أفادت صحيفة "هآرتس" العبرية، اليوم الجمعة، بأنّ "إسرائيل" بانتظارها صيف سياسي طويل وعاصف، وفي الخلفية لا تزال إمكانيات أن ترافقه مواجهة عسكرية أوسع بعد التصعيد في الأشهر الأخيرة.
وقال المحلل العسكري في الصحيفة عاموس هرئيل، إنّه ورغم تعليق تشريعات "الإصلاح القضائي" الذي أعلن نتنياهو عنه، إلا أنه لا تزال قوى كثيرة في الحكومة التي تطالب بمواصلة "الانقلاب القضائي"، وفق ما نشر موقع عرب 48.
وتطرح أحزاب في الائتلاف مطالب كثيرة، "بعضها مرتبط بتشريعات الانقلاب. لكن تنفيذها قد يدفع نتنياهو إلى صدام مباشر مع العالم الذي في الخارج".
وتطالب الأحزاب الحريدية، بتمرير قانون التجنيد للجيش، الذي يعفي طلاب الييشيفوت (معاهد تدريس التوراة) من الخدمة العسكرية كليًا ورصد ميزانيات كبيرة لصالح هؤلاء الطلاب.
كما تطالب هذه الأحزاب بتمرير "فقرة التغلب"، أي التعديل القانوني الذي يمنع المحكمة العليا من إلغاء قوانين.
في حين، يُطالب رئيسا حزبي اليمين المتطرف، إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، بخطوات هجومية ضد الفلسطينيين في الضفة، وتشديد سيطرة الاحتلال على المسجد الأقصى، وتشديد قبضة قوات الأمن ضد المجتمع العربي، وتوسيع المشروع الاستيطاني.
وحذر هرئيل، من أن موافقة نتنياهو على مطالب الحريديين، التي التزم بتنفيذها في الاتفاقيات الائتلافية، ستؤجج الاحتجاجات وتوسعها. كما أنّ تنفيذ مطالب اليمين المتطرف سيؤدي إلى زيادة اشتعال الأوضاع في الضفة الغربية والقدس وفي المجتمع العربي. وإلى جانب ذلك، إدارة بايدن لا تخفي معارضتها الشديدة لخطة "الإصلاح القضائي".
وأشار المحلل، إلى أن "التقديرات الداخلية في الجيش الإسرائيلي هي أن تمرير التشريعات القضائية سيؤدي إلى رد فعل فوري من جانب عناصر قوات الاحتياط. ويوجد تخوف من أن نصف الطيارين ومساعدي الطيارين في سلاح الجو لن يمتثلوا في الخدمة العادية، وهذه خطوة ستمس بسرعة بأهليتهم في المشاركة في الحرب إذا نشبت، ويؤدي إلى تراجع ملحوظ في قدرات السلاح العملياتية. ومن شأن هذه الظاهرة أن تتسلل إلى القوات النظامية أيضا. فقد أعلن قادة وحدات بالغة الأهمية أن قسما كبيرا منهم قد أعلن أنه لن يمدد حدمته العسكرية، وأنهم يعتزمون التوقف عن هذه الخدمة بعد تمرير التشريعات مباشرة".
ورغم إعلان غانتس أنه لن يكرر خطأه بالانضمام إلى حكومة برئاسة نتنياهو، إلا أن هرئيل رأى أنه في حال "مواجهة عسكرية كبيرة، يصعب معرفة إذا سيتمكن رئيسا أركان الجيش الإسرائيلي السابقان، غانتس وغادي آيزنكوت، من ضبط نفسيهما. إذ يصعب تغيير دي.أن.إيه. عسكري، الذي جرى تنميته طوال أكثر من 30 عاما، بآخر سياسي... وعندما تُرعد المدافع، ينضم الجنرالات إلى الائتلاف".