أكد وزير التربية والتعليم مروان عورتاني، على أن "المنهاج الفلسطيني هو شأن سيادي مستقل لارتباطه بالهوية وبالرواية الوطنية، ولن يكون موضوع مساومة أو مقايضة".
وجاء ذلك خلال كلمة دولة فلسطين التي خاطب فيها وزراء التربية العرب، في ختام مشاركته في مؤتمر وزراء التربية والتعليم العرب الثالث عشر الذي عُقد في العاصمة المغربية الرباط، تحت عنوان: "مستقبل التعليم في الوطن العربي في عصر التحول الرقمي"؛ بحضور وزراء التربية العرب، وممثلين عن الهيئات والمؤسسات والمنظمات التربوية من مختلف الدول العربية.
وجرت مراسم تسليم الوزير عورتاني رئاسة المؤتمر للمملكة المغربية، بعد إلقاء كلمة دولة فلسطين.
وتقدم عورتاني بالشكر للمملكة المغربية الشقيقة على كرم الضيافة وحسن التنظيم؛ لاستضافة هذه الدورة للمؤتمر، وللمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الألكسو" على جهودها للنهوض بقطاع التربية في الدول العربية، كما شكر وزراء التربية العرب ورؤساء الوفود التربوية العربية.
وتطرق الوزير إلى ظروف التعليم في فلسطين وما يعانيه هذا القطاع من هجمة همجية ممنهجة من الاحتلال الغاشم، وإلى ما قدمته فلسطين في "قمة تحويل التعليم" في ورقة تضمنت الالتزامات الوطنية التي تم مشاركتها للوفود المشاركة؛ إذ شملت الورقة خمسة محاور كان من أبرزها محور التحول الرقمي الذي شكل عنواناً لهذا المؤتمر.
وتناول عورتاني في مداخلته واقع السياق التعليمي وسبل الارتقاء بمنظومة التعليم، من خلال التركيز على التعليم العادل والجامع والآمن، وانتهاكات الاحتلال بحق كل مكونات البيئة المدرسية، والهجوم على المناهج في القدس ووصمها بالمحرضة وشيطنتها، مؤكداً أن "الاحتلال هو المنهاج"، ومناهجه مليئة بالتحريض.
وصادق المؤتمر على دمج الدول العربية الشقيقة لمواد دراسية حول مضامين النكبة في مناهجها الدراسية، خصوصاً في ضوء اعتراف الأمم المتحدة بالنكبة التي حلت بشعبنا، وتنظيم حفل إحياء ذكرى النكبة في مبنى الجمعية العامة في حدث تاريخي غير مسبوق، وتقديم الدعم والإسناد العربي لحماية التعليم في القدس من الأسرلة، وكذلك ما أقرته قمة جدة للدول العربية.
كما صادق المؤتمر في توصياته النهائية على توصية فلسطين التي قدمها الوزير عورتاني والتي تنص على "تقديم الدعم والإسناد لقطاع التعليم في دولة فلسطين، وخصوصا فيما يتعلق بالحفاظ على سيادية واستقلالية المنهاج الوطني الفلسطيني ومضامينه المرتبطة بالهوية وبالرواية الوطنية الفلسطينية، بما فيه حماية التعليم في القدس الشرقية من محاولات الأسرلة، وتضمين المناهج في الدول العربية مواد تعليمية عن أبرز معالم الرواية الوطنية الفلسطينية".
كما أقر البيان الختامي للمؤتمر تحت عنوان: "إعلان الرباط" الدعم والاستمرار والتنسيق والتشاور العربي في سبيل الارتقاء بمنظومة التربية والتعليم، وتعزيز تحولهما ضماناً لتحقيق التنمية المستدامة الشاملة.
ومن الجدير بالذكر أن الوزير عورتاني قام بالعديد من الاجتماعات واللقاءات الرسمية رفيعة المستوى مع نظرائه من وزراء التربية العرب في المملكة المغربية، والجمهورية السورية، والجمهورية الليبية، وكذلك منظمة الإيسيسكو، ومنظمة الألكسو؛ بهدف البحث في سبل التعاون المشترك من أجل تطوير منظومة التعليم في فلسطين.
وشارك في المؤتمر من دولة فلسطين، أمين عام اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم، رئيس المجلس التنفيذي لمنظمة "الإيسيسكو" دواس دواس، والمقرر العام لمؤتمر وزراء التربية العرب الثاني عشر أحمد عمار، ورئيس مركز البحث والتطوير في وزارة التربية محمد مطر.
وكان عمار قد قدم ورقة وزارة التربية والتعليم حول "إدماج المواطنة في النظام التعليمي المدرسي"؛ حيث استعرض أهمية المواطنة كمكون تربوي في بناء شخصية الطالب، واستعرض التجربة الفلسطينية في إدماج المواطنة في النظام التعليمي، سواء في المناهج أو النشاطات أو البرامج التعليمية، وكذلك في السياسات والخطط التعليمية للوزارة، وفي نهاية حديثه قدم لمحة عن تجربة فلسطين في التعليم الإلكتروني أثناء جائحة كورونا، مستعرضاً أبرز الإنجازات في هذا المجال فنياً وإدارياً وتعليمياً، رغم ما تواجهه الوزارة من تحديات وعراقيل. من جانبه، استعرض مطر أوراق عمل؛ حول تطوير نظام قياسات التعلم "حالة امتحان دراسة الثانوية العامة" "التوجيهي" في فلسطين، وتعرض فيها لرؤية وزارة التربية لإصلاح هذا الامتحان، مبيناً منطلقات هذه الرؤية واستحقاقاتها وتحدياتها، وحول مبادرات الألكسو الموجهة للطلبة، حيث تعرض لهذه المبادرات بالتحليل والتقييم، وورقة حول التربية الشاملة والإنصاف تناول فيها حال التربية الشامة والإنصاف في سياقات عالمية وأخرى عربية، واقترح خارطة طريق تمكن من الوصول إلى نظم تربية منصفة وشاملة.
وخلال المؤتمر تم تكريم فلسطين على رئاسة الدورة الــ12 وإنجاحها، علما بأن دولة فلسطين استضافت المؤتمر الثاني عشر نهاية عام 2021 برئاسة الوزير عورتاني.