سوريا: المعارضة تقاطع ولن تذهب لجنيف وغياب للاكراد والمحادثات انطلقت بمن حضر

f01_02-30_01_2016_958909_large
حجم الخط

قال دبلوماسي غربي إن أول محادثات سلام سورية تنطلق منذ عامين منيت «بفشل تام» حتى قبل أن تبدأ امس بعد أن أعلنت الأمم المتحدة أنها ستمضي قدما في المحادثات على الرغم من مقاطعة المعارضة.
وقال خصوم الرئيس السوري بشار الأسد إنهم أكثر اهتماما بصد الهجوم العسكري المدعوم من روسيا بينما ترددت أنباء عن محاولة الجيش السوري والفصائل المسلحة المتحالفة معه السيطرة على احدى ضواحي دمشق والاجهاز على فصائل المعارضة التي تدافع عنها.
ووجه مبعوث الأمم المتحدة لسوريا ستافان دي ميستورا الدعوة للحكومة وممثلي المعارضة السورية لإجراء محادثات غير مباشرة في جنيف، لكن حتى الآن رفضت الهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل المعارضة حضور المحادثات إذ تصر على أنها تريد إنهاء الضربات الجوية وحصار بعض المناطق قبل بدء المفاوضات.

وفي بيان للأمم المتحدة قال دي ميستورا بدأ المحادثات كما كان مقررا امس بالاجتماع مع وفد الحكومة برئاسة مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري. وأضاف البيان أن اجتماعات أخرى مع «مشاركين آخرين» سوف تجرى «بعد ذلك» دون اعطاء المزيد من التفاصيل.
وقال دبلوماسي غربي طلب عدم نشر اسمه «هذا فشل تام» ووصف المحادثات بأنها «هدية» لحكومة الأسد، مضيفاً «تخلصوا تماما من الورطة. مع من سيتحدثون؟ إذا كنت تريد الدخول في مفاوضات فيجب أن يكون هناك شريك. إنها مناسبة رائعة للنظام ليظهر أنه عازم (على الحوار)»، وأضاف إن أعضاء المعارضة إذا حضروا «فإنهم سيقولون إنهم حضروا بصفتهم الشخصية» .

وقالت الهيئة العليا للمفاوضات التي تضم جماعات معارضة سياسية ومسلحة يوم الخميس بعد اجتماعها في الرياض هذا الأسبوع إنها لن تحضر بداية المحادثات لأنها لم تتلق أي ردود مقنعة على مطالبها لخطوات تنم عن حسن النية مثل وقف إطلاق النار.
واستبعدت المحادثات الاكراد الذين يمثلون قوة رئيسية ويبسطون سيطرتهم على مساحات واسعة من شمال شرق سوريا والذين اثبتوا ايضاً انهم من الجماعات القليلة القادرة على السيطرة على مناطق من «داعش» وجاء استبعاد الاكراد بناء على طلب تركيا.
وصل وفد الحكومة السورية لمفاوضات السلام امس إلى جنيف حيث من المقرر بدء المحادثات باشراف الامم المتحدة سعيا الى انهاء النزاع، في غياب المعارضة، على ما اعلن مصدر مقرب من الحكومة السورية.
وصرح المصدر لوكالة فرانس برس ان وفد الحكومة المؤلف من 16 عضوا بينهم نائبان ودبلوماسيون ويرأسه السفير السوري في الامم المتحدة بشار جعفري «وصل إلى مطار جنيف».
وسيشرف نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد على المحادثات من دمشق.

ـ اردوغان: المعارضة لن تذهب لجنيف ـ

وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إنه سيكون من الصعب أن تحضر المعارضة السورية المعتدلة محادثات السلام التي تعقد في جنيف دون وقف لإطلاق النار لإيقاف القصف الروسي لمقاتليها.
وقال للصحفيين في اسطنبول «يمثل قصف روسيا المستمر لمناطق المعارضة على وجه الخصوص مشكلة كبيرة للمعارضة». وأضاف «ستكون مشاركتهم بدون وقف إطلاق النار خيانة لمن يقاتلون».

ـ اتصال بين كيري ولافروف ـ

الى ذلك، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لنظيره الأميركي جون كيري خلال مكالمة هاتفية على ضرورة أن يمثل وفد خصوم الرئيس السوري بشار الأسد في مفاوضات جنيف كافة أطياف المعارضة.
وجاء في بيان لوزارة الخارجية الروسية صدر تعليقا على المكالمة الهاتفية بين لافروف وكيري، أن الوزير الروسي وصف محاولات بعض معارضي القيادة السورية طرح شروط مسبقة قبل بدء المفاوضات بأنها غير مقبولة، وأنها تنتهك القرار الدولي رقم 2254.
وتبادل الوزيران الآراء حول المسائل المتعلقة بالتسوية السورية، وجددا دعهما لجهود المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا من أجل إطلاق مفاوضات بين الحكومة السورية والمعارضة في جنيف للتوصل إلى تسوية سياسية للنزاع.
كما أشار الوزير الروسي مجددا إلى ضرورة تشكيل جبهة دولية موحدة لمحاربة «داعش».

ـ فشل الدبلوماسية في وضع حد للحرب ـ

وحتى الآن أخفقت الدبلوماسية الدولية في وضع حد للحرب التي أذكاها صراع عرقي طائفي في سوريا منذ خمس سنوات وأودت بحياة أكثر من ربع مليون شخص وشردت ما يزيد على عشرة ملايين آخرين وأدت إلى تدخل قوى إقليمية ودولية في هذا البلد.
ودي ميستورا هو ثالث مبعوث للأمم المتحدة لسوريا بعد استقالة سلفيه كوفي أنان والأخضر الإبراهيمي بسبب فشل جهود السلام التي قاداها.
ومنذ انهارت آخر محادثات في 2014 صعد نجم تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق وأعلن قيام «خلافة» وبدأت الولايات المتحدة وحلفاؤها من الغرب والعرب حملة جوية ضد التنظيم ثم بدأت روسيا حملة جوية منفصلة دعما للأسد.
وقلب التدخل الروسي على وجه الخصوص موازين القوى على الأرض ومنح قوة دفع كبيرة للقوات الحكومية وسحب البساط من تحت أقدام المعارضة المسلحة بعد أشهر من التقدم.
ويسعى الجيش السوري وحلفاؤه لاستغلال المكاسب التي تحققت لهم في غرب سوريا وحولوا تركيزهم الآن على أحياء تسيطر عليها المعارضة في جنوب غرب دمشق.
وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الهدف هناك هو سحق المعارضة في منطقة داريا لتأمين مطار المزة العسكري القريب.
وأضاف أن المدنيين ينزحون عن ضاحية معضمية الشام القريبة التي تسيطر عليها المعارضة خشية تعرضهم لهجوم أكبر.
كما قال عبد الرحمن أن القوات الحكومية تسعى لفصل معضمية الشام عن داريا ليتسنى لها إنهاء وجود المقاتلين هناك لأن داريا تمثل تهديدا لمطار المزة العسكري.
وتابع أن هناك الآن شبه فصل تام بين معضمية الشام وداريا.
ويقول معارضون إن القتال على الأرض هو المهم بالنسبة لهم وليس مصير المفاوضات.
وقال أبو غياث الشامي المتحدث باسم ألوية سيف الشام لرويترز حين سئل عن مستقبل المفاوضات إن الأمر معقد للغاية لكنه مشغول أكثر بالموقف في معضمية الشام والموقف الميداني في درعا.
وقال السياسي السوري المعارض البارز هيثم المالح لقناة الجزيرة «لا يمكن أن نجري مفاوضات والأمم المتحدة والمجتمع الدولي عاجزان عن إنفاذ خطوات بناء الثقة التي ليس لها علاقة بالمفاوضات».
وأضاف «أنا أعتقد شخصيا أن المفاوضات بهذا الوضع هي مفاوضات عبثية ولن تنتج.. لا يمكن أن نقبل أن نجري مفاوضات مع قتلة مجرمين وهم متشبثون بالسلطة».