عضو مكتب سياسي بالجهاد: لا يمكن للمجازر أن تمر دون رد قوي في العمق الإسرائيلي

قصف
حجم الخط

بيروت - وكالة خبر

قال عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين وممثلها في لبنان، إحسان عطايا، إن الرد على اغتيال قيادات من الحركة أمر "طبيعي" وكان لا بد من ضربه في العمق جراء ما ارتكبه من "مجازر".

وأضاف عطايا في حديث خاص لوكالة أنباء العالم العربي (AWP): "ارتكب العدو الإسرائيلي مجزرة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، حيث استهدف نساء وأطفالاً من المدنيين". 

وتابع: "قمنا بتكتيك وردّ مدروس، وحرصنا على وحدة الموقف الفلسطيني في الرد على هذا العدوان، إذ حققنا فيه مفاعيل الرد العسكري قبل أن يبدأ، حيث تم إخلاء المستوطنات في غلاف غزة، وتعطيل الكثير من المؤسسات، إضافة إلى شلل كبير على مستويات مختلفة".

ومضى عطايا قائلاً: "إن الجانب الإسرائيلي "سارع إلى إدخال الوساطات، في محاولة منه لاستيعاب رد حركة الجهاد الإسلامي وفصائل المقاومة في غزة بشكل عام".
وأردف: "لمسنا من الشعب الفلسطيني في غزة مطالبته بالرد على هذه المجزرة بما يتناسب مع حجمها، واستطاعت حركة الجهاد مع فصائل المقاومة الفلسطينية بشكل عام أن توجه ضربة قوية لهذا العدو، فأربكته وشلت حركته، وعطلّت حركة الملاحة الجوية، ما دفع العدو إلى استجداء وقف إطلاق النار". وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة اليوم الجمعة، عن استشهاد مواطن متأثراً بإصابته في شمال القطاع، ليرتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 31 شهيداً وأكثر من 90 مصاباً. 

وقال: "رغم استشهاد قادة في حركة الجهاد، ما زالت إدارة المعركة تحت السيطرة والتحكم بشكل كبير، ولم تتأثر على الرغم من خسارة هؤلاء القادة". وأضاف: "الرد الصاروخي ما زال قائماً بدقة وحكمة وحنكة، وبتوقيت يُربك العدو، وعلى مساحة تُربكه، وهذا الأداء شكّل عامل قوة إضافية لحركة الجهاد".
وأكد "رغم خسارة القادة، فإنهم ما زالوا يشكلون رافعة للمقاومة، كما أنهم يزيدون من عزيمة أبناء الشعب الفلسطيني ومقاومته في استمرارهم على هذا النهج والطريق حتى تحقيق الأهداف المرجوة، وعلى رأسها تحرير الأسرى والقدس والمقدسات وكامل فلسطين". وكانت إسرائيل قد بدأت يوم الثلاثاء الماضي، هجوماً على قطاع غزة أسفر عن عدد من الشهداء، بينهم أربعة من قادة الجهاد الإسلامي. 

المواجهة "مستمرة" ‏

وحول جولة التصعيد في غزة، قال عطايا: "سوف تستمر جولة المواجهة حتى تحقيق أهدافها".
وعن جهود وقف إطلاق النار، قال: "نحن من جهتنا لا نعتقد أن الحديث عن وقف إطلاق النار، في ظل الإمعان في الاغتيالات واستهداف قادة حركة الجهاد، مُجد، نظراً لأن العدو يريد أن يستفيد من الوساطات من جهة، ومن جهة أخرى يستهدف قيادات المقاومة ويعمل على إضعاف قدراتها وكسر قوتها". وأكد "ما زلنا في بداية هذه الجولة القتالية، ولا يمكننا التحدث عن وساطات وتهدئة والعدو ما زال يمعن في الاغتيالات والقتل والاستهداف". وأضاف: "دَيدن العدو الإسرائيلي هو الإجرام، ونحن من المفترض أن نتصدى له، وهذه الجولة من المواجهات قائمة، والحرب سجال"، مضيفاً: "نحن في حرب مفتوحة مع هذا العدو حتى هزيمته وتحرير أرضنا ومقدساتنا وأسرانا". ومضى قائلاً: "في هذه الجولة نحن مرتاحون في الوقت، ليس لدينا مشكلة في المدى الزمني الذي يمكن أن تمتد فيه، أما من يشعر بالضغط فهو العدو الإسرائيلي، وعلينا عدم إخراجه من هذا المأزق". وتابع: "الرأي العام في غزة يطالبنا برد يتناسب مع حجم المجزرة التي ارتكبها العدو، لذلك علينا ألّا نخيّب أمل شعبنا الفلسطيني في ردّنا على هذا العدوان والإجرام". جهود الوساطة 
وحول جهود الوساطة المصرية، قال عطايا ‏"تواصلت مصر منذ اللحظات الأولى وحتى الآن مع قيادات فلسطينية عديدة"، مضيفاً: "المطلوب اليوم من الوسطاء أن يشكلوا عامل ضغط على العدو الإسرائيلي بكل الوسائل المتاحة لكف يده ووضع حدّ لاعتداءاته الإجرامية والهمجية واستخفافه بكل العالم".

كانت مصادر في حركة الجهاد الإسلامي قد صرحت لوكالة أنباء العالم العربي أمس الخميس، بأن وفداً قيادياً من الحركة وصل إلى القاهرة لبحث الوصول إلى اتفاق من أجل وقف إطلاق النار، عقب دعوة من المخابرات المصرية. ‏ وطالب الجميع بأن يتحمل مسؤوليته تجاه ما يجري على الأراضي الفلسطينية، ولا سيما في غزة، وأن يتخذ موقفاً واضحاً، وشدد على أن ما جرى مؤخراً من قصف طال أطفالاً ونساء ومدنيين "يعد جريمة تحتاج إلى موقف واضح من الجميع، وضاغط على الكيان الإسرائيلي". وشدد عطايا على أن حركة الجهاد حرصت في هذه الجولة على أن يكون هناك إجماع وطني فلسطيني موحد؛ لرفض هذا العدوان الإسرائيلي "وبالتالي استطاعت أن تُفشل محاولات العدو الإيقاع بين الفصائل الفلسطينية". وأهاب بالعالم أن يتدخل لإيقاف ما وصفه بالاعتداء الدائم على الشعب الفلسطيني. 

وقال: "عندما يستهدف العدو شعبنا الفلسطيني، ‏لا يمكن أن يُطالب المعتدى عليه بأن يتنازل أو يرضى بما فُرض عليه من أمر واقع".

وختم حديثه قائلاً: "نحن نعول أيضاً على أبناء شعبنا الفلسطيني في القدس والضفة، إذ أن المقدسيين أثبتوا جدارتهم دوما بأنهم قادرون على التصدي لهذا العدو الإسرائيلي وكسر إرادته في أكثر من محطة، على مدار تاريخ نضالنا الفلسطيني".