أكّد وزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي، اليوم الأحد، أنّ ما مارسه الاحتلال الإسرائيلي من انتهاكات وجرائم يومية بحق شعبنا الفلسطيني، يشكل خطرًا لا بد من التوقف أمامه من الجامعة العربية ومن مجلس الأمن الدولي.
جاء ذلك خلال تصريح للصحفيين، صدر عنه على هامش أعمال اجتماع وزراء الخارجية العرب في دورته غير العادية، بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية في العاصمة المصرية القاهرة، لبحث آخر تطورات القضية الفلسطينية والانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني.
وقال المالكي: إنّ "هناك قضيتين رئيسيتين، الأولى أمام مجلس الجامعة، وتتلخص في أنه منذ قدوم الحكومة الإسرائيلية الجديدة الفاشية المتطرفة للحكم في "إسرائيل"، وهي ترتكب المجازر بشكل يومي بحق الشعب الفلسطيني، حيث لا يمر يوم إلا أن يكون هناك شهداء، وتهدم منازل، ولا يمر يوم إلا وهناك استيلاء على الأراضي وحصار للمدن الفلسطينية، كما هو الحال في أريحا ونابلس وجنين، والمخيمات الفلسطينية".
وأضاف أنّ الموضوع الثاني يتعلق بالخامس عشر من الشهر الجاري، الذي يصادف الذكرى الـ75 للنكبة الفلسطينية، وهي مأساة ليست للشعب الفلسطيني فقط، إنما مأساة للبشرية جمعاء والإنسانية، وأنه لأول مرة في التاريخ تقوم الأمم المتحدة بإحياء هذه الذكرى في مقر الجمعية العامة بنيويورك، حيث سيشارك الرئيس محمود عباس، لتذكير العالم بالغبن الذي لحق بالشعب الفلسطيني، وتحميل المجتمع الدولي المسؤولية حيال هذه المأساة.
وتابع: إنّ الأسرى والمعتقلين أيضا قضية مستمرة يجب التذكير بها، خاصة ما حدث مؤخرًا بشأن الشهيد الأسير خضر عدنان، وما تم معه من انتهاك في داخل السجون الاحتلال، بالإضافة للجرائم الإسرائيلية الممنهجة اليومية التي تحتاج إلى توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني الأعزل، وأن يتم اتخاذ إجراءات عقابية بحق دولة الاحتلال، دولة الأبارتهايد، التي ما زالت ترتكب الجرائم والمجازر بحق الشعب الفلسطيني.
وأشار إلى أنّ المجلس سيتبنى مشروع بيان في الجلسة الخاصة الطارئة حول القضية الفلسطينية اليوم، إذ هناك بند أساسي بشأن الأسرى والمعتقلين، خاصة بشأن الشهيد خضر عدنان، بالإضافة إلى الانتهاكات الإسرائيلية والجرائم اليومية، والذي سيؤسس لخطوات لاحقة من الجامعة العربية ومن ثم المنظمات الدولية، خاصة أن هناك قرار رقم 908 لمجلس الأمن الذي يتحدث عن الحماية الدولية وعن تجريد المستوطنين من السلاح.
ولفت إلى أنّه "تم الطلب من الأمين العام للأمم المتحدة تقديم مقترحات حول توفير آليات للحماية الدولية للشعب الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية المحتلة خلال الأسبوع الماضي، عندما قمت بزيارة إلى نيويورك".
وفيما يتعلق باحتجاز الاحتلال لجثامين الشهداء، شدّد المالكي، على أنّ "هذا مخالف للقوانين والأعراف الدولية والقانون الدولي الإنساني، كما أن هناك مقابر الأرقام حيث تم دفن العديد من هؤلاء في مقابر غير معروفة، ووُضعت أرقام دون أي مسميات على قبورهم، بدل أن يعطى لهؤلاء الاستحقاق الذي يستحقونه من خلال تكريمهم من أسرهم وتوديعهم".