حول استقالة الرئيس ابو مازن

abu-mazen-560
حجم الخط

 كتب مرسى عطا الله: ليست هذه هي المرة الأولي التي يلوح فيها الرئيس الفلسطيني محمود عباس «أبومازن» برغبته في الاستقالة من رئاسة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ومن الرئاسة الفلسطينية، ولكنني أعتقد أن تصريحاته الأخيرة بهذا الشأن تحمل قدرا كبيرا من الجدية عن المرات السابقة التي لوح فيها بفكرة الاستقالة.

وليست هذه الاستقالة المحتملة موجهة للداخل الفلسطيني أو لسبب تعثر جهود المصالحة الوطنية بين فتح وحماس وإنما هي موجهة في المقام الأول للمجتمع الدولي وعلي رأسة الولايات المتحدة التي تحتكر منذ سنوات ما يسمي بجهود مفاوضات عملية السلام التي رغم مرور السنين مازالت تراوح مكانها.

يريد أبو مازن أن يقول للجميع - وبينهم إسرائيل ورئيس حكومتها المتعنت بنيامين نتنياهو - إنه من غير الممكن ومن غير المقبول أن تستمر عملية التفاوض العبثية إلي الأبد في الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل قضم الأراضي الفلسطينية وزيادة حجم ومساحة الاستيطان وتجاوز كل الخطوط الحمراء بشأن مستقبل القدس.

لقد أدرك أبو مازن مؤخرا - وهو أحد أهم مهندسى اتفاقيات أوسلو التي أنشأت السلطة الفلسطينية - أن أوسلو كانت فخا كبيرا لتفريغ النضال الفلسطيني من مضمونه الحقيقي طلبا للتمرد والاستقلال وأن مصائبها فاقت بكثير كل ما قيل عن فوائدها.

وربما يري الرئيس الفلسطيني أنه قد آن الأوان لتسليم المسئولية لجيل جديد من الشعب الفلسطيني ليس مكبلا بقيود أوسلو ولا توجد لديه فواتير سياسية تستوجب السداد وبما يوفر له القدرة علي صنع وبناء مسارات جديدة تحتفظ للقضية الفلسطينية ببعض زخمها استنادا إلي أنه رغم أية ملاحظات علي أداء جيل ياسر عرفات وأبو مازن فإنهم رفضوا التوقيع علي أي شيء يلزم الفلسطينيين بالتنازل عن القضايا الجوهرية مثل القدس والحدود واللاجئيين والدولة المستقلة.

وإذا فعلها أبو مازن فإنها لن تكون هروبا إلي الأمام وإنما هي علي الأرجح نقطة بداية جديدة لمرحلة جديدة حفاظا علي قضية لا يمكن لها أن تموت طالما امتلكت أشجارها العتيقة القدرة الدائمة علي تجديد أعضائها وأوراقها!

خير الكلام :

<< لا شيء يكسر الجمود سوي الجرأة في تحكيم العقل !

عن الاهرام