احتفلت الطائفة السامرية، الليلة، بأول أيام عيد "الفسح"، على قمة جبل جرزيم في نابلس، والذي يستمر لسبعة أيام حسب التقويم السامري، ويتذكرون فيه خروج بني إسرائيل من مصر.
ويستذكر السامريون في "الفسح" تحررهم واستقلالهم، فهو يعتبر عيد النجاة بالنسبة لبني إسرائيل، ويقدمون القرابين ويتم شويها وأكل لحومها، وحرق ما تبقى منها حتى يصبح رمادا، ثم يتناول السامريون نبتة شديدة المرارة، لتذكر المعاناة ومرارة الحياة التي عاشها بنو إسرائيل.
ويقول الكاهن حسني واصف: "يصادف هذا العيد في الرابع عشر من الشهر الأول للسنة العبرية حسب التقويم العبري السامري، ويُقام كل عام على قمة جبل جرزيم، ويُطلق عليه عيد "قربان الفسح" لأنّ الله عندما ضرب أبكار المصريين فسح عن أبكار العبرانيين".
ويضيف "لأهمية العيد وعظمته، يقوم السامريون قبل أربعة عشر يوما من هذه المناسبة بأداء الصلوات عند الفجر وعند المغرب في الكنيس السامري برئاسة الكاهن الأكبر وإمام الطائفة، وتستمر كل صلاة مدة ساعة كاملة، حيث يتم قراءة آيات من الشريعة المقدسة التي تروي قصة التحرر من هذه العبودية، وأثناء هذه الأيام يتم تحضير الثمانية تنانير من أجل استيعاب ما يقارب 70 خروفا، لجميع أبناء الطائفة القاطنين في كل من جبل جرزيم وحولون، وأثناء الأربعة عشر يوما يتم جمع الحطب والسريس وأعمدة خشبية لتسهيل انزال وصعود القربان من التنانير.
ويتابع "في العاشر من الشهر الأول للسنة العبرية يقوم السامريون بشراء الخراف قبل خمسة أيام من العيد، على أن يكون الخروف ذكرا كاملا وابن سنته، وبدون عيب، كما جاء في الشريعة المقدسة".
وتختتم طقوس العيد بالحج الكبير إلى أعلى قمة جبل جرزيم، الموقع المقدس لهذه الطائفة، حيث يحجون إليه ثلاث مرات سنويا، خلال أعياد "الفسح" و"الحصاد" و"العرش".
يذكر أن عدد السامريين الذين يصفون أنفسهم أنهم حراس التوراة الحقيقية 800 شخص، يعيش نصفهم في نابلس، والنصف الآخر في "حولون" داخل أراضي عام 1948، ويحتفلون بأعياد التوراة، وعددها سبعة هي: عيد الفسح، وعيد الفطير، وعيد الحصاد، وعيد رأس السنة العبرية، وعيد الغفران، وعيد العرش، والعيد الثامن أو فرحة التوراة، ويحجون ثلاث مرات سنويا على قمة جبلهم المقدس "جرزيم".