يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "إذا أحببت أخيك فأخبره"، والمعنى المقصود هو أن علينا أن نخبر من حولنا بمشاعرنا نحوهم، فكيف بأطفالنا الذين هم فلذة أكبادنا؟! فعلينا ألا نتوقف عن منحهم الحب والعاطفة؛ لأن الحرمان العاطفي للطفل ربما هو أول طرق انحرافه، ويجب على الوالدين، وخصوصاً الأمهات، التعرف إلى ما هو الحرمان العاطفي عند الطفل؟ وأعراضه، وطرق علاجه:
تعريف الحرمان العاطفي عند الطفل
- يعرف الحرمان العاطفي بأنه تقصير نفسي واجتماعي من الوالدين نحو الطفل.
- وبأن الحرمان العاطفي هو عدم إشباع حاجة الطفل للحب والحنان من الأب والأم.
- وافتقار الطفل لهذه المشاعر، رغم توفير المتطلبات المادية، يسبب له مشاكل وأعراضاً كثيرة قد تلازمه طيلة الحياة، وتؤثر على شخصية الطفل وسلوكه.
- والحرمان العاطفي هو غياب الرعاية النفسية والوجدانية للطفل، وتركه بعيداً عن المشاعر من أقرب الناس إليه.
علامات الحرمان العاطفي عند الطفل
العدوانية
- يتصف الطفل الذي يعاني من الحرمان العاطفي من العدوانية نحو الآخرين، وحتى نحو الأشياء المادية.
- فهو يميل لضرب الأطفال الآخرين، كما يقوم بالسطو على ممتلكاتهم وأغراضهم.
- ويميل الطفل إلى استفزاز الآخرين بالشتم أحياناً، والتقليل من شأن من حوله من الرفاق.
العصيان والتمرد
- الطفل الذي يشعر بالحرمان العاطفي؛ يمتاز بأنه يعصي أوامر وكلام الكبار.
- بل إنه يجد متعة في ذلك، وفي إثارة مشاعر الغضب لديهم.
- ومن علامات العصيان: تقلب المزاج والضحك المفرط بلا سبب، وكذلك سهولة الاندفاع وسرعة الغضب.
تدني المعدل الدراسي
- يكون ذهن الطفل الذي يعاني من الحرمان العاطفي مشتتاً.
- تشكو المعلمات من تأخر درجات الطفل، وخاصة مع قدوم مولود جديد لعائلته.
- وعلى الأم أن تبحث عن أسباب تدني درجات طفلها، خاصة في حال كانت هناك بعض المشاكل الأسرية، وانشغال الوالدين بالمشاكل بينهما وعدم احتضانه؛ أي أن يكون الحرمان العاطفي أحد الأسباب.
التعلق بالآخرين
- ربما تلاحظ الأم أن طفلها يتعلق بشخص آخر من العائلة غيرها وغير الأب.
- ربما يتعلق بالجدة، ويحب أن يقيم في بيت الجدة، ويصر على الذهاب معها إلى بيتها عندما تزورهم.
- ويجب على الأم ألا تفرح دائماً بأن طفلها يفعل ذلك؛ فهو يشعر بفراغ عاطفي تجاه الأم.
- وعلى الأم أن تحتضن صغيرها، وتعمل على الموازنة بين مشاعره نحوها ومشاعره نحو الجدة، ويجب عليها أن تمنحه العواطف والمشاعر المفتقدة.
التعلق بالأجهزة الإلكترونية
- من أسباب إدمان الطفل للأجهزة الإلكترونية واللوحية هو الحرمان العاطفي.
- ربما يجد الطفل بالجهاز اللوحي خاصته هو وسيلة للحصول على ما يريد من بقاء أي شيء بجواره طوال الوقت، مع شعوره بعدم وجود الأم بجواره وانشغالها عنه.
- ويوماً بعد يوم، يصبح الطفل حبيساً في فقاعة تكنولوجيّة خالية من التفاعل البشري، مما يؤثر على شخصيته.
- ويبدأ في مرحلة المراهقة بتكوين صداقات افتراضية كثيرة.
الشعور بعدم الأمان
- يعد عدم الشعور بالأمان من صور وعلامات الحرمان العاطفي عند الطفل، حيث تلاحظ الأم أن طفلها يشعر بالخوف والفزع دائماً.
- كما أنه يخاف من البقاء وحده ويبكي بشدة.
- وتنتاب الطفل نوبات هلع في مراحل متقدمة.
- وقد يعاني الطفل من الكوابيس والتبول الليلي في حال استمر حرمانه العاطفي، الذي يجب أن تقوم الأم بتغذيته.
- لا تدرك الأم قيمة الأحضان والذراعين الممدودتين والقبلات بالنسبة لطفلها، وغالباً ما يحدث ذلك متأخراً جداً.
نصائح وخطوات لعلاج الحرمان العاطفي عند الطفل
- يجب أن تعرف الأم أن الحرمان العاطفي للطفل هو أول طريق الفشل في حياته، وأنها هي السبب الأول لكي تكون مصدراً للإشباع العاطفي له من عدمه.
- فيجب على الأم أن تهتم بالدعم المعنوي والنفسي للطفل قبل أن تدعمه مادياً مثلاً، فتقديم الطعام والشراب والملبس يعتبر رعاية، فيما أن الدعم النفسي يعد من أهم أسس التربية السليمة.
- كما يجب على الأم عدم الحطّ من شأن الطفل، أو تقليل قيمته أمام الآخرين، وعدم السخرية منه.
- تقدير الطفل وتقديم الثواب والمكافأة له، وخاصة عن طريق الاحتضان والملامسة، له دور كبير في الإشباع العاطفي لديه.
- تخصيص وقت كل يوم من قبل الأم لكي تستمع للطفل؛ لأن الاستماع للطفل يكون نوعاً من التعبير عن الاهتمام به، ويصقل شخصيته، ويعزز ثقته بنفسه، ويُشعره بقيمته داخل الأسرة.