ماذ ننتظر .. وماذا ينتظرنا ؟

s20Ls.png
حجم الخط

بقلم ابراهيم دعيبس

 


منذ ثلاثينيات القرن الماضي ونحن نقدم التضحيات الكبيرة للدفاع عن ارضنا وحقوقنا، ومن اشهر تلك المراحل الاضراب الذي استمر ستة اشهر، وكان الاحتلال الاسرائيلي يتوسع ويقوى، وجاء قرار التقسيم الدولي الذي اعطانا دولة ولاسرائيل دولة، وقد رفضناه لان الارض كلها كانت لنا، وفي هذه المرحلة، تحولنا من جزء تابع للاردن الى مشروع الدولة الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات ومنظمة التحرير، وذلك بعد هزيمة 1967 التاريخية.

 

 ومرت علينا عدة مراحل ابرزها عودة عرفات الى غزة بعد اتفاق اوسلو الذي تم الاتفاق عليه بشكل سري كان حينها د. حيدر عبدالشافي يقود الحركة الفلسطينية ، وقد انتهى دوره كما استاء من عدم ابلاغه بالتفاوض السري واعتبر الاتفاق طعنة سياسية له ، وفي تقدير الجميع تقريبا ، انه كان على حق في ذلك..


وليس المقصود من هذا الكلام الحديث عن تاريخ القضية ابدا ، ولكن عما ينتظرنا من خطوات وماذا ننتظر نحن في المرحلة الحالية التي نمر بها.


من الواضح ان الاحتلال يتغطرس ويتوسع ولا يبالي بأية قضية لنا، والشوكة الوحيدة في حلقه هي وجودنا السكاني وتزايد اعدادنا وثباتنا فوق ارضنا رغم كل الصعوبات والتحديات.


لقد ضموا القدس الشرقية التي هي عاصمتنا الموعودة واقاموا فيها مشاريع استيطان وتهويد واسعة جدا ، وهم يعملون على تهجير اكبر عدد من سكانها وتجريد اهلها من هويتهم المقدسية، ولكن ما يحدث هو عكس ما يخططون له.. ويتزايد عدد تمسك المقدسيين بهويتهم ووجودهم في العاصمة الموعودة وذلك لاسباب عدة معروفة ، مما يعزز الوجود الفلسطيني على عكس ما يخططون له، ومن اخر المخططات الاسرائيلية قرار العودة الى المستوطنات التي تم اخلاؤها بقرار شارون فك الارتباط مع الضفة، واخلاء قطاع غزة كليا من المستوطنات لعدم وجود مساحات ارض واسعة فيه ولكثافة مواطنيه الفلسطينيين.


هم تركوا قطاع غزة كليا ولكنهم في هذه المرحلة كما في السابق، يتوسعون ويقيمون المستوطنات ويعملون على اخلاء السكان من اراضيهم كلما امكن ذلك، كما فعلوا في بلدة مسافر يطا في محافظة الخليل قبل ايام، ومنع اصحاب الارض في شمالي الضفة من استخدام الاراضي التي يملكونها وتحيط بمستوطنة «حومش» التي كانت مخلاة وعاد المستوطنون اليها.


وإزاء الوضع الحالي ماذا ننتظر نحن وماذا ينتظر الاحتلال ؟ ويتوقع كثير من المراقبين حدوث انفجار مقاومة في الضفة وكما يقول مصدر اسرائيلي فقد شهد ايار المنصرف 63 عملية عسكرية مختلفة، ومن نتائجها مقتل اكثر من مستوطن احدهم قرب طولكرم وتشكل المخيمات الفلسطينية خاصة في محافظة جنين نقطة الانفجار التي تتوقعها المصادر الامنية الاسرائيلية. ويبدو الوزير المغرق بالتطرف ايتمار بن غفير كالشرارة التي تشكل بداية انفجار متوقع كهذا.


خلاصة القول ، ان على قادة اسرائيل والمتطرفين بالمقدمة ، ان يدركوا اننا موجودون وباقون فوق ارضنا وفي القدس عاصمتنا الموعودة والقلعة التاريخية لنا ولكل العرب والمسلمين والتي صمدت على مر كل مراحل ما شهدته بلادنا من احتلال قوى اجنبية ، كما ان عليهم ان يدركوا ان لا سلام ولا استقرار لهم وفي المنطقة بدون قيام دولة فلسطين واستعادة حقوقنا الوطنية في ارضنا، مهما كانوا اقوياء ولكن نحن نبدو كالطرف الاضعف عسكريا ولكننا الاقوى وجودا وتمسكا بالحقوق مهما كانت التحديات والمصاعب.. !!