بعد عملية اسمتها اسرائيل السهم الواقي واغتالت فيها فجر اليوم ثلاثة من قادة سرايا القدس / الذراع العسكري لحركة الجهاد الاسلامي مع عدد من اقاربهم وابناء عائلاتهم وبعض زوجاتهم بحصيلة بلغت ١٢ شهيدا و٢٠ جريحا حسب بيان وزارة الصحة الفلسطينية، تتجه انظار العالم وتتمحور حول سؤال مهم وهو : هل ترد المقاومة الفلسطينية على الجريمة الاسرائيلية وتتدخل حماس ويكون ردها قاسيا ؟
في اسرائيل اعلنت الجبهة الداخلية ايقاف الحركة والنشاطات والاجتماعات والدراسة الجامعية والمدرسية على مسافة ٤٠ كيلومترا من قطاع غزة مع تغيير حركة الطيران من مطار اللد واغلاق الشواطئ في مدن الجنوب الرئيسية وايقاف شبه تام لحركة القطارات والسماح فقط بحركة العمال بشرط توافر مناطق وملاجئ آمنة في مناطق عملهم ، وكل هذه الاجراءات تحسبا لرد فلسطيني محتمل ووارد ..
بموازاة ما يجري على الميدان من تطورات متسارعة فان الجهود الدبلوماسية الدولية تحركت سريعا وتتركز حاليا على اقناع حركة حماس بعدم الرد لان ذلك من شأنه ان يؤدي الى فتح المعركة والمواجهة على مصراعيها حيث نقلت مصر رسالة من الجانب الاسرائيلي الذي هدد فيها حماس من مغبة انضمامها للمواجهة معتبرا ان عملية السهم الواقي استهدفت الجهاد الاسلامي بادعاء تشكيله مصدر ازعاج واطلاقه الصواريخ على مستوطنات غلاف قطاع غزة وان اي رد او تدخل من حماس سيؤدي الى اتساع رقعة المواجهة واغتيال قادتها ايضا …
حماس التي اصدرت بيانا نعت فيه الشهداء بعد الجريمة الاسرائيلية لم ترد على الرسالة الاسرائيلية بواسطة مصر وهي تقف في موقف محير ، فهل تتدخل وترد على القصف الاسرائيلي كما اعلن عدد من قادتها بأن الجريمة الاسرائيلية لن تمر مر الكرام وبالتالي تتحمل مسؤولية وعواقب كل ما يحدث كما يريد الجانب الاسرائيلي ام انها ستضع مرة اخرى ومرارا وتكرارا مصلحة مواطني قطاع غزة الابرياء وخصوصا الفقراء لتجنيبهم المزيد من عمليات سفك الدماء لا سيما وان القطاع لا زال يئن تحت جراح المواجهات والمعارك الطاحنة السابقة ويحتاج لوقت طويل للتعافي منها ومن اثارها المدمرة …
قد يرد الجهاد الاسلامي الذي يبدو خارج المعادلات والاتفاقيات لكن التوقعات تشير الى ان الرد سيكون محدودا خشية انفجار الوضع في قطاع غزة لا سيما وان كل الجهود تنصب حاليا على ضرورة حماية مواطني القطاع من حرب جديدة تحمل في طياتها ويلات لا تحصى ولا تعد وقد تكون نتائجها مدمرة وقاسية على الشعب الفلسطيني في القطاع المحاصر والحزين …
من خلال التجارب الاخيرة والاحتكاكات المباشرة التي وقعت بين اسرائيل والجهاد الاسلامي فقط والرد الخجول من الطرفين مما منع الانتقال الى مواجهة وحرب شاملة يتضح بما لا يدع مجالًا للشك ان حماس غير معنية بفتح مواجهة جديدة مع اسرائيل سواء بقناعة للتحول نحو الساحة الدبلوماسية وتغيير النهج والسلوك ولو مرحليا من جانب او لتجنيب مواطنيها في قطاع غزة الدمار والقتل والهلاك من جانب اخر والحرص على الوصول الى صيغة يمكن من خلالها مستقبلا فتح آفاق جديدة امام مواطني غزة الفقراء وفتح فرص العمل امام العمال بشكل لافت حرصا على توفير لقمة العيش بكرامة …
هذه المرة ايضا حتى وان كانت العملية الاسرائيلية موجعة ومؤلمة وقاسية فان كل التوقعات تشير الى ان حركة حماس ستتجنب الدخول بالمواجهة ليس خوفا وخشية من اسرائيل وانما من اجل الحفاظ على مواطني قطاع غزة وحمايتهم من البطش الاسرائيلي في ظل امتلاك اسرائيل قدرات وامكانيات عسكرية هائلة تساعدها على استهداف قطاع غزة بسهولة …
ويبقى السؤال الاخير مفتوحا على كل الاحتمالات والاجوبة : هل تكون هناك معادلة جديدة في تعامل حركة حماس مع الواقع الحالي وتؤثر على استراتيجيتها ونهجها وعلاقاتها وتؤدي الى انفتاح اكثر على الساحة الدبلوماسية ام انها ستكون مرحلية ومؤقتة لا سيما وان الحديث هنا يدور عن عدو اسرائيلي لا يؤتمن جانبه لانه لا يعترف بالاتفاقيات ولا المبادرات الاممية والدولية والعربية ويضرب بها عرض الحائط ويحقق مآربه واهدافه القائمة على سياسة قتل واغتيال الفلسطينيين واستمرار فرض الحصار عليهم في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس ايضا ، وهنا تجد حماس نفسها في خندق الرد لانها ستصبح على المحك وتتحمل مسؤولية كل شيئ وتأخذ على عاتقها رد الاعتبار للشعب الفلسطيني ومقاومته ام انها ستتجه نحو الحفاظ على حياة واملاك المواطنين الابرياء والفقراء في القطاع …
سؤال تجيب عليه فقط الساحة المتأججة والملتهبة خلال ايام معدودة وربما ساعات قليلة .