أجمع محللون وخبراء عسكريون في وسائل الإعلام الإسرائيلية اليوم، الأحد، غداة وقف إطلاق النار بين "إسرائيل" وحركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة، على أن "إسرائيل" لم تحقق أهدافًا هامة في عدوانها، باستثناء اغتيال قياديين عسكريين في الجهاد، وأن عدوانا آخر على غزة هو مسألة وقت ليس أكثر.
وبدوره، أشار المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، إلى أنّه طوال نهاية الأسبوع الماضي علقت إسرائيل أملها على أن تنجح المخابرات المصرية بتحقيق وقف إطلاق نار يبقى صامدًا بعد دخوله إلى حيز التنفيذ. "وبدا، ليس لأول مرة، أنه أسهل على الحكومة الإسرائيلية أن تبدأ عملية عسكرية في غزة من إنهائها".
وقال هرئيل: "إنّ إسرائيل"، رغم تفوقها العسكري الواضح والضرر المحدود الذي ألحقته الجهاد بها، واجهت صعوبة في إملاء إستراتيجية خروج من العملية العسكرية. فقد كان واضحًا لـ"إسرائيل" أنها لن تربح الكثير من استمرار العملية العسكرية، وأنه كلما طالت سيكون من الصعب رصد واستهداف أهداف في غزة. كما أن استهداف مدنيين فلسطينيين بالخطأ سيزداد وحسب. وهذا هو سبب توصية الجيش الإسرائيلي والشاباك، منذ الخميس الماضي، بالسعي إلى وقف إطلاق النار".
وأضاف: "استمرار المعركة كان ينطوي على خطر على صناع القرار في المستوى السياسي الإسرائيلي، بأن استمرار إطلاق القذائف الصاروخية على الجبهة الداخلية الإسرائيلية يمكن أن يدفع الجمهور إلى فقدان صبره وتراجع تأييده لخطوات الحكومة".
ولفت هرئيل إلى أن "مفتاح وقف إطلاق النار لم يكن بالضرورة بأيدي "إسرائيل" وربما استخلصت الجهاد دروسًا من جولة القتال السابقة، في آب/أغسطس الماضي، وسعت إلى مواصلة المواجهة لفترة أطول. وحتى بدون إلحاق خسائر كثيرة في الجانب الإسرائيلي، فإن مجرد القدرة على مواصلة الصمود في مواجهة مع الجيش الإسرائيلي يمكن اعتبارها إنجازا بحد ذاتها. وإسرائيل، رغم نجاحها العسكري الأولي، كانت حبيسة حتى مساء أمس في فخ يُصعّب إنهاء العملية العسكرية، وأوضح بشكل كبير عدم وجود مخرج للوضع الإستراتيجي الشامل في غزة".
من جانبه، قارن رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي الأسبق، غيورا آيلاند، في "يديعوت أحرونوت" العبرية، بين نوعين من العمليات العسكرية الإسرائيلية. النوع الأول هدفها محدود والحفاظ على الوضع القائم، والنوع الثاني هو تغيير الوضع من أساسه. والعدوان الأخير على غزة هو من النوع الأول.