"أوكرانيا تُبرر التصريحات بشأن قتل الروس"

لافروف يستشهد بمثلٍ عن "الديك الفرنسي" بشأن ماكرون: الصباح لا يشرق بالصياح

لافروف
حجم الخط

موسكو - وكالة خبر

اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الرئيس الفرنسي ماكرون بأنه يتفهم عجزه بنفسه، ويشعر بالتبعية للولايات المتحدة الأمريكية، إلا أنه لا يستطيع أن يفعل شيئا.

جاء ذلك في حديث للافروف مع قناة "تسارغراد"، اليوم الأربعاء، قائلًا: "يشبه ذلك ما يقولونه بأن صياح الديك لا يجلب الصباح"، مشيرا إلى أنه يظن بعدم ارتياح إيمانويل ماكرون لتبعية أوروبا للولايات المتحدة الأمريكية، ورغبته في الاستقلال الأوروبي عن سياساتها، وله لذلك "الشرف والثناء"، إلا أنه لن يستطيع أن يفعل شيئا حيال ذلك.

وأضاف، أنن روسيا لن تعتمد بعد الآن على الغرب كشريك يتمتع بالحد الأدنى من قابلية التفاوض، لكن روسيا، في الوقت نفسه، "ستعمل مع بقية العالم".، مشيرًا إلى أن الغرب، حتى قبل العملية العسكرية الروسية الخاصة بأوكرانيا، كان متورطا في الحماية الحصرية لنظام كييف بدلا من الانخراط في الدبلوماسية.

وأكد على أن الغرب يواصل تصعيد الموقف في أوكرانيا "بهدف القضاء على روسيا"، وردا على ما يقولونه من أن "روسيا أدارت ظهرها للغرب"، قال لافروف: "لم يدر أحد ظهره لأحد، أو بالأحرى فقد ابتعد الغرب نفسه، وداس على مصالحه بنفسه".

كما أشار  إلى أن تراجع التصنيع في أوروبا يسير بوتيرة هائلة بسبب العقوبات ضد روسيا، وتدخل الولايات المتحدة في اقتصادات دول الاتحاد الأوروبي، حيث تشتكي الآن دول إفريقيا وأمريكا اللاتينية من أن الغرب "أرهقهم" بمطالباته الانضمام إلى العقوبات المناهضة لروسيا.

وعلى جانب آخر، قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إن أمانة الأمم المتحدة، تتجه نحو انحدار غير مقبول وشنيع، تجلى بعدم تعقيبهم على تصريحات رئيس المخابرات الأوكرانية كيريل بودانوف حول الهجمات الإرهابية ضد الروس.

وأضافت في مقابلة مع إذاعة "سبوتنيك": "القضية هي أننا نتحدث عن عدم جواز انحطاط الأمانة العامة للأمم المتحدة، والمظاهر التي نراها شنيعة. لا أعرف ولا أستطيع أن أتخيل شخصا يمكنه أن ينظر في أعين الناس، بعد ذلك".

وفي وقت سابق، اعترف بودانوف بتورط كييف في هجمات إرهابية ضد شخصيات روسية معروفة.

وقال بودانوف، في هذا الصدد: "لقد وصلنا إلى الكثيرين بالفعل. هناك حالات إعلامية وعامة، أصبحت في متناول الجمهور، كما يقولون".

وحين طلب من دوجاريك التعليق على تصريحات المسؤول الأوكراني، قال، إنه لم يسمع التصريحات، ولا يمكنه التحدث عن صحتها، لكن الأمم المتحدة تعارض أي أعمال إرهابية.

وردا على ذلك، أشارت زاخاروفا، إلى أن أي قرار أو إعلان للأمم المتحدة، يؤكد "استحالة تبرير الأعمال الإرهابية لأي سبب" وفي ذات الوقت، أكدت أن تصرفات كييف غير مقبولة في حد ذاتها، ورد فعل المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، غير مقبول أيضا.

وأضافت: "من المستحيل الإشارة إلى حقيقة أن المتحدث باسم الأمانة العامة للأم المتحدة ستيفان دوجاريك ليس لديه خبرة. لكن توضح لي خيارات عدة: الأول هو مجرد عدم الحرفية؛ حيث هناك خبرة، ولكن الحرفية أقل وأقل".

وتابعت، "الثاني هو الانتماء والتمسك بوجهة نظر واحدة فقط. والثالث، هو الخلل في جمع المعلومات بأكملها في الأمانة العامة للأمم المتحدة، والتي لا تستطيع تنظيم عملية موضوعية لرصد وتتبع المعلومات .. لا شيء مما سبق، مقبول".

يذكر، أن تصريحات بودانوف جاءت ردا على سؤال للمدون الأوكراني سيرغي إيفانوف، حول ما إذا كانت كييف "ستصل" إلى رئيسة تحرير مجموعة "روسيا سيغودنيا" و"آر تي"، مارغاريتا سيمونيان، ومقدم البرامج التليفزيونية فلاديمير سولوفيوف، والفيلسوف والمفكر الروسي ألكسندر دوغين.

وحول التورط في الهجوم الإرهابي ضد الكاتب زاخار بريليبين، رفض بودانوف "الحديث عن شخص بعينه"، مضيفًا "عندما يصبح الحديث عن شخص ما، سأكون مضطرا لإجابتك كما تجيب تقليديا أية أجهزة أمنية في العالم. لا يمكننا التعليق على هذا الموقف. لا يمكننا تأكيد أو نفي هذه المعلومات".

وفيما يتعلق بتطورات العملية العسكرية الروسية على أوكرانيا، حاول رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، كيريل بودانوف، اليوم الأربعاء، تبرير تصريحاته الأخيرة بشأن قتل الروس في أي مكان بالعالم، زاعما أنه قصد "مجرمي الحرب".

وقال بودانوف، خلال مقابلة نشرت على قناة آيسلندا على "يوتيوب": "هذه نسخة غير كاملة لما تحدثت عنه.. تم اقتطاعه، إذا جاز التعبير، الشيء الأكثر أهمية - الروس من مجرمي الحرب".

وكان رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، كيريل بودانوف، صرح في وقت سابق ل"ياهو نيوز" بأنهم "قتلوا وسيستمرون في قتل الروس في أي مكان في العالم حتى النصر الكامل لأوكرانيا"، وذلك في سياق رده على سؤال حول تورط محتمل للجانب الأوكراني في مقتل الخبيرة السياسة الروسية، داريا دوغينا، مطالبا بـ"وقف الحديث في هذا الموضوع".

من جانبها وصفت زاخاروفا، تصريحات رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية كيريل بودانوف، حول قتل الروس بالإرهاب.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، إن هذه التصريحات بمثابة تأكيد مباشر، على أن نظام كييف لا يرعى نشاطا إرهابيا فحسب، بل العقل المدبر له.

وأشار بيسكوف إلى أن روسيا ستتابع باهتمام ردود أفعال الدول الأخرى على التصريحات التي أدلى بها بودانوف، موضحا أن موسكو تتوقع إدانة هذه التصريحات.