بقلم: د. سليم محمد الزعنون

الدعوة لصياغة استراتيجية بحرية في الشرق الأوسط.. ربط النقاط الاستراتيجية

مقالات
حجم الخط

غزّة - وكالة خبر

لا يمكن النظر للدعوة الأمريكية لصياغة استراتيجية بحرية في الشرق الأوسط، بمعزل عن التطورات خلال الـ 10 سنوات الأخيرة، وبمعنى آخر يجب تسكينها في الإطار الأوسع والأشمل للسياسة الخارجية الأمريكية وحلفائها.

القيادة من الخلف، أطلقت واشنطن عام 2014 في ظل إدارة أوباما استراتيجية القيادة من الخلف، والتي تعني الاستعاضة عن التواجد الأمريكي المباشر ببناء التحالفات، وتقديم الدعم والقيادة، وفي اطاره يمكن تفسير الانسحاب الأمريكي من المنطقة، والتركيز على المحيطين الهادي والهندي.

وفقاً لهذا المنظور، بدأت واشنطن وحلفائها بإعادة بلورة وبناء استراتيجيتها العالمية، من خلال 4 مرتكزات رئيسية:

إعادة بناء التحالفات الدولية، بدا واضحاً بناء تحالفين دفاعيين هامين ومتصلين في آسيا، وتحالف في الشرق الأوسط، وتحالف في آسيا الوسطى والقوقاز.

1- تحالف أوكوس “AUKUS”، تحالف الناطق بالإنجليزية مع أستراليا، وبريطانيا، والولايات المتحدة.

2- التحالف الرباعي “Quad”، الولايات المتحدة، أستراليا، اليابان، والهند.

وكلاهما مصمم لاحتواء الصين والتعاون الوثيق في مجالات عسكرية وأمنية متنوعة.

3- إعادة بناء التحالفات الإقليمية في الشرق الأوسط، بالاستناد على استراتيجية القيادة من الخلف، تحالف إقليمي جديد (I2U2) ويتألف من دولتين تبدأ اسماؤهما بحرف (I) إسرائيل والهند، واثنان تبدأ أسماؤهما بحرف (U) الولايات المتحدة، والإمارات.
مؤخراً بعد التطورات الأخير في المصالحات الإقليمية مطروح خروج إسرائيل، واستبدلها بالسعودية، على ان يتم مستقبلاً ادخال إسرائيل في التحالف.

4- تفعيل الشراكة والتعاون مع آسيا الوسطى والقوقاز، التواجد العسكري للناتو، والاقتصادي الأمريكي"، بهدف الاقتراب من منطقة نفوذ روسيا وعمقها الاستراتيجي، والصين مشروع الحزام والطريق، وإيران وحدودها الشرقية.

المحصلة.
1- واشنطن تعمل الآن على ربط النقاط الاستراتيجية الأربعة، من خلال التشبيك بين التحالفات الأربعة، لوضع استراتيجية عالمية لاحتواء الصين وروسيا، واستدامت الهيمنة الغربية.

2- يمكننا القول أن هذه الاستراتيجية، نسخة متطورة عن الاستراتيجية الأمريكية لاحتواء الاتحاد السوفيتي سابقاً عندما تم تشكيل حلف الناتو في المحيط الأطلسي، وحلف جنوب وشرق آسيا (SEATO)، وميثاق بغداد في الشرق الأوسط.

3- الدعوة لصياغة استراتيجية بحرية تأتي في إطار استراتيجية أكبر لواشنطن والغرب، وإيران ليس المحور الرئيسي للتحرك الأمريكي في المنطقة والعالم، إيران جزء، وجزء صغير جداً من السياسة الخارجية لواشنطن وحلفائها، 

4- تشكيل تحالف إقليمي في مواجهة ايران انتهى بعد حالة المصالحات في المنطقة، بين الدول العربية وايران، لكن يجب الأخذ في الاعتبار ان الدول العربية وإسرائيل مشاركة في تحالف بحري بقيادة الأسطول الخامس الأمريكي في البحرين، القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM).