شارك العشرات من ذوي الأسرى والمتضامنين من ممثلي المؤسسات الرسمية والشعبية وفصائل العمل الوطني، اليوم الثلاثاء، في الاعتصام الأسبوعي التضامني مع الأسرى في سجون الاحتلال، أمام مكتب الصليب الأحمر في مدينة طولكرم، مساندة للأسرى المرضى وفي مقدمتهم وليد دقة، ومحمد الخطيب، وعاصف الرفاعي، ومعتصم رداد.
وحمَل المعتصمون حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى المرضى ومنهم وليد دقة الذي يعاني من إهمال طبي متعمد، وترفض سلطات الاحتلال الإفراج عنه، مما فاقم من وضعه الصحي وأصبح الموت يهدد حياته.
وأكدوا على ضرورة تكثيف الفعاليات التضامنية الرسمية والشعبية مع الأسرى، خاصة في هذا الوقت الذي يتعرضون فيه لهجمة شرسة على يد إدارة سجون الاحتلال، من عزل وتنقلات وإهمال طبي، واستمرار سياسة الاعتقال الإداري الظالم.
وندد منسق فصائل العمل الوطني في طولكرم فيصل سلامة، بسياسة الاحتلال التعسفية بحق الأسرى المرضى، المتمثلة في الإهمال الطبي والموت البطيء، مشيرا الى أن هناك حالات مرضية بحاجة ماسة وسريعة للعلاج.
وقال: "نحمل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى، وعلى المجتمع الدولي الضغط على هذا الاحتلال لتنفيذ الاتفاقيات الدولية الخاصة بالأسرى وحقوق الإنسان ومنها اتفاقيات جنيف، وحقهم في العلاج، وأن يعيشوا بأبسط الحقوق الإنسانية كأسرى حرب"، مشددا على أنه في ظل إجراءات إدارة السجون اللاإنسانية من مضايقات وقتل وعدم علاج وإهمال طبي، فإن ذلك يتطلب وقفات شعبية ودولية للضغط على المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه قضية الأسرى.
بدوره، قال الناشط أحمد عودة "نوجه رسالتنا للأسرى الأبطال أننا نقف معهم ونساندهم وهم يخوضون أعتى معارك البطولة والصبر أمام السجان الغاشم والقاتل، ونبرق التحية والفخر لهم على تحملهم لهذه المعاناة خلف القضبان، وما يعانونه من إهمال طبي وهجمة مسعورة من حكومة الاحتلال المتطرفة، ونقول لهم نستمد قوتنا ومعنوياتنا منكم رغم الأسر، وهاماتكم عالية وستبقى عالية في وجه جبروت هذا السجان بإرادتكم وقوتكم".
وفي سياق متصل، نُظم، اليوم الثلاثاء، الاعتصام الأسبوعي في مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر بمدينة البيرة، إسنادًا للحركة الأسيرة في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وخُصص الاعتصام لدعم الأسرى المرضى، الذين يواجهون سياسة الإهمال الطبي المتعمد من إدارة سجون الاحتلال، وفي مقدمتهم الأسيران المريضان بالسرطان وليد دقة وعاصف الرفاعي.
ورفع المشاركون صور العشرات من الأسرى، ورددوا هتافات تنادي بحريتهم.
وأغلق الأسرى في سجون الاحتلال اليوم، الأقسام بشكل جزئي، احتجاجاً على رفض إدارة "عيادة سجن الرملة"، الاستجابة لمطالب الأسرى المرضى، وخاصّة حرمان الأسير دقة من التواصل مع عائلته لحجج واهية، واستمرارها في التنكيل بالأسرى من خلال منع أصناف عديدة من الطعام.
في غضون ذلك، يستعد المعتقلون الإداريون، للشروع في إضراب مفتوح عن الطعام، في الـ18 من حزيران / يونيو الجاري، تحت شعار: (ثورة حرية - انتفاضة الإداريين).
وفي هذا السياق، شدد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واصل أبو يوسف، على ضرورة تضافر الجهود الشعبية والرسمية كافة في دعم نضالات الأسرى الجماعية داخل السجون والمعتقلات.
وقال إنه يتوجب أن تعم الفعاليات الإسنادية المحافظات كافة في الضفة الغربية وقطاع غزة ومخيمات الشتات، وأن تنظم أمام مقار المؤسسات الدولية ذات الصلة، كاللجنة الدولية للصليب الأحمر، والأمم المتحدة، إلى جانب مخاطبة المجتمع الدولي لوضعه في صورة المستجدات والتطورات.
وأوضح أبو يوسف أن ذلك من شأنه نقل رسالة إلى المجتمع الدولي بأن الشعب الفلسطيني يقف خلف أسراه ويدعمهم في كل الخطوات والاحتجاجات التي يقررون تنظيمها، احتجاجاً على سياسات إدارة سجون الاحتلال وإجراءاتها.
من جانبه، أوضح رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس أن عدد الأسرى الإداريين الذين سيدخلون الإضراب عن الطعام اعتباراً من يوم الأحد المقبل، يتراوح بين 400 - 500 أسير، مشيراً إلى أن لجنة الطوارئ الوطنية العليا للحركة الوطنية الأسيرة منخرطة في التخطيط لهذا الإضراب وتنفيذه.
وتطرق إلى أن إجراءات الاحتلال التعسفية بحق الأسرى لا يمكن قراءتها إلا في سياق العدوان الواسع على الشعب الفلسطيني.
وأضاف فارس أن الأسرى يوضعون في مركز الاستهداف الدائم، لما يمثلونه من حالة شعبية رمزية ملهمة في تاريخ النضال الفلسطيني.
وشدد على ضرورة التوقف للتقييم المسارات وتصويبها، واعتماد منهج جديد في التعامل مع الاحتلال، واستجماع كل طاقات القوى والاتحادات والنقابات للانخراط بشكل أوسع في الفعاليات الوطنية الخاصة بالأسرى، واستعادة زمام المبادرة بما يجبر الاحتلال على العدول عن سياساته.
وقال: "بينما يعاني عشرات الأسرى من أمراض تهدد حياتهم، وفي مقدمتهم وليد دقة وعاصف الرفاعي، والارتفاع الهائل في أعداد الأسرى الإداريين، واستمرار تردي الأوضاع الاعتقالية والطبية في عيادة سجن الرملة، حري بنا استعادة زمام المبادرة وإعادة ترتيب جدول الأولويات".