثائق، والمؤرخة في أوائل مارس الماضي، تم نشرها بقنوات "تليغرام" التي تصفها الصحيفة بـ "الموالية للحكومة الروسية"، حيث تقدر الأضرار الناجمة عنها بالكبيرة.
وردًا على ذلك، صرح المتحدث الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف، بأن روسيا ليس لديها أدنى شك في أن الولايات المتحدة وحلف "الينتو" متورطان بشكل مباشر وغير مباشر في الصراع.
وفي وقت سابق، نقلت "الإيكونوميست" عن الوثائق السرية المسربة من "البنتاغون" أن عملاء من جهاز الأمن الأوكراني شاركوا في الهجوم على طائرة الإنذار المبكر الروسية من طراز A-50 بالقرب من مينسك.
وكان الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، قد أعلن في وقت سابق من شهر مارس الماضي عن اعتقال "إرهابي من الأجهزة الأوكرانية" وأكثر من 20 من شركائه ممن تورطوا في تخريب الطائرة A-50 في مطار ماتشوليشي بالقرب من مينسك نهاية فبراير. ووفقا له، فقد تم تدريب المخرب من قبل ممثلين عن إدارة أمن الدولة، وساعدت المعارضة البيلاروسية المعتقل على الاختباء في البلاد، وأشار الرئيس إلى أن الهجوم تم بمساعدة طائرات مسيرة، فيما استخدم المخرب تقنية عالية خلال العملية.
وأكدت "الإيكونوميست" رواية الرئيسي البيلاروسي، حيث جاء فيما نشرته أن مسؤولي إدارة أمن الدولة توصلوا إلى استنتاج مهم في 26 فبراير وهو أن عملاءهم في بيلاروس تجاهلوا الأوامر وهاجموا طائرة الاستطلاع الروسية "في وقت سابق من اليوم". وطبقا للوثائق المسربة، فإن المعلومات الخاصة بوحدة أمن الدولة بشأن الهجوم تعتبر "سرية للغاية"، وهناك مؤشرات على أن البيانات تم الحصول عليها نتيجة عمليات استخباراتية إلكترونية.
وذكرت قناة NBC التلفزيونية الأمريكية، نقلا عن الوثائق الأمريكية المسربة، أن عملاء أجهزة الأمن الأوكرانية هم من يقفون وراء الهجوم على الطائرة الروسية 26 فبراير، كما كانت كييف، على الأرجح، هي المنظمة للهجوم على محطة ضغط الغاز في منطقة موسكو 28 فبراير.
وكانت المعارضة البيلاروسية قد ذكرت في وقت سابق أن طائرة روسية من طراز A-50 أصيبت بأضرار خلال هجوم بطائرة بدون طيار في مطار بالقرب من مينسك، إلا أن التلفزيون البيلاروسي أظهر لاحقا لقطات الطائرة في المطار وهي تحلق أثناء الخدمة القتالية في مقطع فيديو واسع الانتشار، بينما لا يتضح في المقطع وجود أي أضرار مرئية.
وقد وصلت طائرة الإنذار المبكر من طراز A-50 إلى بيلاروس كجزء من تنسيق التجمع الإقليمي لقوات دولة الاتحاد (روسيا وبيلاروس) للمشاركة في مناورات الطيران المشتركة التي عقدت في بيلاروس في الفترة من 16 يناير حتى 1 فبراير.
وفي سياق آخر، أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم، عن اكتشاف 240 مسببا للأمراض الخطيرة، بما فيها الكوليرا والجمرة الخبيثة، في المختبرات الأوكرانية، مضيفة أنها تقوم بدراستها.
وأفاد بذلك قائد قوات الحماية الإشعاعية والكيميائية والبيولوجية التابعة للقوات المسلحة الروسية إيغور كيريلوف، خلال مشاركته في جلسة لمجلس الاتحاد الروسي، مضيفا أن هذه المعلومات تستند إلى تحليل الوثائق المتعلقة بالأنشطة البيولوجية العسكرية للولايات المتحدة.
وقال كيريلوف: "لقد عملنا في أربعة مختبرات (أوكرانية سابقة). في تلك المختبرات التي زرناها، تم العثور على حوالي 240 مادة مسببة للأمراض من أنواع مختلفة، ونحن نواصل دراستها"، موضحا أن معظم المسسبات تعود للجمرة الخبيثة والكوليرا.
وأكد، على أنه تتوفر لدى روسيا لقاحات وأدوية ضد مثل هذه الأمراض، مشيرا إلى أن الدفاع الروسية تتعاون في هذا الملف مع وزارة الصحة وهيئة حماية المستهلك الروسيتين.
والثلاثاء أعلن مجلس الدوما الروسي أنه سيرسل التقرير النهائي لنتائج عمل اللجنة البرلمانية للتحقيق في أنشطة المعامل البيولوجية الأمريكية في أوكرانيا إلى جميع دول العالم.
وفيما يتعلق بتطورات العملية العسكرية الروسية على أوكرانيا، أظهر مقطع فيديو، حجم الدمار الذي أصاب مدينة أرتموفسك "باخموت"، في إقليم دونيتسك جراء العدوان الأوكراني.
وتسبب القصف الأوكراني العشوائي للمدينة، بتدمير أو تضرر آلاف المنازل، ووفقا لمقاتلي مجموعات فاغنر يتعمد الجنود الأوكرانيون تمدير هذه المنازل حتى لا يرفع العلم الروسي عليها.