الحديد عنصر حيوي يؤثر على العديد من وظائف الجسم، فهو أحد العناصر الهامة لتزويدنا بالدم المؤكسج، مما يحافظ على صحة الدماغ ونظام المناعة ويوفر الطاقة للحياة اليومية، لذلك فهو عنصر أساسي للبقاء على قيد الحياة.
يحدث نقص الحديد عندما لا يكون هناك ما يكفي من الحديد في الجسم، وقد يتطور نتيجة تناول نظام غذائي يفتقر إلى الحديد، وفقدان الدم لدى النساء أثناء الدورة الشهرية، وتمزق خلايا الأمعاء.
يتم تخزين بعض الحديد في الجسم على شكل فيريتين، ويمكن للرجال تخزين ما يكفي من الحديد لمدة ثلاث سنوات تقريباً، بينما تستطيع النساء تخزين ما يكفي منه لمدة ستة أشهر تقريباً، وعندما ينخفض مخزون الحديد، تنخفض مستويات الهيموجلوبين في الدم، مما يؤدي إلى فقر الدم بسبب نقص الحديد.
ويُمكن أن يؤدي نقص الحديد إلى الكثير من الأعراض النفسية، مثل القلق والإكتئاب، وهي أعراض شائعة لدى الأشخاص الذين يعانون من نقص مخزون الحديد في الجسم.
العلاقة بين نقص الحديد والصحة النفسية
الحديد عنصر مهم في إنتاج الهيموجلوبين، وهو بروتين يسمح لخلايا الدم الحمراء بنقل الأكسجين إلى أنسجتك وعضلاتك.
تعني المستويات المنخفضة من الحديد وصول كمية أقل من الأكسجين إلى خلاياكِ، مما يمنعها من العمل بشكل صحيح، وغالباً ما يؤدي ذلك إلى العديد من المشكلات الصحية.
يتم التحكم في كمية الحديد في دماغكِ بواسطة ما يسمى الحاجز الدموي الدماغي، حيث يساعد الحاجز الدموي الدماغي في حماية الدماغ من مسببات الأمراض الخطيرة، كما يتحكم أيضاً بكمية العناصر الغذائية الحيوية التي يمكن أن تصل إلى الدماغ، ونتيجة لذلك يراقب الحاجز الدموي الدماغي عن كثب كمية الحديد المسموح بدخولها إلى الدماغ، ويعتمد ذلك على كمية مخزون الحديد في الجسم.
وإذا كان جسمك يعاني من نقص في الحديد، فإن كمية أقل من الحديد ستصل إلى دماغك، وبدون وجود كمية كافية من الحديد في الدماغ والأعصاب، يمكن أن تحدث مشاكل مع إشارات الناقل العصبي، وتشكيل المايلين العصبي (النسيج العازل الذي يحمي الأعصاب)، واستقلاب طاقة الدماغ، وهو ما يؤثر في معالجة الدماغ والأعصاب وبالتالي يؤثر على طريقة تفكيركِ وشعوركِ وتصرفكِ.
وقد يؤدي نقص الحديد أيضاً إلى تعطيل إنتاج النواقل العصبية، وهي المواد الكيميائية التي تنقل الإشارات بين الخلايا العصبية، وأحد الأمثلة على ذلك هو الدوبامين.
والدوبامين هو أحد الناقلات العصبية في الدماغ المسؤولة عن مشاعر السعادة والمتعة، كما يساعد أيضاً على التركيز، وهناك حمض أميني يسمى التيروزين (موجود في العديد من الأطعمة الغنية بالبروتين) يساعد الجسم على إنتاج الدوبامين، ولكن هذا يحدث فقط في وجود الحديد، لذلك يمكن أن يؤدي نقص الحديد إلى إنتاج أقل للدوبامين، مما قد يؤدي إلى اضطرابات الصحة العقلية، مثل الاكتئاب والقلق واضطرابات الحركة، مثل متلازمة تململ الساق..
على سبيل المثال، تمَّ الإبلاغ عن ارتفاع معدل انتشار نقص الحديد في المرضى الذين يعانون من اضطرابات نفسية، بما في ذلك الاكتئاب مقارنة بالآخرين.
وجدت دراسة أخرى عن نقص الحديد وارتباطه بالصحة العقلية أن الأشخاص المصابين بفقر الدم الناجم عن نقص الحديد لديهم معدل أعلى بشكل ملحوظ للإصابة باضطرابات القلق والاكتئاب والاضطرابات الذهانية الأخرى.
كما تم تشخيص فقر الدم لدى 25 في المائة من المرضى الذين يعانون من اضطرابات ثنائية القطب ولدى 24 في المائة من المرضى الذين يعانون من أعراض عصبية أخرى.
أعراض صحية أخرى لنقص مخزون الحديد
وبخلاف الأعراض النفسية مثل الشعور بالإحباط والقلق والحزن، يرتبط نقص محزون الحديد بأعراض أخرى مثل:
-شغف غير معتاد بالأطعمة غير المغذية؛
-الشعور بالإرهاق باستمرار دون القيام بأي عمل شاق؛
-التهاب وألم في الحلق؛
-عدم انتظام ضربات القلب؛
-الصداع والدوخة؛
-برودة اليدين والقدمين؛
-ضيق في التنفس؛
التعب؛
-الجلد شاحب.
متى يجب زيارة الطبيب؟
إذا كنتِ تعتقدين أن صحتكِ العقلية السيئة تزداد سوءاً، يجب أن تذهبي لزيارة الطبيب، وإذا كنتِ تفكرين في تناول مكملات الحديد، فتأكدي من زيارة الطبيب أو اختصاصي التغذية للحصول على نصائحهم بشأن النوع المناسب من الحديد والجرعة المناسبة لكِ..