حركة حماس تُصدر تقريرًا في الذكرى الـ19 لاستشهاد القائد عبد العزيز الرنتيسي

عبد العزيز الرنتيسي
حجم الخط

غزة - وكالة خبر

أصدرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، اليوم الإثنين 17 أبريل 2023، تقريرًا في الذكرى الـ19 لاستشهاد القائد في الحركة الدكتور عبد العزيز الرنتيسي، وجاء في التقرير ما يلي:

مثّل الدكتور الشهيد عبد العزيز الرنتيسي أحد مؤسسي حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وقائدها الأسبق في قطاع غزة الصوت الهصور لمبعدي مرج الزهور، والركيزة الأساسية في تحويل قضيتهم من قضية محلية خاصة ببعض مئات من الفلسطينيين المبعدين إلى جنوب لبنان إلى قضية رأي عام عالمي حققت تأييدا كبيراً للقضية الفلسطينية عامةً وقضية المبعدين خاصةً حتى أرغموا الاحتلال على إعادتهم إلى وطنهم فلسطين بعد نحو عام من الإبعاد.

ففي ديسمبر عام 1992م أبعدت قوات الاحتلال 415 من قادة العمل الإسلامي جُلهم من حركة حماس إلى مرج الزهور في جنوب لبنان، في أعقاب أسر كتائب القسام للجندي الصهيوني نسيم توليدانو وقتله بعد رفض حكومة الاحتلال الإفراج عن الشيخ المؤسس أحمد ياسين مقابل الإفراج عنه، وكان الرنتيسي أحد أبرز هؤلاء المبعدين.

صوت المبعدين

وخلال محطات الإبعاد برزت شخصية الدكتور الشهيد عبد العزيز الرنتيسي كناطق باسم المبعدين في مرج الزهور، وكان يتولى مسؤولية إصدار التصريحات الخاصة بالمبعدين، والتعبير عن قضيتهم في وسائل الإعلام المختلفة ليؤكد مطالبهم العادلة، وينادي بحقهم في العودة إلى بلادهم فلسطين

أوكلت إلى الدكتور عبد العزيز الرنتيسي خلال الإبعاد مهمة أن يكون ناطقًا رسميّا باسم المبعدين باللغة العربية، إلى جانب الدكتور عزيز دويك رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني الذي أوكلت له مهمة أن يكون ناطقا باللغة الإنجليزية، عمل الرنتيسي مع رفيق دربه د. عزيز دويك على تدويل قضية المبعدين، وروّجا لها في كل المحافل لإيصال رسالة المبعدين وإحراج حكومة الاحتلال، حتى لاقت صدى كبيرا.

لم يكن الرنتيسي ناطق إعلاميا فحسب، بل زاوج خلال فترة الإبعاد، بين عمله القيادي ودوره الإعلامي، فكان القيادي الفذ، والشاعر المقاوم والطبيب الثائر، والإعلامي المفوه، وتمكّن من إيصال صوت المبعدين إلى العالم، وحشد الدعم والتأييد لقضيتهم العادلة.

جلب الرنتيسي بقدرته العالية على الخطابة، وأسلوبه البديع وتأثيره المحكم وسائل الإعلام والمناصرين للشعب الفلسطيني إلى مخيمات الإبعاد في مرج الزهور، وكان يطلعهم عن كثب على حياة المبعدين وظروفهم الصعبة بعيدا عن وطنهم.

تغطية شاملة

وحرص الدكتور الشهيد خلال الإبعاد على أن يعقد مؤتمرًا صحفيًا بشكل يومي للحديث عن أوضاع المبعدين وحياتهم، ويؤكد موقفهم بحتمية العودة إلى وطنهم، ورفضهم المطلق لأنصاف الحلول وتنكر الاحتلال لمعاناتهم.

كما كان يسعى إلى إحضار الشخصيات ووسائل الإعلام إلى داخل مخيم مرج الزهور، ليطّلعوا عن قرب على حياة المبعدين، تلك الجهود أثمرت عن تغطية قناة CNN الأمريكية تفاصيل حياة المبعدين لمدة أسبوع كامل وبثها عبر شاشتها.

وخلال عمله كناطق باسم المبعدين، أسس الرنتيسي لعلاقة وطيدة مع العديد من الشخصيات العربية والإسلامية، وعزز العلاقة مع لبنان الشقيق، بعد أن أعطت اللقاءات مع الشخصيات اللبنانية انطباعات إيجابية، ووقفوا إلى جانب مطالب المبعدين العادلة.

تمكّن الرنتيسي من تسليط الضوء على الجانب الإنساني للمبعدين من خلال دعوة وسائل الإعلام والصحفيين إلى تغطية أنشطة المبعدين وفعالياتهم يوميًا من مناسبات اجتماعية وذبح عقائق ومسابقات ولقاءات تعليمية وغيرها من الأنشطة.

اكتسبت قضية المبعدين زخما أكبر خلال ما عرف بـ " مسيرة الأكفان" في السابع عشر من فبراير 1992 عند حدود فلسطين المحتلة، فتصدر الرنتيسي المشهد مناديا بحقهم، حينها رفعوا شعار "الموت أو العودة"، ووصلت قضيتهم كل الساحات وضجت في كل المحافل، فكان الهدف الرئيسي هو إيصال صوت المبعدين للعالم أجمع.

لم يكتفِ الرنتيسي بالخطاب الإعلامي فقط، بل خاطب الأمين العام للأمم المتحدة والدول العربية لإنهاء قضية إبعادهم؛ ما وضع الاحتلال تحت ضغط دولي، ودفع جامعة الدول العربية للتحرك، والأمم المتحدة لاتخاذ قرار رقم 799 الذي يدين إبعاد الاحتلال لهم.

أثمر الدور الكبير الذي قاده الرنتيسي إعلاميًا بعودة المبعدين إلى أرض وطنهم في سبتمبر عام 1993م، بينما كان يعانق الأمل بالعودة إلى بلدة يبنا التي هُجر منها مع عائلته حين قال: "أنا على ثقة بأننا سنعود إلى بلادنا ولكن لا أدري إن كنت سأكحل عيني برؤيتها وقد علا مآذنها هتاف الله أكبر، أم أنها ستنهض عزيزة وقد احتوى الثرى جسدي".