ضمن سلسلة تقارير .. طلاب غزة ينتفضون ضد إدارة جامعاتهم

حجم الخط

يشكل طلاب الجامعات في قطاع غزة حالة استثنائية عن باقي طلاب العالم , بما يتعرضون له من حروب وضغوطات و مشاكل حياتية صعبة تأثر على مسيرتهم التعليمية , ولكن لو تغاضينا عن كل ذلك ,لا نستطيع أن نتغاضى عن أكثر عامل مؤثر داخل الجامعة وهو الإدارة التي يراها البعض سبب معاناة للطلاب في التعامل معها .

وفي حوار خاص لوكالة " خبر " مع طلاب الجامعات , قال أحدهم , " أنا طالب سنة ثانية في كلية الطب داخل جامعة الازهر , ونحن نعاني الكثير من المشاكل و الأزمات التي تقف جميعها عائق أمام مسيرتنا التعليمية , فعلى سبيل المثال لا الحصر , هناك الأزمة التي يعاني منها جميع الطلاب بكافة الكليات وهي عدم السماح لهم بمعرفة علاماتهم الفصلية و أحياناً المنع من دخول قاعة الامتحان في حال لم يتم إكمال دفع الرسومأما بالنسبة للمشاكل الخاصة بكلية الطب , فقال , " غلاء سعر الساعة التي تصل لـ 90 دينار أي ما يقارب 2000 دولار للفصل كمتوسط سعر , فهذه المبالغ لا يستطيع الطالب الغزي توفيرها.

وعبر عن استياءه بقوله : " كأنهم بيحملونا جميلة بإنه بندرس بكلية  الطب ,"ناهيك عن عدم وجود منح للمتفوقين سوى لأوائل فلسطين فقط , وأيضاً القروض التي نصعب أخذها  ".

أما بالنسبة لمختبرات الكلية أشار بأن الكلية تفتقر لمعمل يرتقي لكلمة " معمل " معنى ومضمون , منوهاً بأن الكلية تفتقر إلى أبسط الامكانيات التي يجب أن تتوفر لكلية الطب , حيث أن معامل كلية الطب لا ترتقي لمستوى العمل , لم يتم تجديدها منذ حوالي 6 سنوات , ومجسمات المعمل غير قريبة من جسم الانسان , ومستهلكة منذ عام (1998) وتم تجديدها ولكن " بلا فائدة " , ونحن بحاجة إلى تطبيق عملي , لا أن يكون 90 % نظري والباقي عملي , - وأحيانا يتم التغاضي عن العملي إطلاقاً- , خاصة في مادة التشريح يجب أن يتوفر مجسم لجسم الإنسان على الأقل.

 وكل ذلك يتم تبريره أن الجامعة مقيدة بعادات المجتمع التي لا تسمح بوجود جثة حقيقية للتشريح , مع أن في كل جامعات العالم يجب أن تتوفر جثة لأن الطب بالذات يتطلب الدقة وأن نرى بأعيننا كيف يتم , وقمنا بتقديم شكاوي عديدة ولكن لا حياة لمن تنادي , ويجب إيجاد بديل عن " الجثث ".

وأنهى حديثه أننا نطالب الجامعة بتخفيض سعر الرسوم وأيضاً بفتح شعب جديدة لنا لأن أعدادنا داخل الدفعة الواحدة تتجاوز 89 طالب وهذا لا يمكن احتماله , وأيضاً التدقيق في المحاضرين أن يكونوا على كفاءة عالية جميعهم , ناهيك عن المطلب الرئيسي بإيجاد معمل للكلية بكافة أجهزته".

وقال طالب آخر, "جامعة الأزهر جيدة ولكن هناك مشاكل كثيرة في إدارتها , سواء بالتعامل مع الطلاب أو بالمنهجية المتبعة في التدريس , فالجامعة تعيق تشكيل مجلس الطلاب ولا تحترم الأطر الطلابية وتتعاون معهم " على حد قوله.

 

وعن جامعة القدس المفتوحة , فكان لنا أيضاً جولة بين الطلاب لنستمع لشكاويهم ومطالبهم , حيث قال أحد كوادر إطار الشبيبة الفتحاوية  , " أن مشاكل الطلاب كثيرة ومعاناة تعاملهم مع الإدارة لا تنحصر ولكن هناك بعض الأمور التي نشعر بالظلم فيها , مثال على ذلك: موضوع الرسوم التي لا مقابل لها , فهناك 10 دنانير مقابل خدمة التكنولوجيا التي لا تتوفر في باحات الجامعة , دينار واحد تأمين حوادث , وواحد دينار لصندوق الطالب , وأيضاً دينار لمجلس الطلاب الغير موجود , ناهيك عن رسوم التسجيل 20 دينار يتم أخذها كل فصل ".

 

وأردف قائلاً , " بالنسبة لرسوم بعض الأمور التي كانت منخفضة وتم رفعها , فهناك , البطاقة الجامعية التي كانت خمس دنانير وأصبحت عشرة دنانير , وكشف الدرجات الذي أصبح 24 شيكل بدلاً عن 12شيكل  وشهادة القيد 12 شيكل بدل عن دينار , والإفادات المالية التي كانت مجانية وأصبحت 12 شيكل , وأما آخر قرارات الجامعة التي صدرت في أيام الحرب الأخيرة على غزة , هي رفع الرسوم من 15 دينار لـ 17 دينار رسوم الساعة واعترضنا عليه وتم تأجيل تنفيذه لفصلين فقط " .

وأضاف , " وأيضاً لا توجد معاملة جيدة للطلاب داخل أقسام الجامعة الإدارية وإن كنا صريحين فهناك تفرقة بين الجنسيين في التعامل عند بعض الموظفين داخل الجامعة , وبالنسبة لموضوع الأطر الطلابية , فهي مخنوقة للغاية ولا يتم إعطائهم الفرصة والحرية بالعمل الطلابي , والجامعة السبب في تعطيل ذلك , أما مجلس الطلاب الذي يتم تشكيله على أهواء البعض من إدارة الجامعة فهو موقف عن العمل ولم يتم انتخاب بديل حتى الآن ".

وختم , " أما بالنسبة للخدمات التي يجب أن تكون بديهية , فموضوع الكافتيريا الجامعية التي لا ترتقي لتكون كافيتريا مدرسة وليس جامعة وأيضاً "الحمامات" السيئة للغاية و مياه الشرب و القاعات الرديئة و المقاعد القديمة , كثيرة هذه المواضيع وقدمنا الكثير من الشكاوي لإدارة الجامعة ولكن لا حياة لمن تنادي "

 

أما عن الجامعة الإسلامية والتي تعد من أهم جامعات غزة , وصفها كثيرون بأن  هدفها الأساسي ربحي قبل أن يكون تعليمي , ويتمثل ذلك في الرسوم الجامعية المرتفعة لكافة التخصصات وكثرة المتطلبات الجامعية التي تشكل ما يقارب 50 ساعة دراسية , وحسب وصف أحد الطلاب بأنها " رأسمالية " .

الشاب محمد كحيل وهو أحد خريجي  كلية الهندسة من الجامعة الإسلامية خلال حوار خاص لوكالة خبر , اختصر استياءه في كلمات مفادها " عمرها ما كانت ولا حتكون الجامعة نظام اداري جيد طول ما المحسوبية والواسطة سائدة , سواء بالتوظيف او التدريس ولا حتى بالتعامل ", مؤكداً بأنه طيلة فترة دراسته وحتى الآن لا يزال النهج المتبع نفسه بالتعامل السيء مع الطلاب سواء من قبل الإداريين أو الأكاديميين , ناهياً حديثه بأن " حتى المنح التي تحصل عليها الجامعة باستمرار لا يرى منها الطالب شيئاً إلا القليل , فهي باختصار قائمة على الرأسمالية المطلقة ".

مضيفاً بأن اهتمام الجامعة بالطالب كخريج معدوم تقريباً حيث أن :" دائرة شئون الخريجين لا توفر فرص عمل لهم بعد تخرجهم والتي من المفترض أن وظيفتها التعاقد مع المؤسسات والشركات لتوظيف الخريجين ".

في حين أكدت طالبة أخرى أنها عانت كثيراً من نظام الجامعة حتى اضطرت في فترة ما أن تنشأ صفحة خاصة بالجامعة على الفيس بوك تحت مسمى " تسقط انتهازية الجامعة " والتي طالبت من خلالها بتوحيد سعر المتطلبات الجامعية , وتحسين معاملة الطلبة , ورفض المحسوبية والمحاباة وسرقة المنح وغيرها .

وأوضحت أن هناك الكثير من المنح تصل الجامعة من جهات خارجية حتى أنه وحسب قولها " الفصل الدراسي الأول كان يصل الجامعة منح بشكل يومي تقريباً , ولا يحصل الطالب إلا على نسبة بسيطة منها في حين تحول النسبة الباقية للجامعة ".

وقد أجمع كثير من الطلاب على أن نظام الجامعة الذي لا يسمح بالاختلاط في مبنى الإدارة وحينما يكون الطالب مجبر على إتمام معاملة يمنع من دخول المبنى إلا في الوقت المخصص له " دون تأخير أو تقديم " , إضافة إلى أن نظام التسجيل للفصل لا يسمح للطالب إلا حين تسديد الحد الأدنى من الرسوم وهو ما يقارب (12) ساعة وفي حال لم يتم دفع ما تبقى من رسوم نهاية الفصل يمنع من معرفة علاماته الفصلية .

شكاوي الطلاب حول جامعاتهم لا تنتهي ونحن لسنا بصدد الذم أو المدح للجامعات وإن كنا استعرضنا بعض المشكلات فهذا لا يعني بالمطلق انتقاص من القدرة التعليمية للجامعات وفضلها على الكثيرين , إلا أننا نطمح فقط للاستجابة لمطالب الطلاب والتي تعد بمثابة حقوق لهم كي يتسنى لهم مواصلة تعليمهم وإتاحة الفرصة للمزيد منهم للتوجه للجامعات دون تردد , ولحماية المسيرة التعليمية لما فيها الفائدة للقضية الفلسطينية بشكل عام . 

يتبع ...