الصراع في السودان ،، إلى أين ؟

حجم الخط

بقلم مأمون هارون رشيد

 

 

 خرجت الطلقة الاولى التي كان يخشاها الجميع ، وانفجر الوضع بشكل كامل في الخرطوم ومناطق أخرى من السودان بين قوات الجيش بقادة رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان ، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان حمدتي ، اندلعت الحرب بين القوتان العسكريتان الرئيسيتان في السودان ، الحرب التي لا منتصر فيها ، والخاسر الوحيد هو السودان وشعبه الذي يدفع ثمن هذة الحرب من دمه وأمنه وماله .
الصراع على السلطة هو المحرك الأساسي لهذة الحرب ، القطبان العسكريان الرئيسيان وصراعهما على السلطة والنفوذ ، حفاظا على مصالحهما هو المحرك لهذة الحرب وليس مصلحة السودان وشعبه ، صراع العسكر وفشل كل المحاولات للعودة للحكم المدني في السودان ، كما تطالب كافة القوى السياسية والنقابية والمجتمعية في السودان وسعى العسكر للبقاء في الحكم ، رغم ادعائاتهم بعكس ذلك ، وذلك حفاظاً على مصالحهم وامتيازاتهم ونفوذهم واغراءات السلطة ، ودون الاعتبار لرغبة الشعب في انتقال السلطة في البلاد لحكم مدني ، عدى عن تدخلات خارجية لدول وقوى لها مصالح في دعم هذا الطرف أو ذاك ، ولاننسى هنا المصلحة الاسرائيلية الساعية دوماً إلى زرع الفتنة وتأجيح الصراع بين مكونات المجتمع السوداني وصولاً لتفتيتة للتدخل للسيطرة على مواردة وخيراتة ، كل تلك عوامل أشعلت فتيل الصراع الدائر الآن .

اندلعت الاشتباكات بعد إنتهاء المهله الزمنية التي حددتها القوات المسلحة لانسحاب قوات الدعم السريع من القاعدة الجوية في مدينة مروي شمال البلاد ، وانهاء حصارها المسلح للقاعدة.

لقد وصلت أعمال اللجان الفنية في قضايا الإصلاح الأمني والعسكري ، وصلت إلى طريق مسدود وأوقفت عملها ، وتسبب ذلك في فشل التوقيع على الاتفاق الاطاري السياسي والمتضمن بند الإصلاح الأمني والعسكري ، كان هذا هو السبب الظاهر لاندلاع هذه الحرب بين الطرفين ، ودفع قوات الدعم السريع إلى محاصرة مواقع لقوات الجيش في قاعدة مروي الجوية ، التي يتواجد بها الطيران الحربي المصري.

لاشك أن رغبة الجيش أيضا في السيطرة على مواقع الدعم السريع وحل تشكيلاتة وإخضاعة لقيادة الجيش سبب مباشر ، وذلك بدعم من قوى وعناصر للنظام القديم عسكرية وسياسية ، وكذلك من بعض الجهات والأطراف الخارجية التي لها مصالح في القضاء على طموحات حميدتي قائد الدعم السريع.

السؤال المهم على هامش هذا الصراع وخلفياته ، هل لاندلاع هذا الصراع علاقة بموضوع سد النهضة وبدأ استعداد أثيوبيا للملء الرابع للسد ؟ في السودان تتراد اشاعات ودعايات تكيل الإتهامات لمصر ، بوصفها أنها دولة محتلة للسودان ، تقوم بنهب خيرات البلاد وخيرات افريقيا ، وتستعين في ذلك بالبرهان ، وقد حان الوقت للافارقة استرداد حقوقهم ، الهجوم الذي بدأ بمطار مروي العسكري برروة باعتراضهم على وجود قوات مصرية في المطار ، ووجود طائرات عسكرية مصرية فيه.

إثيوبيا من ناحيتها تريد حرف الأنظار عن تصاعد الخلاف حول سد النهضة وبدأ استعداداتها للملء الرابع للسد ، وتركز على تصريحات وزير الخارجية المصري سامح شكري بأن جميع الخيارات مفتوحة أمام مصر ، لقد أغلقت إثيوبيا باب المفاوضات متهمة مصر بتجاوز ما تم الاتفاق عليه بشان أنشأ السد ، ما يحدث في السودان الآن يطرح أسئلة كثيرة وكبيرة ، من المستفيد من هذا الصراع ؟ ومن هى الأطراف التي تدعمه ؟ ولماذا اشغال السودان ومصر ، بالتأكيد بسبب ما يحدث حيث تمثل السودان عمق استراتيجي لمصر ، من المستفيد من اشغالهم في هذا الوقت ؟ والى أين ستصل الأمور ؟ وهل يدفع هذا الصراع إلى تدخل دول إقليمية في هذا الصراع ؟
لا منتصر في هذة الحرب ، والخاسر هو السودان بلدا وشعباً .