يحتضن متحف الشارقة للحضارة الإسلامية، أكثر من 400 مخطوطة من القرآن الكريم، وصفحات قرآنية تعود إلى القرن الثاني الهجري/ الثامن الميلادي إلى العصر الحديث.
كتبت بعدة خطوط عربية منها خط النسخ، والخط الكوفي، والثلث، والنستعليق، والمحقق، والبيهاري، إلى جانب لغات أخرى، كالفارسية، والعثمانية، على أنواع من الورق كالرق، وذلك بحبر أسود عربي، ولون أزرق وأحمر، إذ جلدت أغلب المخطوطات القرآنية من الجلد لعصور مختلفة على طراز عثماني أو فارسي أو مملوكي.
ويطلع المتحف زواره على تاريخ تطور فن التجليد في الحضارة الإسلامية عبر العشرات من مخطوطات القرآن الكريم، والتي يعود بعضها إلى القرن السابع الميلادي، وتتضمن نسخة منسوبة إلى الخليفة الجليل عثمان بن عفان «644 - 655» ميلادي، فيما الأصل محفوظ في قصر طوب قابي في إسطنبول بتركيا.
400 مخطوطة من القرآن الكريم في متحف الشارقة
معارض متحف الشارقة
وتستقبل صالة المجرة في المتحف معارض مؤقتة محلية وعالمية مختلفة، ومن ضمنها المعرض الحالي «معرض آيات مباركة وأقلام مبدعة.. إضاءات على أروع المخطوطات من مجموعة حميد جعفر القرآنية»، الذي يستمر حتى يونيو من العام الجاري، وهي باقة من المخطوطات القرآنية النادرة، تضم مجموعة مختارة من 53 نموذجاً لمخطوطات قرآنية تعود جميعها إلى 14 قرناً.
وانطلقت هذه المجموعة من رؤية حميد جعفر لجمع القطع التي تبرز تأثير الإسلام كقوة موحدة ومصدر إلهام في العديد من الثقافات والشعوب المختلفة، ابتداءً من الشرق الأوسط والصين وجنوب شرقي آسيا والهند ووصولاً إلى إسبانيا والمغرب وهي رحلة ذات نهج تاريخي وجغرافي، حيث تعد المجموعة الاستثنائية من المصاحف والصفحات القرآنية في هذا المعرض شاهداً على هذه الرؤية.
وتعكس المجموعة أهمية القرآن في العالم الإسلامي، وتعد القطع المختارة على مدار الأربعين عاماً الماضية من أكثر القطع تميزاً وتفرداً من نوعها، حيث إن الروائع المختارة في المعرض لا تعد تحفاً أثرية مميزة تشهد على تاريخ العبادة في العالم الإسلامي فحسب، بل هي قطع فنية وتصميمية استثنائية بحد ذاتها، تمثل كل منها إبداعات جديدة في فنون التصميم والخط.
ولا يسلط المعرض الضوء على المصاحف كمقتنيات تحمل خصائص التقوى الخاصة والعامة فحسب، بل يظهر أيضاً التألق والتنوير والحداثة الفنية، حيث يعتبر المعرض حدثاً بارزاً من نوعه.