يعاني الكثير من الناس من مشاكل التركيز، وتنتشر هذه المشكلة على نطاق واسع، ومن الممكن أن ينعكس أثر هذه المشكلة على جوانب أخرى في حياتك، بدايةً من العمل وحتى العلاقات والدراسة، إليك عدة نصائح لتقليل التشتت وتحسين قدرتك على التركيز.
تتراوح الأسباب المحتملة بين السلوكيات والعادات الضارة، التي تعزز التشتت، وتضعف القدرة على التركيز، لكن لا يقف الأمر عند هذا الحد، فمن الممكن أن ترجع جذور المشكلة إلى أسباب تتعلق بالصحة العقلية، والجسدية.
ومع ذلك، وحتى لو لم تعرف سبب المشكلة على وجه التحديد، يمكنك القيام ببعض الأمور التي تحسن من قدرتك على التركيز، و إيجاد علاج زيادة التركيز فمن أين تبدئين؟
بدايةً يجدر بك محاولة معرفة الأسباب، إليك أبرز الأسباب المحتملة.
-
الاكتئاب قد يكون السبب!
مرض الاكتئاب أحد أكثر الأمراض النفسية شيوعًا هذا العصر، ويؤثر الاكتئاب على قدرة الشخص على إنجاز المهام اليومية المعتادة، كما أنه يفقد القدرة على الاستمتاع بالأنشطة التي كان يستمتع بها من قبل.
وتتراوح أعراض مرض الاكتئاب بين النفسية، التي تتمثل في انعدام الرغبة في فعل أي شيء، وسيطرة الحزن، والنوم لساعات أطول من المعتاد، أو عدم القدرة على النوم، لكن الخبر السار، هو أن بإمكانك التعافي.
زيارة الطبيب النفسي هو الحل الأمثل في هذه الحالة، والعلاج بعضه دوائي، وبعض علاج نفسي، عن طريق، العلاج المعرفي السلوكي، والعلاج الجدلي السلوكي، لكن حال لم تتمكني من زيارة الطبيب، ماذا تفعلين؟
البدء في وضع برنامج رعاية ذاتية، يتضمن نظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة الخفيفة بشكل منتظم، والتعرض لأشعة الشمس، والحصول على قسط كافٍ من النوم، وتحديد أهداف مرحلية صغيرة، يسهم تحقيقها في استعادة الحالة المزاجية الجيدة، والثقة بالنفس، هذه الأمور من شأنها أن تساعد على نحو فعال.
-
اضطرابات القلق:
قد يكون سبب التشتت، وعدم القدرة على التركيز المعاناة من القلق، فما هو القلق؟ وما هي أبرز أعراضه؟
من بين أعراض القلق الشائعة: الأرق، والتعب الجسدي، وصعوبة التركيز في إنجاز أي مهمة، والأفكار الملحة، ومع ذلك من الضروري ملاحظة بأن المرور بفترات يزداد فيها التوتر والضغوط، والتي لا تستمر طويلاً، ليست علامة على الإصابة بأحد اضطرابات القلق، فكيف نعرف الفرق؟
القلق اليومي المعتاد، عادةً لا يؤثر على روتين الحياة الطبيعي، ولا يسبب العزلة، ولا يؤثر على أداء الأنشطة اليومية المعتادة، مثل الذهاب للجامعة، أو العمل، وإذا ما تطور القلق المَرَضي، قد يؤدي للإصابة بالاكتئاب.
وحال شعرت بالإصابة بأحد اضطرابات القلق، عليك زيارة الطبيب، ومن الضروري كذلك محاولة معرفة سبب المؤثر الخارجي الذي أدى لزيادة القلق، والتوتر، ومحاولة إيقافه.
-
مشكلات الغدة الدرقية:
لا تقتصر مشكلة التشتت، على الأسباب النفسية، بل من الممكن أن ترتبط كذلك ببعض المشكلات العضوية، ومنها على سبيل المثال، مشكلات الغدة الدرقية.
وتقع هذه الغدة أسفل العنق وتشبه في شكلها الفراشة، وتتحكم في درجة حرارة الجسم، وتنتج الهرمونات لجميع أنحاء الجسد، كما أنها مسؤولة عن سرعة حرق السعرات الحرارية، ومعدل ضربات القلب.
الطريقة الأمثل لمعرفة ما إذا كنت تعاني من مشكلات في عمل الغدة الدرقية، هي زيارة الطبيب وإجراء الاختبار اللازم، لكن توجد بعض العلامات الأخرى مثل، تغير معدل ضربات القلب بشكل ملحوظ، والشعور بالبرد الشديد، أو الحر الشديد، دون عوامل خارجية مؤثرة، وصعوبة التذكرة، وكثرة النسيان، وأخيرًا التشتت.
لكن ومع ذلك، تشترك الكثير من هذه الأعراض مع بعض الأمراض الأخرى، لذلك من الضروري، زيارة الطبيب، وإجراء الفحوصات اللازمة.
-
مشكلات النوم:
لا يقتصر الأمر على المشكلات الصحية، فقد يكون سبب قلة التركيز، وكثرة التشتت، أنماط النوم، سواءً السهر حتى أوقات متأخرة، أو النوم لساعات قليلة، إذ يمكن أن تؤثر قلة النوم على أداء الأنشطة اليومية المعتادة.
وتؤثر قلة النوم كذلك على الصحة النفسية إذ ترتبط المشكلات النفسية، مثل القلق، والاكتئاب، باضطراب أنماط النوم، وقد تؤدي إلى تقلبات مزاجية حادة، وبطبيعة الحال، تؤثر على نشاط الذاكرة، والوظائف المعرفية الأساسية، بما في ذلك عمليات التذكر، ومدى القدرة على التركيز.
كما ترتبط قلة النوم، بـ أمراض مثل ضغط الدم المرتفع، والقلب، وتقلل قدرة الجهاز المناعي على مقاومة الأمراض، وقد يساعد تغير أنماط الحياة اليومية على التحسين من القدرة على النوم، مثل ممارسة الرياضة، وعدم التعرض للشاشات الكمبيوتر أو الهاتف قبل النوم بساعتين على الأقل.
-
ضباب الدماغ:
لا يعتبر ضباب الدماغ مرض بحد ذاته، بل يعتبر مجموعة من الأعراض المجتمعة سويةً، مثل عدم القدرة على التركيز، والشعور بالتشويش عند محاولة إنجاز المهام، وكثرة تشتت الانتباه، وحال كنت تشعرين بهذه الأعراض مجتمعة يمكنك زيارة الطبيب، ومحاولة وضع خطة لتحسين نمط وروتين الحياة اليومية المعتاد، أو تغيير النظام الغذائي، والالتزام بنظام صحي.
كيف يمكن علاج هذه المشكلة؟
علاج زيادة التركيز يرتبط الحل بمعرفة ماهية المشكلة، لكن وعلى كل حال، حتى لو لم تتعرف على السبب على وجه التحديد، هناك بعض الأمور العامة التي من شأنها المساعدة في زيادة التركيز، وتقليل التشتت، وتحسين من أداء الذاكرة والوظائف المعرفية والعقلية بشكل عام.
بدايةً من الضروري تقليل عوامل التشتت، مثل إغلاق إشعارات الهاتف، والتقليل من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، والحصول على قسط كافٍ من النوم، وممارسة التأمل بشكل منتظم، والتمارين الرياضية.
قد يساعد أيضًا نظام غذائي صحي، يرتكز على البروتين، والفيتامينات والمعادن، والتعرض لأشعة الشمس بشكل منتظم إذ تحوي فيتامين D، وشرب كميات كافية من المياه، وتناول أحماض أوميجا 3، الحيوية للدماغ والجهاز العصبي.
حلول أخرى؟
قد تحتاجين في بعض الأحيان إلى حلول أكثر عملية، من أجل علاج زيادة التركيز، خاصةً إذا كنت بصدد إنجاز مهمة معينة تطلب التركيز، مثل العمل أو الدراسة، من الضروري إمداد عقلك بالطاقة اللازمة، تأكدي قبل الشروع في إنجاز مهامك من أنك تناولت الطعام.
- ومن الممكن تحديد مؤقت زمني على الهاتف لإنجاز المهمة، ومن الضروري أن يكون مدى زمني محدود، 15 أو 20 دقيقة، لكل مهمة، ولا تنسي أخذ قسط من الراحة بعد ذلك، وكافئي نفسك حال الشعور بإتمام المهمة حتى لو لم تكن على المستوى المطلوب.
- من الضروري كذلك، التأكد من أن التشتت، لا يأتي بسبب عوامل خارجية مثل الضوضاء، وتذكري قبل أن تشرعي في العمل أن تصفي ذهنك، وذلك عن طريق الصمت لعدة دقائق، ومراقبة الأفكار التي تظهر، ولا تقاومي فقط هذه الأفكار فقط، ركزي على التواجد في الحاضر أو في اللحظة الحالية.
- حال طغيان هذه الأفكار، وعدم قدرتك على التحكم فيها، جربي أن تدوني أي فكرة تخطر في بالك، ومن الضروري ألا تستغرقي طويلاً في هذه العملية، فقط اكتبي ما يجول في خاطرك.
- حاولي أيضًا تقسيم المهمة الواحدة لعدة مهام، وإذا ما كان عمل روتيني أو ممل، جربي أن تؤديه بطرق مختلفة تكون أكثر إمتاعًا.