قال الباحث العسكري المصري في شؤون الطيران مينا عادل، في تصريحات خاصة لـRT، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن، أعطى الضوء الأخضر للدول الأوروبية لتدريب الطيارين الأوكران على مقاتلات إف - 16، تمهيدا لتسليمها لأوكرانيا، ولكن لا تعلم أمريكا ما ينتظر مقاتلاتها هناك.
وأكد في تصريح اليوم الثلاثاء، على أن هذه المقاتلات ينتظرها تحديات كبيرة تتمثل في الدفاعات الجوية والمقاتلات الروسية، والتي تمثل خطرا داهما مستمرا حتى في وجود هذه المقاتلات الأمريكية.
وأشار إلى أن التقرير الأخير لمعهد الدراسات البريطاني أكد على خطورة الدفاعات الروسية الطبقية المتكاملة على جميع الارتفاعات المتمثلة في تكامل المنظومات "إس إيه 21 و 23 و 22 و 15) وتعزيزها بالردارات من طراز "بودليت-كا"، التي استطاعت إغلاق المجال الجوي أمام الطائرات الأوكرانية وحرمانها من حرية تنفيذ المهام.
وتابع عادل: "نجحت المنظومات الروسية في اعتراض الصواريخ من طراز "هارم وهايمارس"، والتكامل من المقاتلات وبالأخص "سو 35" و"ميغ 31"، حيث شكل هذا الأمر خطر مميت للطائرات الأوكرانية لقدراتهم على إصابة الأهداف من مسافات بعيدة، ومثال على ذلك فقد استطاعت الدفاعات الجوية الروسية إصابه طائرة أوكرانية على ارتفاع 50 قدم فقط من مسافة 150كم، واستطاعت مقاتلة "سو 35" إصابة طائرة أوكرانية من مسافة 177كم بواسطه صاروخ "أر 37".
وأشار إلى أن ذلك يؤكد صعوبة العمل بهذه المقاتلات "إف - 16" بالقرب من الخطوط الأمامية وبأسلوب جريئ عن الطريقة الاعتيادية غير أن الاستفادة ستكون من استخدام صواريخ (الأمرام) لاعتراض صواريخ الكروز على عكس الصواريخ القديمة والردارات المتقادمة.
وتسعى الولايات المتحدة الأمريكية وفقا للباحث المصري لتدريب الطيارين خلال 4 أشهر فقط بدلا من 18 - 24 شهر وسيتم التركيز فقط علي برنامج تدريبي مختصر يتضمن:
1-فترة التحويل للتدريب من الطائرة القديمة للجديدة في 8 أسابيع
2- فتره التدريب على الطيران على ارتفاعات منخفضة والانخفاض في أسبوعين
3- مرحلة التركيز على الاعتراض الجوي في مدى الرؤية القريب فقط بواسطة تشكيل جوي فردي أو ثنائي على أقصى تقدير واستخدام الصواريخ الحرارية والردارية في 3 أسابيع
4- مرحلة التدريب على إصابه الأهداف الأرضية بواسطة الذخائر الموجهة وبالأخص قنابل (جي دام) بناء علي إحداثيات محددة في 4 أسابيع
وأشار مينا عادل، إلى أن التدريب لن أي تكتيكات للاشتباك الجوي القريب أو البعيد ومهمات الدعم الأرضي للقوات البرية ومهمات الهجوم البحري ضد الأهداف البحرية.
وأكد على أنه بالنظر إلى هذا البرنامج التدريبي فهو يكفل المعرفة الابتدائية للطيار عن قدرات "إف 16"، وليس التكتيكات اللازمة للقيام بالمهام القتالية المعقدة مما سيتطلب من الطيارين الأوكران ابتكار تكتيكات خاصة بهم للتنفيذ.
وعلى صعيد آخر، كتبت صحيفة "Politico" أن هولندا قد تصبح أول دولة تنقل مقاتلات من طراز "إف-16" لكييف، وذلك نقلًا عن مستشار وزير الدفاع الأوكراني يوري ساك قوله إن "هولاندا قد تصبح أول" دولة تتبرع بمقاتلات إلى كييف.
وذكرت أن وزير الخارجية الهولندي فوبكي خوكسترا أفاد، أمس الاثنين، بأن بلاده ستبدأ في القريب العاجل في تدريب الطيارين الأوكرانيين على استخدام مقاتلات "إف-16".
وكتبت صحيفة "Politico"، سابقا، عن مصادر في البنتاغون أن وزارة الدفاع الأمريكية لا تعارض نقل مقاتلات "إف-16" إلى أوكرانيا من دول أخرى. وفي الوقت ذاته أشار المصدر إلى أن القرار حول نقل المقاتلات لم يتخذ بعد، في حين عبر البنتاغون أكثر من مرة عن شكه في أن أوكرانيا تحتاج إليها في المرحلة الحالية من النزاع. كما نقلت الصحيفة عن يوري ساك أن أوكرانيا تأمل في تلقي ما يصل إلى 50 مقاتلة من طراز "إف-16" من الدول الغربية، مشيرة إلى أن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي كان يريد أن تكون مسألة تسليم المقاتلات لأوكرانيا موضوعا مركزيا في قمة مجموعة السبع الكبار في اليابان وقمة حلف الناتو في ليتوانيا.
وفي سياق آخر، قامت هيئة الأمن الفدرالية الروسية FSB بمصادرة وثائق تضم رسومات هندسية لتصميم قاذفة قنابل يدوية روسية، وكذلك قاذفة القنابل نفسها وما يشبه كاتم الصوت.
جاء ذلك وفقا لمقطع فيديو نشرته الهيئة صباح اليوم الثلاثاء، فيما تظهر اللقطات اعتقال الجاسوس الأوكراني من قبل ضباط الهيئة، واكتشاف قاذفة قنابل يدوية ومخططات، ووصف أحد الضباط وراء الكادر الوثائق المكتشفة بأنها "وثائق فنية".
وكانت هيئة الأمن الفدرالية قد أعلنت أن الحكم الذي أصدرته محكمة تولا الإقليمية ضد المواطن الأوكراني أندريه بيتكيفيتش المدان بتهمة "التجسس" قد دخل حيز التنفيذ".
وقد أوقف ضباط هيئة الأمن الفدرالية الروسية أنشطة التجسس لبيتكيفيتش، الذي كان يبحث، بناء على تعليمات من أجهزة المخابرات الأوكرانية، عن موظفين في مؤسسات الدفاع الروسية ممن يحملون أسرارا عسكرية، لتجنيدهم، والحصول منهم على "معلومات عن تطورات مهمة في مجال الأسلحة الصغيرة".
وعلى جانب آخر، أعلن فياتشيسلاف غلادكوف، حاكم مقاطعة بيلغورود الروسية المحاذية لحدود أوكرانيا، أن هناك عملية تطهير مستمرة بمنطقة غريفورونسكي التي تسللت إليها أمس مجموعة تخريب واستطلاع أوكرانية.
وقال غلادكوف في تسجيل مصور نشره عبر "تلغرام" صباح اليوم، إن "وزارة الدفاع مع وكالات إنفاذ القانون الأخرى تواصل تطهير منطقة غرايفورونسكي"، داعيا سكان المنطقة الذين غادروا منازلهم مؤقتا، لعدم العودة إلى حين تسمح الأوضاع الأمنية بذلك.
وذكر غلادكوف أنه قد يكون هناك جريحان من المدنيين في القرى التي دخلها العدو، وأن القوات الأمنية لم تتمكن حتى الآن من الوصول إليهما، وقال: "آمل أن نتمكن من إجلائهما بأسرع وقت ممكن ونقلهما إلى مؤسسة طبية"، مؤكدًا على أنه لم يتم تسجيل سقوط قتلى بين السكان حتى اللحظة.
وكان غلادكوف أعلن مساء الاثنين أنه تم فرض نظام عمليات لمكافحة الإرهاب في مقاطعة بيلغورود. وأفاد بأن 8 أشخاص أصيبوا نتيجة الهجوم الذي شنته مجموعة التخريب والاستطلاع الأوكرانية في المنطقة، مضيفا أن معظم سكان القرى الحدودية غادروا منازلهم.
وفي سياق آخر، علقت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا على قلق وزير الخارجية النمساوي ألكسندر شالنبرغ من مصافحة نظيره الروسي سيرغي لافروف.
جاء ذلك وفق ما نشرته الصفحة الرسمية لوزارة الخارجية من رد زاخاروفا على تصريحات الوزير النمساوي للشؤون الأوروبية والخارجية لصحيفة "دي فيلت" المنشورة يوم أمس الاثنين، حيث قالت: "فيما يتعلق بقلق الوزير بشأن الحاجة إلى مصافحة الوزير الروسي سيرغي لافروف خلال لقاء شخصي افتراضي محتمل، نسارع إلى طمأنة الوزير شالنبرغ، بأن أحدا لن يبحث عن مصافحته".
وأعربت زاخاروفا عن دهشتها بشأن قنوات الاتصال غير الرسمية بين النمسا وروسيا، والتي تحدث عنها الوزير النمساوي في مقابلة "دي فيلت"، وقالت: "لقد فوجئنا عندما علمنا أن فيينا، كما اتضح، تحتفظ بقنوات اتصال غير رسمية مع السلطات الروسية" مؤكدة أنها لا تدري شيئا عن هذه القنوات.
وتابعت زاخاروفا: "لا يوجد مضمون يمكن أن يحمله مثل هذا الحوار مع النمسا، التي انحازت دون قيد أو شرط إلى جانب السياسة العدائية للغرب ضد روسيا، والتي فقدت دورها المستقل سابقا في الشؤون الدولية، متجاهلة مبدأ الحياد. ويبدو أن تصريحات الوزير شالنبرغ تهدف إلى تبرير أفعاله وترك فرصة لـ (مناورة) أخرى في إطار اضطراب الوضع الدولي".
وكان وزير الخارجية النمساوي ألكسندر شالنبرغ قد أعلن عن احتفاظ السلطات النمساوية بـ "قناة اتصال غير رسمية مع روسيا"، وتؤيد "استمرار الحوار مع موسكو على الرغم من الصراع الأوكراني". وتابع خلال المقابلة أنه "لا ينوي رفض المصافحة عند لقائه نظيره الروسي سيرغي لافروف"، حيث قال إن هذا "مطلوب وفقا لقواعد السلوك الدبلوماسي"، إلا أنه أضاف أن الأمر "سيكون صعبا للغاية" بالنسبة له.