شهدت الخرطوم غارات جوية وإطلاق نار فيما تواصل إجلاء آلاف الأجانب من السودان، مع دخول المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع أسبوعها الثالث رغم الهدنة المعلنة والجهود الدولية لوقف القتال.
ويوجه الجيش السوداني، ضربات جوية بطائرات مقاتلة أو مسيرة لقوات الدعم السريع المنتشرة في أحياء بالعاصمة، حيث يعاني كثيرون من السكان، المحاصرين بسبب القتال، من صعوبة الحصول على الغذاء والوقود والمياه والكهرباء.
وأوقعت الحرب ما لا يقل عن 528 قتيلاً و4599 جريحًا، وفق أرقام أعلنتها وزارة الصحة السودانية، لكن يرجح أن تكون الحصيلة أكبر من ذلك.
وأعلنت نقابة الأطباء السودانيين أن 70% من المرافق الصحيّة في المناطق القريبة من مواقع القتال باتت خارج الخدمة والعديد منها طاوله للقصف.
ونزح حوالي 75 ألف شخص إلى الدول المجاورة مصر وإثيوبيا وتشاد وجنوب السودان، وفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فيما تنظم دول أجنبية عمليات إجلاء واسعة.
ومع استمرار الاشتباكات، أعلن الجيش السوداني، أن قوات الاحتياطي المركزي التابعة للشرطة انتشرت جنوبي العاصمة الخرطوم.
وقال الجيش في بيانٍ له: "بدأ انتشار وحدات من شرطة الاحتياطي المركزي تدريجيًا بمناطق جنوب الخرطوم، وسيتوالى نزولها تباعًا بمناطق العاصمة".
من جانبه، حذر رئيس الوزراء السوداني السابق، عبد الله حمدوك، يوم السبت، من خطورة تفاقم النزاع في السودان وتحوله إلى أحد أسوأ الحروب الأهلية في العالم حال لم يتم وضع حد له.
وقال حمدوك في حديث مع قطب الاتصالات الملياردير البريطاني من أصل سوداني "مو" إبراهيم، خلال مناسبة استضافها الأخير ضمن نشاطات مؤسسته للحكم والقيادة في العاصمة الكينية نيروبي، "إذا كان السودان سيصل إلى نقطة حرب أهلية حقيقية.. فإن سوريا واليمن وليبيا ستكون مجرد مبارزات صغيرة".
وأضاف: "أعتقد أن ذلك سيشكل كابوساً للعالم"، مشيراً إلى أنه ستكون له تداعيات كبيرة، مُشيراً إلى أنّ النزاع الحالي "حرب لا معنى لها" بين جيشين".
وتابع: "لا أحد سيخرج منها منتصراً، لهذا السبب يجب أن تتوقف".