لا تتوقف المبادرات الفردية والجماعية طيلة ايام السنة لدعم مواطني قطاع غزة نظرا للظروف الصعبة التي يحياها القطاع جراء الحصار الاسرائيلي الذي يحجب اي امل لانفراجة اقتصادية في بقعة جغرافية تكتظ بعوامل الفقر والجوع ونقص الخدمات في كافة التوجهات …
ورغم وجود مبادرات دولية لدعم مواطني قطاع غزة وخصوصا بالاساسيات الرئيسية الا ان المبادرات المحلية من ابناء قطاع غزة كانت هي الابرز والاكثر تأثيرا خلال شهر رمضان الذي انقضى قبل عدة ايام وذلك انطلاقا من رغبة المواطنين بالاعتماد على خيرات القطاع وتحويلها لصالح المواطنين …
يعتبر شهر رمضان موسما خاصا وفريدا من نوعه في قطاع غزة وسائر مدن الضفة الغربية وما يميزه ان معظم الاعمال والمبادرات تحتشد فيه فيصبح محط الانظار امام مبادرات فردية لدعم الاسر الفقيرة ضمن برنامج محلي يدار بواسطة المواطنين لتوفير الطعام والوجبات اضافة لدعم محدود في محال الخدمات الصحية وتوفير الادوية وشحن الكهرباء والوقود وغيرها …
وخلال السنوات الأخيرة، نشطت عشرات المبادرات التي تقوم بها مجموعات شبابية أو حتى أشخاص بشكلٍ فردي، إذ يقدم هؤلاء مساعدات مالية وغذائية عبر جمع الأموال من المتبرعين داخل القطاع وخارجه باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي.
وعمل الفلسطيني فادي خليل وأفراد مبادرته المكونة من 9 أشخاص في رمضان الذي انقضى قبل عدة ايام على توفير وجبات طعام لصالح الأسر الفقيرة التي يعاني أربابها من أمراض مثل السرطان أو الفشل الكلوي ولا يستطيعون العمل وتوفير احتياجات عوائلهم الأساسية.
وقال خليل إن مبادرته التي تحمل اسم "تكية الشمال الخيرية" تخصّصت في خدمة الفقراء المرضى، خصوصاً مع ارتفاع أعداد الفقراء في القطاع خلال السنوات الأخيرة، وركزت على منطقة شمال القطاع باستثناء مدينة بيت لاهيا التي يوجد بها 4 مبادرات أخرى.
وقدر المواطن خليل عدد المستفيدين من من مبادرته بحوالي الفي شخص واستغل موقع التواصل الاجتماعي في الوصول إلى الراغبين بالتبرع المالي، ودعم المرضى الفقراء، أو حتى التواصل مع بعض العائلات الفقيرة التي تحتاج إلى توفير احتياجات عاجلة والمتواجدة في نطاق عمل التكية الجغرافي.
وتركز المبادرات على الأوضاع الاقتصادية التي تعصف بالقطاع لتشكل بذلك دافعا رئيسيا للمبادرين في التطوع لتنفيذ مبادراتهم لا سيما في شهر رمضان، مع ارتفاع معدلات البطالة لاكثر من 54% بشكلٍ عام، إلى جانب تدني مستوى الأجور وعدم تجاوز متوسط الدخل اليومي للفرد نحو دولار أميركي واحد فقط.
ويلجأ عدد من المواطنين الى مبادرات لتوفير الاموال اللازمة والضرورية ويعتبر الفيس بلوك ملاذا للحصول على هذه المبادرات والوصول الى رجال الاعمال حيث يعمل النشطاء على تطويع حساباتهم عبر موقع التواصل الاجتماعي "والإنستغرام" من أجل مساعدة العائلات الفقيرة، سواء عبر نشر مناشدة بعض الفقراء منهم، أو من أجل جمع التبرعات المالية، ثم تنفيذ مشاريع لخدمة العوائل المحتاجة.
ويتميز شهر رمضان برونق كبير حيث يحرص عدد كبير من المقتدرين على اخراج اموال الزكاة وصدقة عيد الفطر التي تخصص لصالح الفقراء والمحتاجين في قطاع غزة فتذهب الاموال الى عناوين اكثر حاجة وتسود بالتالي اجواء التضامن والمؤازرة …
شاب اخر متحمس هو امجد المجدلاوي عمل هذا العام في مبادرات الخير فدشن "تكية المخيم المتنقلة" في مخيم النصيرات للاجئين الفلسطينيين وسط القطاع، حيث قام المبادرون بطهي الوجبات الشعبية وتقديمها للعائلات المتعففة والفقيرة في المخيم يوميا .وجاءت الفكرة نتيجة الواقع المعيشي والاقتصادي، ونظرا لحاجة السكان الماسة للمبادرات الخيرية، لا سيما في شهر رمضان الذي يزداد فيه الإقبال من قبل المتبرعين على تقديم الدعم المالي للقائمين على المبادرات لتنفيذ مشاريع خاصة بالفقراء.
واشار المجدلاوي الى ان المبادرة انتقلت يوميا بين شوارع المخيم المختلفة حيث قام اعضاؤها بعملية طهي وجبة طعام مختلفة، ثم تمت عملية التوزيع على الأسر الفقيرة في المخيم والشوارع المستهدفة، بطريقة منظمة تضمن وصول الطعام لجميع الأسر وفقاً للدعم المالي المتوفر من قبل المتبرعين.
ويعمل في عموم قطاع غزة حوالي الفي مبادر لاقامة مثل هذه النشاطات الاجتماعية الخيرية حسب منسق هذه المبادرات زكي مدوخ الذي اكد ان شهر رمضان يشهد مزيدا من المبادرات من قبل رجال الاعمال والمقتدرين الذين تبرعوا هذا العام بحوالي مليونين ونصف المليون دولار لصالح اعالة ومساعدة عائلات قطاع غزة …
بعيدا من المبادرات المحلية الفردية يبدو ان الدعم الدولي يساهم نوعا ما في مساعدة الاهالي في القطاع وخصوصا خلال شهر رمضان لكن اغلب هذه المبادرات تتجه نحو القطاعات العامة وبالتالي فان المواطن الغزي يحتاج للمبادرات الفردية في شهر رمضان وطيلة اشهر العام فهل تتبنى جهات رسمية ودولية هذه المبادرات ليتواصل الدعم لاهالي القطاع وعدم اقتصاره على شهر رمضان فقط .