بقلم: بكر التركماني

من يحتاج الرد أكثر؟ 

بكر التركماني
حجم الخط

غزّة - وكالة خبر

قد يستغرب الكثير صمت المقاومة الفلسطينية في ردها على الجرائم التي قام بها الاحتلال الغاشم في قطاع  غزة باغتيال عدد من قادة المقاومة والأطفال والنساء بتاريخ 2023/5/9 والتي وصلت إلى 15  شهيد  فلسطيني ناهيك عن الترويع والصدمة لألاف الأسر وما تبعه من أحداث في الضفة الغربية. وهي عملية مشابهة باسلوبها لعملية سابقة في العام 2022.

وما تبع ذلك من إجراءات اتخذها العدو باخلاء مناطق  سكنية وفتح الملاجئ وإغلاق قطاع غزة بالكامل 

ولكن يجب أن نعي تماماً أن هذا الصمت له دلالات سواء على المستوى السياسي أو العسكري يجب أن نعيها أهمها

1. أن المقاومة الفلسطينية موحدة، وهذا أهم شئ، فأن تضبط جميع أفرادك من مختلف التنظيمات يدل على وحدة موقف ورأي.
2. العدوان التقليدي يحتاج إلى رد غير تقليدي، وقد يكون الصمت بحد ذاته رد.
3. في العلوم العسكرية الحرب المعنوية أثرها أكبر بكتير من الاشتباك العسكري المباشر خاصة وأننا كفلسطينيين لا نملك القوة العسكرية والاستخباراتية مقارنة بالعدو.
4. العدو يبذل مجهوداً بل ويضغط من أجل استفزاز المقاومة للقيام بردها التقليدي وهو إطلاق الصواريخ وهذا لم يحدث والمتوقع ان يقوم الاحتلال بتنفيذ اغتيال جديد لجر المقاومة وانهاء الجولة وفق خطته.
5. الصمت دلالة على أن الاحتلال فشل في تشتيت الساحات، ووحدة الموقف هي أعظم الردود.
6. عدم رد المقاومة حتى اللحظة دليل على أنها تجاوزت مرحلة ردود الأفعال وأن هناك استراتيجية جديدة لمواجهة العدو.
7.  وحدة الموقف الصامت حتى الآن رد على وحدة الموقف لدى الكيان في اي اعتداءات على أبناء شعبنا. 
8. اثبت الصمت حتى اللحظة أنه يحافظ على قوة الردع لدى الفصائل الفلسطينية.  فإن أفضل الأعمال العسكرية هي تحطيم جهوزية العدو  دون قتال. فالحيلة أساس فن الحرب. والمفاجئة في ال.حرب النفسية تتطلب حسابات أكثر تعقيدا من الحرب المادية. 

ليس مطلوب منا مع هذا العدو المجرم أن ننتصر دائما بمزيد من إراقة الدماء.

ليس مطلوب منا أن نضغط على المقاومة بأن ترد بعمل مادي كاطلاق الصواريخ مثلا فصمتها هذه المرة مختلف وله دلالات، فعملية الاغتيال التي تمت بذات الطريقة وذات المناصب في فترة لا تتعدى عام واحد تحتاج لمراجعة داخلية وهي الأولى.

المطلوب الآن هو تعزيز الروح المعنوية للمواطنين الفلسطينيين فهذا هو النصر وتعزيز صمودهم وصبرهم، وقد يكون الأصوب هو دعوة المواطنين بالقطاع بالعودة للحياة الطبيعية مع العمل على رد الاعتبار  بما يليق بحجم الجريمة.