أصدر مركز عبدالله الحوراني للدراسات والتوثيق التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، تقريره الشهري حول الانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني خلال شهر كانون الثاني.
وأوضح التقرير أن 22 شهيداً ارتقوا خلال هذا الشهر، على أيدي قوات الاحتلال والمستوطنين، من بينهم 6 أطفال، مشيرا إلى أن من بين الشهداء 3 من قطاع غزة، وشهيد من أراضي 1948، ليرتفع عدد الشهداء منذ اندلاع الهبة الشعبية مطلع تشرين أول من العام الماضي الى 166، بينهم 41 طفلا، و7 سيدات .
كما لا تزال سلطات الاحتلال تحتجز جثامين عشرة شهداء جميعهم من القدس، في خرق صارخ لقوانين حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني .
هدم المباني والمنشآت
قامت سلطات الاحتلال بهدم اكثر من 50 منزلا خلال شهر كانون الثاني، حيث تم هدم 30 منزلاً ومسكنا و21 منشأه ما بين زراعية وتجارية وصناعية، وقد تركزت عمليات الهدم في كل من سلوان وبيت حنينا وشعفاط وجبل المكبر في القدس، بالإضافة الى الخليل ورام الله ونابلس وطوباس، ومن بين عمليات الهدم منازل عائلات الشهداء مهند الحلبي في سردا، وبهاء عليان في القدس، كما أغلقت بالباطون المسلح منزل عائلة الشهيد علاء أبو جمل في حي جبل المكبر جنوب القدس المحتلة.
وفي ذات السياق، هدمت قوات الاحتلال 11 منشأه لبدو في تجمع أبو النوار في عرب الجهالين شرق بلدة العيزرية، من بينها 5 منشآت سكنية يقطنها 25 مواطنا، بالإضافة إلى هدم ثلاث مساكن في تجمع جبل البابا قرب القدس يقطنها 20 مواطنا، تركوا في العراء بعد هدم المساكن بالكامل. فيما قررت سلطات الاحتلال هدم وترحيل سكان منطقة عين الرشاش الواقعة بالقرب من قرية قصرة جنوب نابلس بداية شباط القادم، والبالغ عددهم 85 مواطنا وهدم كافة بركساتهم الزراعية البالغ عددها 30 بشكل كامل. كما هدمت منزلين في مدينة الطيبة ومسجداً في أراضي 1948 .
وأخطرت سلطات الاحتلال بهدم 23 منزلا ومنشأه للمواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية، من بينها 6 منازل لعائلات شهداء وأسرى، بزعم تنفيذهم عمليات .
تهويد القدس
تواصل حكومة الاحتلال الإسرائيلي سياستها في تهويد مدينة القدس وفرض إجراءات عقابية مشددة ضد المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم، فقد كشف النقاب عن ما يسمى "صندوق إرث حائط المبكى" عن مشروع لبناء كنيس ثالث قرب حائط البراق، وبدء إقامة الطابق الرابع من "بيت شترواس" جنوب المسجد الأقصى، ما أدى الى تدمير وتخريب آثار عريقة أغلبها من الفترات الإسلامية .
وفي خطوة عقابية جديدة قام الاحتلال بقطع مخصصات التأمين الوطني (يشمل ذلك التأمين الصحي، مخصصات الأولاد، ضمان الدخل، والشيخوخة)، عن مرابطين ومرابطات في المسجد الأقصى تعرضوا للاعتقال وأبعدوا عن باحاته بقرار من مخابرات الاحتلال دون وجود أي مبرر قانوني.
وفي إجراء جديد آخر منذ بداية الأحداث الأخيرة، قام وزير داخلية الاحتلال آرييه درعي، بسحب الهويات المقدسية وحق الإقامة في القدس المحتلة من 4 شبان فلسطينيين، بحجة تنفيذ عمليات قتل فيها إسرائيليون، وفي ذات السياق، واصل عشرات المستوطنين المتطرفين اقتحام باحات المسجد الأقصى بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال، كما قامت بلدية الاحتلال بوضع عشرات الأطنان من نفايات المدينة في جزء من المقبرة اليوسفية في الجهة الشرقية من سور القدس بسبب إضراب عمال بلدية الاحتلال، بالإضافة إلى ذلك صادقت بلدية الاحتلال في القدس على إنشاء خط جديد للقطار الخفيف، سيمتد على مسافة 20 كيلومترا ويربط بين مستوطنة "غيلو" جنوب القدس المحتلة ومستوطنة "راموت" شمالا، مرورا بمركز المدينة.
وفي ذات السياق استولت جمعية "العاد الاستيطانية" على بناية سكنية جديدة في حارة بيضون بوادي حلوة، في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى. كما تم الاعتداء على "دير بيت جمال" غرب القدس المحتلة، بتكسير عشرات الصلبان في المقبرة التابعة للدير، في تعد جديد على الكنائس والاديرة والمقابر المسيحية. وكشفت مصادر إسرائيلية النقاب عن أن وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية وضعت خطة مؤخراً بهدف أسرلة المدارس الفلسطينية في القدس من خلال تقديم اغراءات مختلفة بهدف تغيير المنهاج الفلسطيني وتقديم ميزانيات وتسهيلات خاصة .
الاستيلاء على الأراضي والاستيطان
استمراراً لسياسة الاستيلاء على الأرض وطرد المواطنين منها، استولت سلطات الاحتلال على نحو 3221 دونما من الأراضي المملوكة للمواطنين الفلسطينيين خلال شهر كانون الثاني، حيث أعلنت نيتها مصادرة 1540 دونماً من أراضي مدينة أريحا، وقررت تحويلها الى أراضي دولة بقرار من المستوى السياسي الإسرائيلي، وبحسب القرار الذي نقلته القناة السابعة في تلفزيون إسرائيل، فإن المستوى السياسي قرر ان يتم تحويل هذه الاراضي الى اراضي دولة مع امكانية الاستفادة منها للاستيطان الإسرائيلي، وبحسب وسائل الإعلام الاسرائيلية، فان القرار اتخذ من قبل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير جيش الاحتلال موشيه يعالون، اللذين طلبا اتخاذ كافة الإجراءات الفنية والقانونية.
وفي ذات السياق، وافقت ما تسمى المحكمة العليا الإسرائيلية على إعلان 1341 دونما من الأراضي الخاصة في قرية نحلة جنوب بيت لحم كأراضي دولة، في خرق واضح لقواعد القانون الدولي .
وذكرت صحيفة "هآرتس" في عددها الصادر بتاريخ 6/1/2016 أن وزير جيش الاحتلال موشيه يعلون، صادق على ضم "بيت البركة" ومساحة من الأرض تقدر بنحو 40 دونما، الى المخطط الهيكلي لما يسمى المجلس الإقليمي "غوش عتصيون".
كما شرعت قوات الاحتلال بتسييج نحو 300 دونم من الأراضي الزراعية في بلدة يعبد جنوب غرب جنين، واعتبارها منطقة عسكرية مغلقة، وذلك لتوسيع حاجز"دوتان" العسكري المقام على مدخل مستوطنة 'مابو دوتان' المقامة عنوة على أراضي بلدة يعبد جنوب غرب جنين .
كما قررت الحكومة الإسرائيلية مصادرة مئات الدونمات على الطريق الواقع بين مفترق حوارة ومفترق جيت على طريق "يتسهار" نابلس، الواقع جنوب المدينة، من اجل إقامة ستة أبراج عسكرية اسرائيلية لحماية طريق المستوطنين، الأمر الذى يعني مصادرة الأراضي وحرمان المواطنين من الوصول الى اراضيهم، كما قامت بتجريف مشتل زراعي بالمنطقة.
الى ذلك، أقرت وزارة الجيش الاسرائيلي خططاً لبناء 153 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنات الضفة الغربية المحتلة، حسب ما اعلنه متحدث باسم منظمة "السلام الآن" الاسرائيلية، وتتعلق هذه الخطط ببناء مساكن بالقرب من مستوطنة "ارييل" ومجمع مستوطنات "غوش عتصيون" الاستيطاني.
وأظهرت دراسة ان الاحتلال الإسرائيلي لمناطق 1967 يكلف الفلسطينيين خسارة 58% من الناتج المحلي الفلسطيني، لأن المستوطنين يستغلون الأرض والموارد الطبيعية الأخرى التابعة للفلسطينيين.
الجرحى والمعتقلون
بلغ عدد الجرحى والمصابين على أيدي قوات الاحتلال نحو 180 مصاباً من بينهم 10 أطفال، ومن بين المصابين نحو 30 من قطاع غزة، كما اعتقلت قوات الاحتلال نحو 460 مواطنا في الضفة الغربية، بينهم 38 طفلا و3 سيدات .
اعتداءات المستوطنين
تتوالى اعتداءات عصابات المستوطنين على المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم بحماية وغطاء جنود الاحتلال، فقد قام المستوطنون بأعمال عربدة استفزازية في مدينة الخليل واقتحموا بنايتين في المدينة بدعوى شرائهما، وقام جيش الاحتلال بإخلاء المستوطنين تحت مبرر عدم المصادقة على الشراء.
ونشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية عن مخطط لإقامة حزام استيطاني حول الحرم الإبراهيمي لربطه بمستوطنة كريات أربع، وكشفت أيضاً عن صفقات مشبوهة يقودها المتطرف شلومو ليفنغر للسيطرة على العقارات الفلسطينية بالخليل.
كما اندلعت النيران في مبنى في القدس تتواجد فيه مكاتب منظمة "بتسيلم" – المركز الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة، فيما تشتبه خدمة الإطفاء أن الحريق ناتج عن عمل متعمد ضد هذه المنظمة التي تعمل على فضح ممارسات الاحتلال في الضفة الغربية المحتلة .
وأقدمت سلطات الاحتلال على مصادرة مجموعة من الآليات التي كانت تعمل في شق وتأهيل طريق زراعية في قرية عين البيضاء بالأغوار الشمالية، وفقا للإغاثة الزراعية.