ربما تكون الفترة من الثامنة عشر وحتى بداية الثلاثينات من سنوات عمرك، هي الفترة التي تبني فيها نفسك، وتقومين بالإطلاع وخوض التجارب تراكم خبراتك، والمرور بمواقف كثيرة لم تكن لتمرين بها لولا النشاط والجموح المرتبطان بهذه المرحل العمرية.

تعتبر فترة ما قبل الـ 30 ذروة شبابك؛ ما يترتب عليها محاولتك لتشكيل شخصيتك، وبالتالي ستتحدد رؤيتك للحياة، وتتشكل طريقة فهّمك للكون من حولك.

 أهم الأمور التي يجب عليكِ القيام بها قبل سن الـ 30 لتطوير ذاتك وتحقيق نجاحات ملموسة.

أمور يجب القيام بها قبل سن الـ 30

بحسب دكتور مصطفى، هي مجموعة من الأشياء التي عليكِ أن تتأكدي من أنكِ قد قُمتِ بها قبل بلوغك هذا السن، لخوض غمار الحياة فيما بعد بنفسية مستقرة، وشخصية خاضت من الخبرات والتراكمات، ما يجعلها قادرة على المواجهة؛ وذلك على النحو التالي:

ابدأي العمل وأنتِ في الجامعة

لا تنتظري حتى تتخرجي وتجدي عملًا، ولا تعملي في الجامعة في نفس مجالك؛ بل استفيدي من الأعمال المختلفة لاكتساب الخبرة والمهارات الجديدة، وتأكدي أن أي مهارة تكتسبيها بمجرد بلوغك سن العشرين ستؤثر بالإيجاب على قدرتك على إتقان مهامك المستقبلية.

ابدأي بالادّخار

قد يبدو لكِ أمر التقاعد بعيدًا، لكن الوقت يمضي بسرعة، وستجدين نفسكِ قد وصلتِ إليه من دون أن تشعري؛ لذا أسدِ إلى نفسك معروفًا وابدأي بالادّخار من سن العشرين، قد يكون ذلك من خلال الاشتراك في خدمات الضمان الاجتماعي، أو غيرها من طرق توفير المال للمستقبل.

تخلّصي من ديونك

احرص على أن تبدأي  سنوات الثلاثين من عمرك خالية من الديون؛ إن كان لديكِ أي دين بغضّ النظر عن مقداره، فحاولي أن تسدّديه في أقرب وقت مُمكن؛ إذ أن تراكم الديون سيؤثر سلبًا على ثقتك بنفسك فضلًاعن أنه سيدمّر أحلامك المستقبلية.

تغلّبي على مخاوفِك

يحُول الخوف في كثير من الأحيان بينك وبين تحقيق الكثير من أحلامك، تمامًا كما تحول السلال التي تكبّل السجين بينه وبين الحرية؛ إن كنتِ تخافين من أمر معيّن كالتحدث أمام الجمهور، أو الخوف من المرتفعات، فابدأي باتباع خطوات حقيقية للتغلّب على هذه المخاوف وبمجرّد أن تدركي قدراتك الداخلية فلن يقف في طريقك أيّ شيء.

بادّري بالاعتذار

لا أحد ينكر مدى صعوبة الاعتراف بالخطأ والاعتذار، ولكن ثقي أنّ ذلك سيعود عليكِ بالنفع على الدوام. لقد تدرّبنا جميعًا على الاعتذار ونحن أطفال، لكن نسبة قليلة جدًا منّا يطبقون هذا الأمر كأشخاص بالغين؛ لذا لا تعاندي وتصرّي على خطئك، واعتذري في حال أسأتي إلى أحدهم أو ارتكبتي خطئًا ما، فنحن بشر في نهاية المطاف وجلّ ما لا يُخطئ.

سامحّي نفسك

لا شكّ أنكِ قد أضعتِ على نفسك بعض الفرص المميزة في يوم من الأيام، ربما رفضتي عرض عمل رائع، أو تخلّفتي عن حضور مقابلة لـمنحة دراسية في جامعة مرموقة، ولا شكّ أنك شعرتي بعدها وكأنها نهاية العالم، لكنها ليس كذلك، إنها ليست نهاية العالم، فلا تحمّلي نفسك ما لا طاقة لكِ به، وسامحي نفسك على ما ارتكبتيه من أخطاء؛ وتذكّري دومًا أن الفرص وفيرة في العالم، وإن أضعتِ إحداها فسيأتيكِ غيرها؛ لذا كوني صبورة ولا تستلمي.

قلصّي دور التكنولوجيا في حياتك

اجعليها وسيلة للمعرفة وإيجاد الأصدقاء ذوي الميول المشتركة، والاهتمامات الواحدة، والذين سيفتحون لكِ أبوابًا جديدة لتنمية نفسك وتكوير ذاتك؛ ولا تسجني نفسك في الفضاء الإلكتروني بينما الحياة بالخارج مليئة بالخبرات والتجارب والفرص؛ لذا من نصائح ما قبل الـ 30 أن تعطي نفسك فرصة كي تتعرفي على الحياة، ثم تأني لتٌشاركيها عبر الإنترنت، ولا أن تجعلي الإنترنت كل حياتك. اذهبي واشتبكِ مع الحياة مُباشرة الآن.

كوني صاحبة المُبادرة

هل سبق وأن قدّم لكِ أحدهم يد العون دون أن تطلبي منه ذلك؟ ما رأيك أن تفعلي الأمر ذاته؟ أو أن تبدأي بسلسلة من الأفعال الإيجابية للآخرين. يُمكنك دعوة أحدهم على حسابك لاحتساء كوب من القهوة، أو مساعدة عجوز على قطع الشارع، أو طفل صغير في استعادة كرته من مكان عالٍ. لا تستهني بالأشياء الصغيرة، لأن أثرها في نفوس الآخرين كبير جدًا.

حاولي تحقيق رقم قياسي

ما رأيك أن تحاولي الوصول إلى رقم قياسي في كتاب غينيس للأرقام القياسية؟ ستعثري في هذا الكتاب على مختلف الأرقام وفي شتّى المجالات التي قد لا تخطر لكِ. اختاري ما يحلو لكِ وحاولي أن تحقّقي فيه رقمًا قياسيًا، وحتى لو لم تستطعي ذلك، فستحصلي في نهاية المطاف على تجربة ممتعة ومثيرة للغاية.

تعلّمي لغة أجنبية

ليس عليكِ أن تكوني ممتازة في جميع اللغات على الرغم من أن هذا الخيار سيخدمك كثيرًا، لكن حاولي على الأقل أن تعتادي على اللغات الأجنبية بشكل عام. يُمكنك أن تتقني لغة أو اثنتين إتقانًا تامًّا لترفعي من مهاراتك في مجالات التعلّم والتوظيف، وأن تطّلعي على لغات أخرى أقل أهمية عن طريق مشاهدة أفلام أو سماع أغانٍ بهذه اللغات. سيدهشك ما يُمكن أن تتعلميه عن مختلف الثقافات والشعوب، وستصبحي أكثر انفتاحًا وتقبلاً للآخرين.

تعلّمي كيف تبني شبكة علاقاتك

بناء شبكة قوية من العلاقات مفيد لكِ على الصعيدين الشخصي والمهني. قد تلتقي مثلاً بسائحين أجانب في بلدك، ويصبح لديك بذلك صلات مع أشخاص في الخارج. كما يُمكنك أن تنشئ علاقات مع مستثمرين ورواد أعمال التقيتهم في حدث معيّن؛ حتى إذا رغبتِ في الانتقال بمسيرتك المهنية إلى المستوى التالي، واحتجتي إلى المساعدة، ستجدي هؤلاء الأشخاص على بعد اتصال أو رسالة إلكترونية فقط!

اعثري على وظيفة أحلامك

صحيح أنّ التنقل بين عدّة وظائف يعلّمك الكثير من المهارات. ولكن هل ترغبي في أن تقضي العشرين أو الثلاثين سنة المقبلة من حياتك متنقلاً من وظيفة لأخرى؟ سيكون عليكِ في النهاية أن تستقري في مكان ما، لذا احرصي على أن تستقري في وظيفة أحلامك التي تروي شغفك وتضمن لكِ العيش الكريم الذي تسعىن إليه.

دلّلي نفسك

كافيئِ نفسك من وقت لآخر بشيء باهظ الثمن، وادفعي الثمن نقدًا. قد تكون هذه المكافأة رحلة العمر إلى بلد تحبينه، حاسوبًا جديدًا، حقيبة يد أصلية، أو بضعة أيّام في منتجع سياحي فاخر؛ وتذكّري أنكِ تستحقي أن تدلّلي نفسك جزاءً لعملك الجادّ وسعيك الدائم لتحقيق الأفضل، فلا تبخلي على نفسك بما تجود به على الآخرين، وإن لم تملكي نقودًا الآن، فابدأي بالادّخار شهريًا حتى تحصلي على المبلغ المطلوب.