انعقدت قمة عربية جديدة وتبادل القادة والزعماء المجاملات والابتسامات، كما هي العادة، وألقى كل واحد منهم خطابا فصيحا يفيض بالجمل الفضفاضة وأطيب التمنيات وان يكون العالم العربي مشرقا وخصبا يمتلىء بالخير والسعادة والازدهار.
وبالطبع وكما في كل قمة او مؤتمر او اجتماع كانت القضية الفلسطينية، تتربع على رأس القرارات، وقد اعتمدوا 15 ايار ، اي ذكرى النكبة ، يوما عربيا ودوليا لاستنكارها، وكذلك التمسك بمبادرة السلام العربية كسبيل لتحقيق السلام مع ان احدا لم يعد يذكر هذه المبادرة ولا اية تفاصيل عنها او تجاوب دولي معها.
وقد طالب الرئيس ابو مازن الدول العربية لتقديم مرافعاتها الى محكمة العدل الدولية لاصدار فتواها حول الاحتلال ، مع ان الرئيس ابو مازن نفسه قال ان هناك سبعين قرارا دوليا لم يتم تنفيذ قرار واحد منها.
وفي الوقت الذي كانت تنعقد فيه القمة صادقت لجنة اسرائيلية على اقامة 1700 وحدة استيطانية جديدة ومبان ضخمة يبلغ ارتفاع بعضها 13 طابقا. بالاضافة لمناطق تجارية ومؤسسات عامة ومتنزهات ، وفي الوقت نفسه ايضا اقتحم مئات المستوطنين محيط المسجد الاقصى تزامنا مع صلاة الجمعة ، كما واصلت سلطات الاحتلال عمليات قمع المسيرات السلمية الاسبوعية التي يقوم بها ابناء شعبنا، وحملات الاعتقال والمداهمات المتكررة.
ان قمة جدة، مع الاحترام وعدم الاساءة للمشاركين فيها، هي مجرد تكرار لما سبقها من اجتماعات وما قد يلحقها ايضا ، وقد اعتدنا على ذلك منذ سنوات عديدة ، ولو كانت المعارك بالخطابات والبيانات، لكان النصر بالتأكيد مضمونا.
ان العالم العربي ومعه الدول الاسلامية والصديقة ، قادرون على وقف جرائم الاحتلال كلها والتمهيد للسلام والاستقرار في الشرق الاوسط، لو انهم يتصرفون بواقعية وجدية ، لأن اسرائيل وكل يهود العالم لا يتجاوزون عدد سكان القاهرة وثروات العالم العربي وموقعه الاستراتيجي الدولي، لو يتم استخدامها بشكل عملي لما ظل شعبنا يعاني طيلة 75 عاما منذ النكبة عام 1948 حتى اليوم ولا يبدو المستقبل مشرقا ولا يبشر بالتقدم وقهر الاحتلال، ولكن الامل يظل قويا واصيلا رغم كل شيء !!
مسيرة الاعلام الاسرائيلية والشعارات العنصرية
شارك عشرات الاف اليهود في مسيرة حاشدة جاءت من القدس الغربية الى القدس الشرقية والبلدة القديمة وباب العامود ، بصفة خاصة، وقد رفع المشاركون في هذه المسيرة شعارات تفيض بالعنصرية من ابرزها «الموت للعرب» ، وزادوا الامور استفزازا حين مروا عبر الحي الاسلامي بالبلدة القديمة.
وقد رافقت المسيرة اعداد كبيرة من رجال الشرطة والامن وهم في حالة تأهب لاحتمالات ردود الفعل الفلسطينية.
والشعارات العنصرية التي رفعها هؤلاء المتطرفون تدل على التفكير اللاأخلاقي واللاإنساني الذي يمتازون به ، وقد ادى ذلك الى ان الحليف الاقوى والاكبر لاسرائيل، وهو الولايات المتحدة ، قد ادان هذه الشعارات ، ودعت جميع الاطراف الى الامتناع عن الممارسات او الخطابات البغيضة هذه، واكتفت بذلك ولم تتحرك ضد هؤلاء العنصريين ، التي لو صدرت عن جهات فلسطينية لكانت قضية كبيرة وخطيرة وليست بهذه البساطة من الادانة كما فعلوا..
على أية حال فإن الرأي العام الدولي الشعبي يدرك تماما ما يقوم به هؤلاء العنصريون، ولذلك تزداد عزلة اسرائيل الدولية ويزداد تفهما لحقوقنا.