أصدرت محافظة القدس، اليوم الأربعاء، تقريرًا حول انتهاكات الاحتلال "الإسرائيلي" في العاصمة المحتلة خلال شهر نيسان/ أبريل الماضي، والذي لخصت فيه مجمل انتهاكات الاحتلال.
وأوضحت المحافظة في تقريرها، أنّ شهر نيسان الماضي، شهد ارتقاء شاب برصاص مستوطن، واعتقال 774 مواطنًا، و290 إصابة بالرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط.
الشهداء:
وثقت محافظة القدس في شهر نيسان الماضي، إقدام مستوطن على إعدام المواطن حاتم أسعد أبو نجمة (39 عاما) من سكان بلدة بيت صفافا جنوب شرق القدس المحتلة، وهو أب لـ5 أطفال، وذلك بعد إطلاق النار عليه بشكل مباشر، وعقب ذلك اقتحمت قوات الاحتلال منزل عائلة الشهيد واعتقلت زوجته وعددا من أقاربه، وأبقت على جثمان الشهيد أبو نجمة محتجزا لديها.
وباحتجاز جثمان الشهيد أبو نجمة، يرتفع عدد الشهداء المقدسيين المحتجزة جثامينهم إلى 25 شهيدا بينهم طفلان و8 تم احتجازهم منذ بداية العام الجاري.
الإصابات:
رصدت محافظة القدس خلال شهر نيسان الماضي، 290 إصابةفي مختلف أنحاء العاصمة المحتلة، نتيجة إطلاق الرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط، والضرب المبرح من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، إضافة إلى عشرات حالات الاختناق بالغاز السام المسيل للدموع، من بينها نحو (246) إصابة داخل باحات ومصليات المسجد الأقصى المبارك.
اعتداءات المستوطنين:
نفذ المستوطنون نحو (44) اعتداء، تعددت ما بين القتل، والإيذاء الجسدي، والاعتداء على ممتلكات المقدسيين، وغيرها، حيث تم تسجيل (10 اعتداءات) بالإيذاء الجسدي، إضافة لقتل الشهيد أبو نجمة على يد أحد المستوطنين المسلحين.
الجرائم بحق المسجد الأقصى:
رصدت محافظة القدس خلال شهر نيسان اقتحام (5054) مستوطنا، و(36676) تحت مسمى "سياحة" باحات المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة، وذلك بمساندة قوات الاحتلال الإسرائيلي الخاصة المدججة بالسلاح، كما وأدوا طقوسًا تلمودية من بينها السجود الملحمي، وحاولوا إدخال القرابين عدة مرات خلال أيام الأعياد اليهودية.
وفرضت قوات الاحتلال تشديدا على أبواب المسجد الأقصى المبارك خلال شهر رمضان المبارك، وضيقت على المصلين بشكل استفزازي، كما اتبعت سياسة الإبعاد عنه حيث رُصد نحو (461) قرارا بالإبعاد عن المسجد الأقصى، إضافة لتصاعد حالات الاعتقال من باحاته وعلى بواباته، حيث رصد نحو (630 حالة اعتقال)، ورغم هذه التشديدات أمَّ أكثر من 4 ملايين مصلٍّ المسجد الأقصى خلال الشهر الفضيل.
واتبعت قوات الاحتلال منذ بداية شهر نيسان سياسة منع الاعتكاف ومنعت حرية العبادة خلال الشهر الفضيل، واقتحمت المصلى القبلي عدة مرات وأخلته من المعتكفين، كان أعنفها في ليلة 14 رمضان بعد اقتحام قوات مدججة بالسلاح المُصلى الساعة الواحدة فجرا، التي اعتدت على المعتكفين والمعتكفات، وأطلقت الرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الغاز السام والصوت صوبهم، ما أدى إلى اشتعال النيران في جزء منه.
ومنعت قوات الاحتلال طواقم الإسعاف التي توجهت إلى المسجد الأقصى المبارك لإسعاف المصابين من الدخول إلى المسجد واعتدت عليهم، ونتج عن ذلك إصابة أكثر من 240 معتكفا ومعتكفة، في حين اعتقلت نحو 440 منهم، وأفرجت عنهم لاحقًا بشرط الإبعاد عن المسجد الأقصى المبارك.
كما جددت استهدافها لمصلى باب الرحمه بشكل خاص ما يدلل على استهدافه مستقبلا للمستوطنين بزعم علاقته بهيكلهم المزعوم، فتعددت اقتحاماته وشددت إجراءاتها في محيطه، وفي 22 نيسان قطعت أسلاك الكهرباء عنه، وخربت التمديدات الكهربائية والإضاءة بداخله.
في السياق، قطعت سلطات الاحتلال أذان العشاء في 24 نيسان، ومنعت المؤذن من إكمال النداء لصلاة العشاء بذريعة وجود احتفال في ساحة البراق.
عمليات الاعتقال:
تصاعدت عمليات الاعتقال التي نفذتها قوات الاحتلال بحق الأهالي في محافظة القدس، إذ جرى رصد نحو (774) حالة اعتقال لمواطنين في كافة مناطق محافظة القدس في نيسان، بينهم أكثر من (26) طفلا، ونحو (16) سيدة، أعلاها تسجيلا فجر الـ 5 من نيسان حيث اعتقل ما يزيد عن (440 مصلٍّ) من داخل المصلى القبلي في الأقصى المبارك.
قرارات الهدم:
أصدرت سلطات الاحتلال 4 أوامر هدم خلال نيسان، وذلك لـ 3 شقق في بلدة الطور، تعود ملكيتها لعائلة أبو جمعة، ولمنزل الحاجة فاطمة سالم في حي الشيخ جراح، إضافة لتوزيع إخطارات الهدم في حي البستان ببلدة سلوان جنوب الأقصى.
قرارات الإخلاء:
طالبت حكومة الاحتلال في 23 من نيسان بإلغاء الالتماس المقدم للمحكمة العليا التابعة للاحتلال لإخلاء الخان الأحمر شرق القدس المحتلة.
المشاريع الاستيطانية:
من أبرز الجرائم وأخطرها التي ينتهجها الاحتلال الإسرائيلي في محافظة القدس، الإعلان عن المشاريع الاستيطانية الجديدة، والشروع في العمل عليها في محاولة لفرض واقع جديد على مدينة القدس، ففي نيسان أعلنت عن 3 مشاريع استيطانية جديدة:
مصادقة بلدية الاحتلال مع اللجنة الفرعية للطرق في مجلس التخطيط الأعلى التابع للاحتلال على 3 مخططات لشق طرق استيطانية بمحيط القدس.
قرار بلدية الاحتلال في القدس بناء حي استيطاني ضخم في منطقة "بيت حنينا"، شمالي المدينة المحتلة، في منطقة تعد ضمن "المناطق المفتوحة" حسب سياسات ومعايير بلدية الاحتلال.
وافقت حكومة الاحتلال على تخصيص 14 مليون شيقل، لإتمام التخطيط وحتى بدء العمل في الطريق المعروف باسم "طريق السيادة"، لتمكين البناء في المشروع الاستيطاني "E1".
استكمل الاحتلال تنفيذ مشروع الجسر الهوائي المعلق في حي واد الربابة، ببلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، والذي يعتبر من أضخم المشاريع الاستيطانية إذ عمل الاحتلال على قلب حي واد الربابة بأكمله.
قرارات محاكم الاحتلال:
فرضت محاكم الاحتلال بحق المعتقلين قرارات مجحفة، تعددت بين إصدار أحكام السجن الفعلي، وفرض الحبس المنزلي، إضافة إلى قرارات إبعاد وغرامات مالية باهظة ومنعهم من استخدام منصات التواصل الاجتماعي، ومنهم من أصدر بحقهم قرارات منع سفر:
أحكام بالسجن الفعلي:
أصدرت محاكم الاحتلال العنصرية (12) حكما بالسجن الفعلي بحق أسرى مقدسيين، من بينها (6) أحكام بالاعتقال الإداري "أي دون تحديد تهمة موجهة لهم بشكل واضح"، إضافة لفرض غرامات مالية باهظة جدا تزيد من معاناة أسرهم.
قرارات بالحبس المنزلي:
رصد 57 قرارا بالحبس المنزلي أصدرتها سلطات الاحتلال بحق مواطنين مقدسيين، وتراوحت مدة القرارات الصادرة من خمسة أيام لتصل لقرارات بالحبس المنزلي المفتوح لحين انتهاء إجراءات محاكم الاحتلال.
قرارات الإبعاد ومنع السفر
صعد الاحتلال من إصدار قرارات بالإبعاد خلال شهر نيسان، إذ رصد نحو (494) قرار إبعاد، من بينها (461) قرارا بالإبعاد عن المسجد الأقصى المبارك، وجددت قراري منع من السفر للمواطنين نهاد زغير، ويعقوب أبو عصب.
جرائم ضد المسيحيين:
فرضت سلطات الاحتلال في 15 نيسان قيودا مشددة على وصول المواطنين المسيحيين إلى كنيسة القيامة بالقدس المحتلة للاحتفال بيوم "سبت النور"، عبر إغلاق عدد من أبواب البلدة القديمة المؤدية للكنيسة، ونصب الحواجز العسكرية في محاولة لمنع وصول المصلين المسيحيين.
واشترط الاحتلال الحصول على تصاريح خاصة للصلاة في كنيسة القيامة، بهدف التحكم في الأعداد المسموح لها بالدخول، وتخلل الاحتفال منع قوات الاحتلال لعدد كبير من المحتفلين بـ "سبت النور" من دخول كنيسة القيامة بالبلدة القديمة من القدس المحتلة، كما اعتدت عليهم بشكل همجي ووحشي.