نفض غبار منظمة التحرير..الرد على محاولات "الخبث السياسي"!

1638599527-781-3.jpg
حجم الخط

كتب حسن عصفور

 فجأة فتحت مؤسسات منظمة التحرير ومكوناتها المختلفة، مع حركة فتح وشخصيات فصائلية حملة إعلامية متسارعة، ضد مؤتمر تحاول أطراف مرتبطة بحركة حماس عقده في السويد، حملة منسقة ربما هي الأكثر نشاطا منذ ما بعد اغتيال الخالد المؤسس ياسر عرفات من المؤسسة الرسمية.

لعل الفائدة الأهم لذلك "المؤتمر"، أنه أعاد حركة الكلام عن "القيمة السياسية الكبرى" لمنظمة التحرير بصفتها الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، رغم أن مؤسساتها غائبة فعليا عن العمل المفترض أن يكون، وخاصة لجنتها التنفيذية، التي تحولت من قيادة الحركة السياسية العامة الى مؤسسة "بروتكوليه" يستخدمها الرئيس محمد عباس "سلاحا" في وجه الفصائل المكونة لها، او الخارجة عنها، دون أن تمنح صلاحية حقيقية، بل واختزل دورها الى حد "الصفرية السياسية".

ولا يحتاج الأمر كثيرا من دلائل ذلك، فقط بالعودة الى يوميات النشر الإعلامي لأخبار المؤسسة الرسمية، سيجد أن الغائب الأبرز عن متابعة التطورات الوطنية العامة، والمواجهة مع دولة الكيان، داخل "بقايا الوطن" أو خارجه، سيجد أن الحقيقة البارزة هي "تبهيت" دور ما يفترض أنه "خلية القيادة الأولى"، والتي كان يحرص الخالد المؤسس ياسر عرفات، على اجتماعها أسبوعيا وبشكل منتظم، الى جانب ما يعرف بلقاء الطوارئ.

المسألة هنا ليست "شكلية" كما يحاول بعض "السطحيين سياسيا" القول، بل هي انعكاس لقيمة المؤسسة ودورها المباشر في قيادة الحركة الوطنية بمجملها، والغياب هنا يفتح الباب للبعض ان يجد له مكانا في فراغ يسمح له بنثر ما بدأ التحضير له منذ فكرة "التأسيس" كبديل مواز لمنظمة التحرير، بدعم من أطراف كان هدفها السيطرة على التمثيل الوطني، لم تتوقف يوما رغم كل محاولات الكلام الورقي المخادع، حتى تكرست رسميا في خلق "النتوء الانفصالي" وليس الانقسامي يونيو 2007.

وكي لا نرهق في البحث عن "أدلة تبهيت" دور منظمة التحرير بيد ما يسمى "قيادتها"، أنها لم تدع لعقد لقاء سريع لبحث أبعاد مؤتمر "الخبث السياسي" المفترض انعقاده أواخر مايو 2023 في بلد أوروبي، واكتفت المؤسسة ببيانات متناثرة تحمل من التهديد، الذي لا يهز شعرة سياسية من القائمين على تلك الخطة الاختبارية فعلا لقوة وأثر منظمة التحرير.

منطقيا، الخطوة الأولى للرد على محاولة "جس نبض" قوة المؤسسة الرسمية، عقد لقاء سريع لبحث ما سيكون ليس في ذلك اللقاء المزمع عقده، بل كيف يمكن مواجهة "الترهل السياسي" الذي لحق بدوائر منظمة التحرير، ولقطع الطريق على ما وراء تلك الأفعال التي لن تتوقف في مدينة سويدية، لأنه المخطط ليس فعالية وتنتهي، بل هو عمل تكاملي بدأ منذ فترة، تم تجاهله لسبب غير معلوم، ومرتبط برؤية انفصالية شاملة، بدأت تجد لها "نفخا" من أطراف غير محلية، تحضيرا لما يعرف بـ "مرحلة ما بعد عباس".

كل ما صدر بيانا ضد مؤتمر "الخبث السياسي" سينتهي مفعوله في اليوم التالي له، بل سيدفع القائمين عليه لتسريع خطاهم، لفعاليات أكثر اتساعا وشمولا، وستجد لها قوى تأثير متنامية دون كشف أطرافها، لو لم تبادر المؤسسة الرسمية العمل بقوة لنفض الغبار المتكدس على مؤسسات منظمة التحرير، بداية من "التنفيذية" وصولا الى دوائر عملها التي لم يعد يعرف منها سوى القليل، بل هناك دوائر ربما لا يعرف 99% من الشعب الفلسطيني اسمها ومسؤولها، بعد محاولة البعض شطب "الإرث العرفاتي".

طريق الرد على محاولة النيل من منظمة التحرير بيد "قيادة" منظمة التحرير..فهي وحدها دون غيرها إما أن تحاصر مؤامرة "الخبث السياسي" فعلا.. او تسارع خطاها ببرم لا يشفي عليلا سياسيا!

ملاحظة: ارتكبت دولة الاحتلال جريمة حرب جديدة باعدامها القائد خضر عدنان...أسير بلا حول ولا قوة تركته الفاشية اليهودية بقيادة الإرهابي بن غفير في زنزانته وحيدا...رحل عدنان بطلا قوميا..كرمز فعل كفاحي..لكن محاسبة قاتليه يجب أن لا تذهب ريحها!

تنويه خاص: رأس "التحالف الفاشي اليهودي" الحاكم في دولة الكيان نتنياهو، يعتقد أن السلام مع العرب أقرب مما يعتقد الناس وبدون الفلسطيني...عيش يا كديش..اللي صار مرة مش حيصير كمان مرة يا "منبوذ"!