أعلن أحد مقاتلي قوات "فاغنر" العسكرية الروسية الخاصة، أن القوات في أرتيوموفسك تضغط على الوحدات الأوكرانية وتضربها بشدة مطبقة عليها "الكماشة"، مما يحرم العدو من النجاة.
وقال أحد الجنود، اليوم السبت: "نحن نسحقهم ونغلق عليهم الكماشة، ندخل من جميع الجوانب، القوات تتدفق مثل المعجون من أنبوب، هناك فرصة ضئيلة للغاية للانسحاب والفرصة لديهم الآن، لكن هذا ليس لفترة طويلة".
وأضاف، أنه من المحتمل أن تكون القوات الأوكرانية في المدينة محاصرة بالكامل، وقال في إشارة إلى الجنود الأوكرانيين: "يا رفاق، اركضوا عندما تسنح لكم الفرصة.. عندما تغلق الحلقة، لن يكون هناك فرصة للنجاة.. كل شيء سيكون فاغنر!".
وفي وقت سابق، قال مؤسس قوات "فاغنر" يفغيني بريغوجين، إنه من السابق لأوانه الحديث عن التطويق الكامل لأرتيوموفسك، مشيرا إلى أن أكثر من 80% من المدينة وقعت تحت سيطرة القوات الروسية.
وتقع مدينة أرتيوموفسك شمالي مدينة غورلوفكا الكبيرة، وتعتبر مركز نقل مهم لتزويد مجموعة القوات الأوكرانية في دونباس، ومنذ الصيف الماضي، تدور فيها رحى معارك ضارية من أجل السيطرة على المدينة.
وأشار بريغوجين إلى أن طول أمد معركة أرتيموفسك (باخموت) تعطي ميزة للقوات الروسية، موضحًا في مقال نشره بالأمس في قناة تيليغرام التابعة للخدمة الصحفية لــ "فاغنر": "استمرار المعركة الدائرة من أجل السيطرة على باخموت مفيدة للغاية للقوات الروسية. لأن المعركة تمنح الجيش الروسي فرصة إعادة تجميع القوات، والسيطرة على خطوط دفاع مهمة، والتعامل مع المشاكل الداخلية، واستكمال الاستعدادات والتسليح لمواجهة الهجمات المضادة". "بالنسبة لنا معركة "باخموت" مفيدة جدا، نحن نطحن الجيش الأوكراني هناك ونتصدى لمناوراته."
في الوقت نفسه، وفقا لبريغوجين ، أرتيموفسك لا تمثل أهمية كبيرة لكييف فهي عامل مزعزع لاستقرارهم أكثر من كونه عاملا مساعدا لاحتفاظهم بالمناصب. "كل صرخة تصدر من باخموت، كل جندي أوكراني يقع في الأسر، كل مائة قتيل يسقطون، في الواقع يوجهون ضربة للرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي ولقيادة القوات المسلحة الأوكرانية، أكبر بكثير من المزايا التي يحصلون عليها من الاحتفاظ ببقايا هذه المدينة".
وأشار مؤسس الشركة العسكرية الخاصة في المقال إلى إن استيلاء القوات الروسية على أرتيموفسك لن يعجل الانتصار على أوكرانيا. الدور الاستراتيجي للمدينة ليس كبيرا. وأضاف: "يتبع باخموت سيفرسك ، سلافيانسك ، كراماتورسك ، كونستانتينوفكا ، دروزكوفكا وتشاسوف يار، وهي بلدات ضمن ما يسمى ب ـ حلقة دونباس" وتشكل مناطق حصينة".
وأوضح بريغوجين: " باخموت من ناحية، تمثل جزءاً من هذه المنطقة المحصنة، ومن ناحية أخرى، الاستيلاء عليها لن يضمن انتصارا سريعا على أوكرانيا، ولن يفتح الطريق إلى نهر الدنيبر، ولن يضمن حتى الاستيلاء على دونباس".
كما شدد على أن قيادة الجانب الأوكراني تتجادل باستمرار "حول الحاجة إلى الاحتفاظ بــ "باخموت". هم خلقوا منها رمزا للصمود".
وتابع بريغوجين قائلا: "لقد جمع الجيش الأوكراني عددا كافيا من القوات، هناك حوالي 200 ألف، من المقاتلين المدربين الذين اجتازوا شهرين أو ثلاثة أشهر من التدريب والتنسيق، وهم على استعداد لأداء المهام القتالية.
وخلص بريغوجين إلى أن كمية الأسلحة والذخيرة لدى هؤلاء الـ 200 ألف كافية لشن هجوم في اتجاهات مختلفة"، مبينًا ان معارك ضارية تجري خارج المدينة.
وقال بريغوجين، في وقت سابق، إن أكثر من 80 ٪ من أرتيموفسك، بما في ذلك جميع المراكز الإدارية، تخضع لسيطرة القوات الروسية.
كما نشرت وزارة الدفاع الروسية مقطع فيديو يظهر لقطات من عمليات الاستطلاع بواسطة الطائرات المسيرة التي تقوم بها قوات الحرب الإلكترونية في الجيش الروسي في منطقة العملية العسكرية الخاصة.
وتقوم المسيرات من طراز "موسكيت" باكتشاف مواقع العدو على الجبهة وتحديدها، حيث يتم التحكم بها من سيارات عسكرية متخفية بعناية عن أعين العدو.
ومن جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الدنماركية أن دبابات "Leopard 1" الدنماركية ألمانية الصنع ستكون جاهزة قريبا للشحن إلى أوكرانيا.
وجاء في بيان الوزارة، أن القائم بأعمال وزير الدفاع ترولز لوند بولسن والعديد من أعضاء البرلمان زاروا منشأة فلنسبيرغر فاهرزوغباو جيزيلشافت في مدينة فلنسبورغ، حيث يتم إعداد المعدات العسكرية المخصصة لأوكرانيا.
وقال لوند بولسن "هذه هدية عظيمة ومهمة حظيت بتأييد واسع من الأحزاب البرلمانية الأخرى ونأمل أن تنتقل إلى أوكرانيا في القريب العاجل".
ويتم ذلك كجزء من اتفاقية بين ألمانيا والدنمارك وهولندا، التي أبرمت في أوائل فبراير الماضي، بشأن تسليم ما لا يقل عن 100 دبابة "Leopard 1 A5" إلى القوات المسلحة الأوكرانية.