يحرص كثير من المسلمين على بعد انقضاء شهر رمضان الكريم وحلول عيد الفطر المبارك، على صيام الست من شوال لما له من أجر كبير، ويشغل بال كثير منهم استفسار حول إمكانية الجمع بيت صيام الست من شوال وصيام القضاء من رمضان.
التشريك في النية
ويُسمى الجمع بين عملين بنية واحدة عند أهل العلم "التشريك في النية" وللعلماء فيه أقوال، تتمثل فيما يلي:
- إذا كانت العبادة مما يجوز فيه التداخل صح التشريك وجاز الجمع بين العبادتين بنية واحدة، كما في غسل الجنابة والجمعة بنية واحدة.
- إذا كانت إحدى العبادتين مقصودة والأخرى غير مقصودة جاز الجمع، كما في صلاة الفرض وتحية المسجد، فالأصل شغل المحل بالصلاة قبل الجلوس، وهذا يحصل بصلاة فريضة ظهر أو عصر، فإن صلى الفرض فقد شغل به المحل. وكذلك صلاة الفرض وسنة الوضوء، فالمقصود هو أداء صلاة بعد الوضوء، فإن حصل ذلك بالفرض فقد تم.
- إذا كانت العبادتان "فرضاً ونفلاً، أو فرضاً وفرضاً" مقصودتين فلا يجوز إشراك النية، كصيام فرض "رمضان- نذر- كفارة" فلا يجوز الجمع بينهما بنية واحدة، وإنما لا بد من صيام كل على حدة. وكذلك صلاة فرض ونافلة راتبة، كصلاة ظهر ونافلته، فلا يجوز تشريك النية، إذ كل منهما مقصود، وبه جاء دليل خاص على أدائه، وكلاهما عبادة مستقلة.
فضل صيام الست من شوال
وعن فضل صيام الست من شوال، أفاد الشيخ عبدالعزيز بن باز مفتي المملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء - رحمه الله-، أنه ثبت عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: "مَنْ صَام رمضان، ثم أَتْبَعَُه سِتّاً من شَوَّال، كان كصِيَام الدَّهْر" رواه مسلم في صحيحه، وهذا يدل على فضلها، وأن صيام الست مع رمضان كصيام الدهر، كأنه صام الدهر كله، وهذا فضل عظيم، فرمضان بعشرة أشهر، والست بشهرين، الحسنة بعشر أمثالها، فكأنه صام الدهر كله، مع أن الله بلطفه -جل وعلا- جعل رمضان كفارة لما بين الرمضانين، فالست فيها زيادة خير، ومصلحة عظيمة.
حكم الجمع في صيام شوال والقضاء
كان رأي الشيخ ابن باز، حول مسألة جواز صيام المرأة للست من شوال وقضاء ما عليها من رمضان بسبب الحيض، أنها تبدأ بالقضاء ثم تصوم الست إذا أردت.
وأضاف أن الست نافلة فإذا قضت في شوال ما عليها ثم صامت الست في شوال فهذا خير عظيم، وأما أن تصوم الست بنية القضاء والست فلا يظهر لنا أنه يحصل لها بذلك أجر الست، فالست تحتاج إلى نية خاصة في أيام مخصوصة.