هارتس : حرب الاستقلال الثانية هدفها نتنياهو!

نحاميا.jpeg
حجم الخط

بقلم: نحاميا شترسلر



هذا لم يحدث بعد عندنا. فيوم الذكرى يتحول إلى يوم انقسام واختلافات، ويوم الاستقلال يتحول إلى يوم حزن وخوف.
ذات يوم، أي حتى قبل سنة، فإن الأسبوع بين يوم الكارثة ويوم الذكرى وعيد الاستقلال، كان الأسبوع الأكثر تأسيساً وتوحيداً من كل السنة.
هذا كان أسبوعاً لخص الهزات التي مرت على الشعب اليهودي في الثمانين سنة الأخيرة. بدءا بقتل الستة ملايين في الكارثة ومروراً بموت 24213 في ساحات الحرب وانتهاء بالسعادة الكبيرة في عيد الاستقلال لمجرد قيام الدولة.
لكن في حينه جاءت حكومة متطرفة وهستيرية يترأسها رئيس حكومة فاسد ومنفلت العقال، وليس فقط أنه زرع الكراهية والانقسام، بل حاول أيضاً تحويلنا 'لى دولة ديكتاتورية، ووضع وجود الدولة في خطر حقيقي.
بيبي هو الذي حول هذا الأسبوع الموحد والاحتفالي إلى أسبوع غضب وانقسام، وهو الذي حول الفرح بعيد الاستقلال إلى خوف كبير من فقدان الديمقراطية وخراب الهيكل الثالث.
لقد كان على ثقة من أنه سيتمكن من تمرير خطته في الكنيست بسهولة على تصفية جهاز القضاء والديمقراطية كي يتمكن من تعيين القضاة وأن يستبدل المستشارة القانونية للحكومة بشخص مخلص له. عندها التهرب من المحاكمة وأن يبقى في الحكم إلى الأبد مثل الملك. هو لم يأخذ في الحسبان أنه في هذه المرة الأغلبية العقلانية التي تخدم في الجيش وتتحمل عبء الدولة ستتمرد وتخرج إلى الشوارع وتوقف الانقلاب.
أيضاً بيبي لم يقدر بأن الرئيس الأميركي، جو بايدن، سيتدخل شخصياً في شؤون إسرائيل الداخلية وأن يبلغه أنه إذا لم يقم بوقف الانقلاب النظامي فإن دعم أميركا لإسرائيل يمكن أن يتضرر. وليكن من الواضح أنه من دون المساعدات العسكرية فنحن لا يمكننا شراء الطائرات المتقدمة والصواريخ ومحركات دبابة المركفاة، أيضاً لن نستطيع تدبر أمرنا أن نبقى دون الفيتو الأميركي في الأمم المتحدة.
في الحقيقة، يكفي أن يقول بايدن علنا إنه "سيقوم بفحص العلاقات" كي نتحول إلى دولة مجذومة لا أحد يريد الاتجار معها، ومن هنا المسافة قصيرة إلى الانهيار الاقتصادي والأمني.
حتى دون التهديد الأميركي فإن نتنياهو هو فشل اقتصادي صارخ. فهو يستطيع أن يحصل بسهولة على التاج الدولي لتدمير القيمة. ففي أربعة أشهر نجح في تحطيم اقتصاد إسرائيل الذي كان في وضع ممتاز.
قراراته أدت بالاقتصاد إلى الركود والانخفاض في الاستثمارات وانخفاض حاد في مداخيل الضرائب وهرب رؤوس الأموال وخفض حاد وتضخم مرتفع وانخفاض في البورصة والمس بمخصصات التقاعد وتراجع مستوى المعيشة.
شركة التصنيف الائتماني موديس عبرت عن ذلك عندما خفضت تنبؤ التصنيف الائتماني لإسرائيل.
يجب إضافة إلى ذلك الفشل الكبير في الصراع أمام إيران. هو يثرثر ويهدد لكن طهران تضحك وتستمر في الاقتراب من القنبلة بشكل سريع. وفي موازاة ذلك هي تستأنف علاقاتها حتى مع السعودية. نتنياهو سبق ووعد بعقد سلام مع السعودية. أي نكتة هذه. هو أيضاً وعد بتحسين الأمن الشخصي وتعزيز النظام، لكنه جلب العكس بالضبط، رقماً قياسياً، 19 إسرائيلياً قتلوا في العمليات، و52 قتيلاً في المجتمع العربي و96 قتيلاً فلسطينياً في المناطق.
نتنياهو مناهض للصهيونية. فهو يفكك المجتمع من الداخل ويضعف الاقتصاد ويقوي الحريديين ويضر بالهدف الاعلى للصهيونية وهو تحويل إسرائيل الى ملجأ آمن للشعب اليهودي.
بدلاً من الملجأ الآمن حصلنا على اتحاد استثنائي لكل الذين يكرهوننا، والذين يرون كيف أن الانقسام الداخلي يضعفنا.
في الحقيقة اسرائيل مهددة الآن من جميع الاتجاهات، بدءا بحزب الله وسورية في الشمال ومروراً بالفلسطينيين في الشرق وانتهاء بحماس في الجنوب، والجميع ينسقون فيما بينهم بقيادة ايران. رئيس الأركان ووزير الدفاع حذرا مؤخراً من حرب منسقة على كل الجبهات.
هذه هي الهدايا التي أحضرها لنا بيبي في ذكرى يوم الاستقلال الـ 57، لذلك لا يوجد أمامنا أي خيار حقيقي. يجب علينا الانتصار في حرب الاستقلال الثانية.

عن "هآرتس"