هارتس : وهي تتنزه في المغرب: وزيرة المواصلات الإسرائيلية.. وقاحة بسرعة 300 كم/س

اوري مسغاف.jpeg
حجم الخط

بقلم أوري مسغاف

ميري ريغف تتنزه في المغرب. ثمانية أيام على حساب دافع الضرائب. ربما تكتب مذكرات الرحلة من أجل الرعايا الذين بقوا خلفها. “القطار السريع من الرباط إلى طنجة. 300 كم في الساعة، 250 كم في ساعة وربع. في القريب سيكون هذا عندنا”. هكذا كتبت في هذا الأسبوع. الجمهور انفعل. نفس الوقت من خلال إجزاء السرعة. لذلك يجب أن تستغرق الرحلة 50 دقيقة. ريغف الخائفة عرضت فيلم فيديو آخر أوضحت فيه بأن القطار يتباطأ ويتوقف أحياناً.
محيط غرور ريغف لا ينتهي. الجميع يتذكر “القصة، اللعبة، المنظومة المعقدة بين الرجال والنساء”، التي نسبتها لفيلم “ترانتينو” الذي لم تشاهده. وقد تم مدح لاعب كرة السلة شون داوسون في السابق بسبب تأقلمه في إسرائيل وعلى لغته العبرية. أوضح لها داوسون بأنه إسرائيلياً ولد وترعرع هنا. المشكلة أنه يصعب مقاومة إغراء الاستماع لهراءاتها. بعد ذلك يتم تفويت الجوهر: ريغف من أكثر السياسيين إضراراً وإفساداً في عهد نتنياهو.
لا حدود لوقاحتها. ومثال ذلك انفعالها من القطار السريع. هذه هي الولاية الثانية لريغف كوزيرة للمواصلات. هي شريكة ناشطة في الجريمة المدنية الكبرى والمستمرة التي ارتكبت ضد سكان الدولة منذ إقامتها: غياب مواصلات عامة أيام السبت والأعياد. ريغف قاضية الحريديم، ولا يخطر ببالها تصحيح هذا الظلم والغباء. عليها الاستيضاح من مستضيفيها إذا كان الخط بين الرباط وطنجة يغلق يومين في الأسبوع أو في عيد الفطر وعيد الأضحى. لمعلوماتها: سرعة القطارات في إسرائيل أيام الجمعة والسبت هي صفر كم في الساعة. لا إمكانية للانتقال من مكان إلى آخر بدون السيارة الخاصة. ريغف تصمت حتى حول كل ما يتعلق بوقف الأعمال في البنى التحتية.
عند تسلمها للمنصب في الجولة الحالية، سارعت إلى تحطيم كل ذكر لولاية من سبقتها. فقد أعلنت عن إلغاء وتجميد “نتسيم” (خطوط المواصلات العامة)، وطردت المدير العام لسلطة المطارات، الجنرال احتياط حاجي طوبلنسكي، الذي كان عليه إجماع بأنه قد أدى منصبه على أحسن وجه.
لقبها هو “وزيرة المواصلات والأمان على الطرق”. عدد القتلى في حوادث الطرق منذ بداية السنة تجاوز الرقم القياسي. ولكن لا نتذكر أي كلمة واحدة أو نشاط واحد لها حول هذا الموضوع. ضائقة الإسرائيليين على الشوارع المزدحمة في القطارات المكتظة مطار بن غوريون، لا تعنيها في شيء. دافعها الوحيد هو تعيين المقربين منها وأصدقائها، وترسيخ مكانتها لدى مقاولي مصوتي الليكود ومنتخبيه. هذا يشمل لوبي سائقي السيارات العمومية الذين اهتمت مؤخراً بأن تزيد لهم أجرة السفر من تحت الرادار.
قبل شهر، أعلنت، بدون تنظيم ومع تجاوز للصلاحيات، عن نقل مشروع المترو، وهو مشروع وطني استراتيجي بتكلفة المليارات، من الشركة الحكومية “نيتع” إلى شركة “ماتي” (مسارات إسرائيل)، التي يترأسها الليكودي يغئال عمدي الذي يتنزه الآن معها في المغرب. بررت ريغف خطوتها المتسرعة هذه بـ “أخطاء في التشغيل” للقطار الخفيف. ولكن الهستيريا الحقيقية في خطط القطار الخفيف لا تكمن في تأخير إطلاقه، بقدر ما هو مزعج ومحبط، بل في حقيقة أن حكومة الحريديم– الحريديم القوميين قد قررت عدم تشغيل القطار في أيام السبت وفي الأعياد.
وزارة المواصلات هي إحدى الوزارات المؤثرة جداً على جودة الحياة وجودة البيئة للإسرائيليين في الحاضر وفي المستقبل. وقد صممت الوزيرة على تعيين المقرب منها موشيه بن زكين، في منصب المدير العام للوزارة، الذي ينظم الليكوديادا في إيلات. بعد أن تم إلغاء ترشحه لعدم ملاءمته للمنصب، قامت بترتيب وظيفة وهمية له، “القائم بأعمال نائب المدير العام”. بن زكين هو أيضاً مشارك في الرحلة إلى المغرب.
بشكل عام، يبدو أن لريغف وقت فراغ؛ فقبل عيد الفصح نشرت فيلماً تفاخرت فيه في إعداد منزلها للعيد، وسارعت إلى السفر إلى نيويورك وميامي. وقبل عيد الاستقلال، كرست نفسها لاحتفال إضاءة الشعلة كجزء من هوايتها القديمة: التذلل أمام عائلة نتنياهو والاستخفاف المطلق بمواطني الدولة.

هآرتس