تتبادر إلى أذهان كل من عرفوا المناضل الإنسان (أبو علي شاهين)، في الذكرى العاشرة لرحيله، مجموعة من التساؤلات التي تتعلق بمسار ومسيرة حركة فتح، تتبعها رسائل عدة ربما تجد صداها عند كل من نهل من معين المناضل والأسير والمفكر والمبعد العائد والقائد الفتحاوي (أبو علي شاهين)، الذي أسس الحركة الوطنية الأسيرة، وأشرف على تأسيس حركة الشبيبة الفتحاوية، وكان ممن قُدّر لهم رعاية انتفاضة الحجارة (الانتفاضة الفلسطينية الكبرى)، رسائل تخاطب بها ضمائر الناس قبل مشاعرهم، وقلوب الفتحاويين قبل عقولهم، ونلخصها في:
1. أعيدوا لحركة فتح وحدتها، فقط عليكم الاعتراف بالخطأ، دون استعلاءٍ أو استمراءٍ للمصائب التي حلّت بفتح بعد أن قسمتموها إلى شطرين، ثم إلى مجموعة أشطُرٍ حتى تمزقت، فالجميع دفع ويدفع وسيدفع الثمن الذي يزداد يومًا بعد يوم.
2. امنحوا الشبيبة الفتحاوية دورها، لتعود إلى الطليعة من جديد، وتتصدر الحركة الطلابية الفلسطينية، وتواصل رحلة الكفاح، ولتكن كما قال عنها أبو علي شاهين: "هي أقصر الطرق لاجتثاث الاحتلال".
3. عودوا إلى البندقية، وعززوها، فأبو علي كان يعشق البندقية، ويؤمن بالكفاح المسلح وسيلةً مُثلى لتحرير الأرض والمقدسات.
4. أعيدوا قضية الأسرى إلى مركز الصدارة، فما أفلح قومٌ تركوا أسراهم وأسيراتهم يعانوا بطش السجان، ولا تنسوهم، فأبو علي شاهين كان أحد أهم عمداء الأسرى الفلسطينيين، وقاد بنفسه أشرس إضرابٍ عن الطعام عام 1970.
5. توحدوا، فقد كانت هذه أمنية أبو علي شاهين، الذي كان يردد على الدوام: "الوحدة الوطنية بوابة النصر".
6. أعيدوا الاعتبار لمنظمة التحرير الفلسطينية، ولتأخذ دورها القيادي في مسيرة شعبنا، في الوطن والشتات، واجعلوها بحق بيتًا معنويًا للكل الفلسطيني، ولا تدعوا أحدًا يستفرد بها أو يعتبرها ملكًا شخصيًا، وتذكروا أنها وكي تكون ممثل شعبنا الوحيد، فيتوجب ألا يكون فلسطينيٌ واحدٌ خارج أطرها ومؤسساتها.
7. ارفعوا الظلم عن غزة التي عشقها أبو علي شاهين، والتي أصر أن يُدفن في باطن أرضها الطاهرة، فغزة كانت وما تزال خزانًا كفاحيًا لشعبنا، وموردًا لا ينضب في العطاء الوطني، وحاضنة للثورة وجموع المناضلين.
8. رسالة أبو علي شاهين، وهو على فراش الموت: "لا تتركوهم يفرطوا في فلسطين، ولا أن يواصلوا اغتصابهم لفتح"، وهي رسالة فهمنا معناها، وسنعمل بموجبها حتى تتحقق الغاية أو نهلك دونها.
9. أنهوا انقسامكم البغيض، فقد كرهناه، بعد أن نغّص علينا عيشنا، وعكّر صفو حياتنا لسنين مضت، واليوم لم يعد من مبررٍ لاستمراره سوى المصالح الضيقة التي تعادي تطلعات شعبنا للوحدة.
10. كرّموا أبو علي شاهين بما يليق به، ولا تدعوا الفتحاويين يتساءلون في قرارة أنفسهم: ألم يُعطِ أبو علي حياته كلها لفتح؟ فلماذا لم يتم تكريمه أسوةً بالمناضلين والقادة؟ ولماذا يُسارع البعض لمنح أوسمة شعبنا لمن لا يستحقون، ويدع المناضلين الحقيقيين يهيمون في صفحات النضال الوطني بعيدًا عن مناخات احتفالات الأنواط وشهادات الوطنية!!
رحم الله أبو علي شاهين، القائد الشجاع، الذي كان بحق، رجلٌ في ثورةٍ وثورةٌ في رجل